الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 01-07-2025

رسائل طائرة 01-07-2025

01.07.2025
زهير سالم



رسائل طائرة 01-07-2025

زهير سالم*
في بركة الشورى ومفسدة التفرد بالرأي
ونحن اليوم بين يدي عاشوراء.
ولا نعيش الذكرى على أنها اليوم الذي نجا الله فيه موسى من الغرق فقط..
بل نعيشها مخضلة بالدم والألم والمعاناة والكرب والانقسام..
صحيح نحن لا نلطم خدا، ولا نخمش وجها، ولا نشق جيبا، ولكن حزننا على سيدنا الحسين يخلف في قلوبنا ندوبا..
أتذكر وأنا ببن الفتوة والشباب، وأقرأ الرواية- عن كربلاء- من تاريخ ابن كثير، في البداية والنهاية، وأجد الشيخ المؤرخ الوقور، قد استعار الكميرا ثلاثية الأبعاد من القرن الخامس عشر، وراح يجوس بها في المعسكرين، يسجل كل نأمة، ويصور كل حركة ظل..
غلبني النحيب يومها فلم أستطع أن أكمل…ولعلي اليوم في سن الشيخوخة أشد ضعفا!!
وامتد بي الزمان وأصبحت أقرأ فأميز أكثر، وأصبحت محكوما بشهادات وحقائق ووقائع أكثر تحقيقا..
من أجمل ما روي قول الفرزدق التميمي الشاعر المحسوب على آل البيت، وصاحب القول المنسوب إليه: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.. يقولها حسبما زعموا في زين العابدين بن الحسين ردا على هشام بن عبد الملك..
الفرزدق هذا عندما أراد أن ينصح الحسين قال له: يا ابن بنت رسول الله قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية. فما أغنى قوله الناصح عند سيدنا الحسين رضي الله عن سيدنا الحسين، نقيرا.
أكتب هذا لأقول لنا، لنعلن في هذا الموسم بالذات أن قلوبنا مع الحسين وعقولنا مع نصح الناصحين، وتقدير المقدرين، ونرجع إلى حقيقة الشورى التي جعلها الله ركيزة للمؤمنين
وإذا بدأنا بطريقة سيدنا أبي محمد الحسن.، ثم ثنينا بنصح الناصحين ومشورة المشيرين من كبار القرابة والصحابة والتابعين فتساءلنا: مَن من هؤلاء نصح سيدنا الحسين بالخروج؟؟ مَن زينه له؟؟ من دفعه إليه؟؟
أي جناية ارتكبت بحق الأمة في ذلك اليوم، أهي جناية شمر البدوي الجافي، أم جناية رفض مخرجات الشورى العامة والخاصة حتى أدخلت الأمة في قعر زجاجة لا تكاد تخرج منها..
حتى اليوم
من أسال على خد فاطمة البتول دمعة لا رقأ الله له دمعا..
____________
*مدير مركز الشرق العربي