الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 05-05-2025

رسائل طائرة 05-05-2025

05.05.2025
زهير سالم



رسائل طائرة 05-05-2025

زهير سالم*
في المشهد السوري….
في المشهد السوري في هذه الأصبحة الجميلة، المعطرة بفوح نصر رباني صرف، وأجراه الله ظاهرا على يد بعضنا أمر عجاب!!
وأسرد لكم بإيجاز شديد، سردية عايشتها في هذا المشهد منذ نصف قرن..
في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، استطاع السوريون الرافضون لنظام الإجرام، بل استطاع فريق منهم متعدد الطيف على خلفياتهم أن يجتمعوا تحت عنوان "التحالف الوطني لتحرير سورية" كان فيه من كل المشارب والإثنيات السورية. لن أدخل في التقويم فقط جلسوا معا وعملوا معا…
في عام 2005 استطاع السوريون بالطريقة نفسها أن يجمعوا بين سوريين مقيمين في الداخل والخارج تحت عنوان إعلان دمشق.
ومن ثم تحت عنوان جبهة الخلاص. أنا لا أقوّم ولا أفصل…
ثم بعد انطلاقة الثورة كان هناك المجلس الوطني، الذي جمع بجهد وطني أكاد أقول، ولا أقول، خالص.
ثم دار الزمان.. وها نحن اليوم، يصل التناقض السوري- السوري، إلى دائرة التناقض الفردي. حتى نشك في القدرة على جمع عشرة سوريين على مقصد.
فقد بات كل فرد يرى في الآخر نقيضا.
أتذكر أنني في مطلع الثمانينات كنت أكثر من ضرب المثل بالرجل يبحث عن شيء يتعلى عليه ليـُرى مكانه، فلا يجد غير بيته يجعله ركاما ليقول للناس: ها أنا ذا…
في مشهدنا اليوم حيث نحن محتاجون لإضاءة كل سراج وكل شمعة وكل مصباح..
يشعر كل واحد ممن يملك مصدرا من مصادر هذا النور.. أن أول ما يحتاج إليه أن يطفئ كل سراج وكل شمعة وكل فانوس وكل مصباح وكل ثريا، يحملها الآخرون، ولو استطاع لأطفأ الشمس ونادى على ذاته التي تضيء..
من كان قادرا على جمع عشرة سوريين على غير القيل والقال، فليهنه الإنجاز …
عشرة فقط من أبناء مشرب واحد، يجتمعون على أمر حقيقي، غير جندلة الآخرين وتعظيم الذات…
في سورية اليوم وبدلا من أن يكون نقيضنا الخراب، انظروا كيف فرض التناقض البيني علينا نفسه…
ويرسل لي رسالة: احذر من فلان…ولا يغرنّك فلان..
____________
*مدير مركز الشرق العربي