رسائل طائرة 23-08-2025

رسائل طائرة 23-08-2025

زهير سالم*
وأرسل إليّ وقد ذكرت بالأمس كتاب الإمام الفخر الرازي في عصمة الأنبياء، وهل سلم الإمام الرازي نفسه من ألسنة الأدعياء ؟؟
فأجبت:
وهل سلم غيره يا أخي منهم من أحد!!
وعندما قرأت تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، هالني ما قاله في أبي حنيفة حتى كدت أن اسقط الخطيب نفسه، فقال لي بعض ثقات الأحناف لا تفعل، فهي زلة. ثم وقع في يدي كتاب تأنيب الخطيب، للكوثري فزاد عجبي من القوم كيف يحلمون على أنفسهم، وبغيهم بينهم شديد.
ثم مررت بكتاب أبي حامد الغزالي فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة فرأيته يقول "واستحقر من لا يقذف ولا يحسد ومن بالفسق والكفر لا يوصف" فما زلت أغص بها ولا أجد لها مساغا..
اللهم سلمنا وسلم منا وسلم بنا..
========================
كتب إلي ولم أكتب!!
‏عدت إلى الدار بعد ثلاثة عشر عاما..
‏ووجدت الأبواب والنوافذ مسروقة، أشرطة الكهرباء مسحوبة من الجدران، الحنفيات مفكوكة، أسياخ الحديد مسحوبة من الأسقف المهدمة، السليم من البلاط مخلوع..
‏وأنت يا أستاذ صاحب كلمة مسموعة، والرأي رأيك، والشور شورك، لو طلبت لنا قافلة شاحنات محملة بالاسمنت والحديد والاكسسوارات يحولونها من الجنوب إلى الشمال، عسى يلحقنا طرطوشة..
‏أجبته: منحكيلهم معك!!
========================
كان يحصل هذا حتى في خلافة سيدنا علي رضي الله عنه.
كان سيدنا علي رضي الله عنه، يصلي الفجر في الناس في مسجد البصرة. فدخل خارجي المسجد فقطع عليه قراءته..فقرأ بصوت مرتفع على رؤوس الناس:
: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
يتهم سيدنا بالإشراك وبحبوط العمل!!
فأنصت له عليّ رضي الله عنه حتى فهم ما قال؛ فأجابه وهو في الصلاة: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ).
وأصل التوجيه الرباني لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يواجه من تعنتات المشركين، واعتراضاتهم وأجوبتهم وفهمومهم.. وهي ماضية في أمة القرآن إلى يوم الدين.
يقول تعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)
قال أهل التفسير:
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) أي : وما يفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم المتضلعون منه .
فعندما يكتب إنسان ما كلاما من صميم الحكمة والعلم والرأي، على صفحات هذا العصر التي أصبحت مشاعا.. ثم يجد إنسانا من غير هؤلاء يتسور على كلامه فيجهضه أو يحرفه كما فعل الخارجي بقول الله تعالى حين رد به على رابع الراشدين رضي الله عنه، فإن واجب المسلم بل حق عليه أن لا يستخف ولا يستفز بل يصبر..حسب الأمر الإلهي
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)
وفي سياق آخر : (وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا..)
ووددت أني جمعت لكم آيات الأمر بالصبر في القرآن الكريم
وما أحيلى وعده جل ربنا: (وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)
=========================
هذا علم.. ولذا لن أطيل…
عندما نقول هذا حديث آحاد صحيح، وسائر الصحيحين وغيرهما من الصحاح، إلا قليلا من هذا القبيل، فإن أي حديث من هذه الأحاديث لا يفيد علما نظريا قطعيا يقينيا. وإنما يفيد غالب الظن، من حيث الحقيقة العقلية. ويفيد الحقيقة الشرعية التي تثبت بها الأحكام الشرعية الخمسة أو السبعة…فنتعبد بها نحن المسلمين حلّا وحرمة وإباحة. ووجوبا وتركا..
آحاديث الآحاد الصحيحة منها الغريب والعزيز والمشهور والمستفيض، وبعضهم يقول والمستفيض والمشهور، كلها مشمولة بحكم أنها لا تورث علما نظريا يقينيا، بل تورث "غالب الظن" العلمي. ولا يورث العلم اليقيني المقطوع بصحته العقلية من الأحاديث الشريفة غير المتواتر. ثم يصير المجتهد في كل النصوص، إلى بحث دلالة النص من حيث هي يقينية أو ظنية. فاليقيني يقيني والظني طني.
وعندما يكتب أحدنا وجهة نظر في أمر ما، ومهما شفعه بأدلة وبراهين..
يبقى ما يكتبه وجهة نظر. وليس هناك عاقل يزعم أن ما يكتبه هو علم يقيني. هي وجهة نظر ظنية غالبة عند صاحبها…والعاقل من أصحاب وجهات النظر الذي يقول: هذا رأيي ومن جاءني برأي أحسن منه تعليلا وتأويلا اتبعته عليه.
المهم في أن يفهم الناس عن بعضهم، ولا يلقي أحدهم فهمه على رأي الآخر..ثم يحاكمه إليه.
======================
صوّره وأرسل إلينا الصورة…
تصور المسلم الذي وقف عقاره ليكون مسجدا أو مدرسة أو وقفا ريعيا ليكون صدقة جارية لحسابه مدى الزمان.. بُعث حيا فقيل له قررنا أن نحول ما وقفته إلى دار سينما؛ فسأل وما السينما؟! فقيل له هي دار لهو ممزوج بمقدماته وما إليه أقله التهريج وأكثره التفريج..
ثم انظر إلى وجهه فصوره وأرسل لنا الصورة
ونقول ولا حول ولا قوة إلا بالله
عندنا مثل في حلب لا أدري إن كان معروفا في دمشق. يقول الحلبيون أدام الله عزهم: أول الرقص حنجلة… فماذا يقول إخواننا الدمشقيون، 10 مليارات استثمار، ما استطاعوا يعرقوا منها ثمن دار سينما حتى يعدوا على أموال الأوقاف. والوقف على شرط الواقف.
قرأت بحثا قديما عن فلسطين المحتلة أن عددا كبيرا من المساجد ذكرت بأسمائها تم تحويلها ليس إلى كنس بل إلى مثل ما ذكروا
____________
*مدير مركز الشرق العربي