الرئيسة \  مواقف  \  حول نصرنا الذي أكرمنا الله به نحن السوريين..

حول نصرنا الذي أكرمنا الله به نحن السوريين..

23.12.2025
زهير سالم

حول نصرنا الذي أكرمنا الله به نحن السوريين..
ومع التقدير والعرفان لكل من قاوم هذا النظام الظالم المستبد الطائفي الفاجر منذ الثامن من آذار - 1963
وإقرارا منا بأن مروج الزهور، وبيادر القمح تسقى بقطرات المطر…
وأن نصرنا تحقق بفضل الله أولا.. ثم بجهود العاملين الصادقين الصابرين المجاهدين. وبأنات الثكالى والأرامل وتشيج الأيتام..
ومع كل ذلك…وتأكيدا لكل ذلك، وحرصا على اقتناص الدروس والعبر ، والاستفادة من التجارب، وقد قال أولنا: من لم تعلمه التجارب فما له في الدهر صاحب..
فإننا مطالبون حين نجلس على طاولة دروس الحساب، أن لا نسمح لشياطين الجن والإنس وكذا للقوم الذين لم يتعلموا قواعد الجمع والطرح والضرب والقسمة؛ أن يدلونا بغرور.. كما دلّى إبليس أبوينا من الجنة بغرور…
ما جرى في سورية، ولاسيما في معركة الحسم الأخيرة، معركة ردع العدوان ، بمدخلاتها ومخرجاتها، وبمقدماتها ونتائجها، بالعاملين عليها والساعين فيها؛ يدركه كل العقلاء العالمين العاملين، إدراك معاينة ويقين..
وقد لا يكون من المصلحة ونحن نعيش الفرحة آفاقا.. أن نفيض في ذكر ما جرى وكيف جرى، وهو الدرس الذي يعرفه العقلاء، والذي يميلون إلى أن الخوض فيه مما لا ينبني عليه مصلحة، لمن لا يدرك أبعاده وآفاقه..
ما جرى، وكيف جرى، هو الدرس الذي يجب أن نعيه، استيعابا، من غير  تأويل مؤول، ولا تحليل محلل، ولا تعليم معلم، ولا تنطع متنطع!!
نعم هكذا بدأت الأمور، وهكذا تطورت، وهكذا عانى الناس، والحمد لله الذي أكرم السوريبن حتى أنشدوا:
هلل الفتح المبين
يا جنود المسلمين
في كتب التاريخ يمارون كثيرا في حكاية أن القائد المسلم طارق بن زياد قد أحرق السفن يوم اجتاز المضيق..
مع أننا نظل ننشد غرورا:
قفْ على الشاطئ وانظرْ هل ترى لهبَ النَّارِ وآثارَ السفينْ
يومَ لا «طارقُ» عاد القهقرى لا، ولا آباؤنا أُسْدُ العرين
يحدثوننا كثيرا عن مغامرة خالد بن الوليد رضي الله عنه في اختراق الطريق بين العراق والشام يوم تحول نجدة لليرموك..
ولكن اللواء العراقي محمود شيث خطاب رحمه الله تعالى، يثبت في حديثه عن معارك الإسلام الكبرى أن الرحلة لم تكن مغامرة، بل بنيت على معطيات مدروسة…
في كثير من الاحيان يؤجر الإنسان بنيته، وإن كانت الشريعة تقول: إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا وسدادا…
لقد نصرنا الله وكفى…
فليكفكف المغرورون غرب غرورهم…وليشكروا الله على النعمة طلبا للزيادة..
وليعد طالب الدرس والعبرة، تتبع المقدمات، ليعلم كيف تحققت النتائج…
وكيف ينطق من في فمه ماء؟؟
الخميس 18/12/2025