الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 02-06-2025

رسائل طائرة 02-06-2025

02.06.2025
زهير سالم



رسائل طائرة 02-06-2025

زهير سالم*
ذكريات الزمن الأول..
ساعة الجرس وأحشاؤها..
كنا ونحن في سن الفتوة، نعتمد كثيرا على سنة الجرس التي تكون بحجم الكف الكبير في حياتنا اليومية، فهي إلى جانب أنه تضبط الوقت، كانت تعمل كمنبه لإيقاظ النائم على موعد أو سحور أو نحوه، على سطح الوجه الظاهر للساعة كان ثمة ثلاثة عقارب تدور، كل واحد بسرعة، وبجانبها قرص داخلي لضبط وقت التنبيه المطلوب..
كان كثيرا ما يستهويني أن أتغلغل في جوف الساعة، وأتفحص، فأرى شبكة من المسننات قد علق بعضها ببعض، بعضها يتمطى، وبعضها يتأرجح، و بعضها يظل يدور، بضعة عشر مسننا، بل ربما قريبا من العشرين، في كل مرة أدخل ذلك العالم لأعرف مهمة كل مسنن فلا أكاد، ولكنني اكتشفت مبكرا السهم الذي يحركه الساعاتي كلما ذهبت إليه وقلت: الساعة تسبق أو الساعة تؤخر فيظل يشاغلني ليدفعه يمينا أو يسارا ويقتضي مني ثلاث ليرات كانت في تلك الأيام موجعات..
اليوم وأنا أراجع صورة أحشاء الساعة بكل مافيها، أو أحشاء المذياع ذي الصندوق الخشبي، أو أحشاء المذياع الترانستور.. بتوصيلاته المتكاثرة..
خطرت ببالي هذه الفكرة، خطر ببالي أن ما هو موجود في جواني أحشاء ببطن الدولة أكثر تعقيدا..
التداخل في هذا العالم الحي أشد، وهو مع ارتفاع درجات الحرارة قد يصل إلى مرحلة الغليان.. أو التبخر أو الانصهار…
حطوا إيديكم على رؤوس أبنائكم ما تقولوا ما قلنالكم…
البارحة أرسلت الرسالة مشفرة مضمرة مرمزة مصورة لم يستوعبها مني أحد…
يصطفلو أو يصطفلنَ.. هل مرت معكم أن الإصطفلينة من أوزان الأسماء الغريبة، وهي تعني في لغة العرب الجزرة…
____________
*مدير مركز الشرق العربي