الرئيسة \  تقارير  \  توقف المواجهات مع قوات النظام السوري بوساطة روسية … الإدارة الذاتية تفك الحصار عن المربع الأمني

توقف المواجهات مع قوات النظام السوري بوساطة روسية … الإدارة الذاتية تفك الحصار عن المربع الأمني

17.08.2024
هبة محمد



توقف المواجهات مع قوات النظام السوري بوساطة روسية … الإدارة الذاتية تفك الحصار عن المربع الأمني في مدينة القامشلي تمهيداً لتطبيق الاتفاق
هبة محمد
القدس العربي
الخميس 15/8/2024
دمشق ـ “القدس العربي”: في انعكاس للصراع الدولي على الأراضي السورية، تقود موسكو خط الوساطة على ضفتي نهر الفرات شمال شرق سوريا، على خلفية مواجهات دامية اندلعت قبل نحو أسبوع بين النظام السوري بمساندة من مسلحي العشائر الموالين لإيران غرب النهر، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية شرقاً.
ويفصل نهر الفرات بين مناطق سيطرة النظام السوري والمجموعات المحلية التابعة لطهران في غربه، وقوات “سوريا الديمقراطية – قسد” التي تتلقى دعماً من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتتمركز في قاعدتي حقل “العمر” النفطي و”كونيكو” للغاز شرق النهر في دير الزور شرقي سوريا.
ويوم الثلاثاء، جمع وفد روسي يضم ضباطاً وجنوداً، ضباط النظام السوري، بممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية، في مطار القامشلي بريف الحسكة، لبحث خفض التوتر بين الجانبين، وتم عقد اتفاق لرفع الحصار الذي تفرضه “قسد” على المربعين الأمنيين في مدينتي القامشلي والحسكة.
وتأتي زيارة الوفد الروسي الثالثة من نوعها في ظل استمرار قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي التابع لها، باعتقال 20 من ضباط وعناصر قوات النظام أحدهم برتبة عميد جرى اعتقالهم بأوقات مختلفة وفي مناطق متفرقة، وعلى الحواجز الأمنية في دير الزور.
المتحدث باسم شبكة أخبار “شرق نيوز” فراس علاوي قال لـ”القدس العربي” إن الهدوء ساد، الأربعاء، على طول السرير النهري خلال ساعات النهار، بينما فكت قوى الأمن الداخلي، المعروفة باسم “الأسايش” الحصار عن المربع الأمني في مدينة قامشلي، تطبيقاً لأولى بنود الاتفاق.
وقال الناشط الميداني أحمد الشلبي في اتصال مع “القدس العربي” إن “الأمور لم تزل ضبابية، ومن الممكن أن يعلن عن فك الحصار الذي تفرضه قسد على مركزي مدينتي القامشلي والحسكة، ثم لا تلبث أن تندلع مواجهات جديدة بين الطرفين”.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال الأربعاء، إن صهاريج مياه الشرب وسيارات الطعام دخلت إلى المربع الأمني في مدينة الحسكة، كبادرة حسن نية من “قسد” بانتظار تطبيق باقي بنود الاتفاق وفق الوعود الروسية.
وأضاف: “يواجه اتفاق فك الحصار عن المربعين الأمنيين في القامشلي والحسكة، رفض الفرقة الرابعة لأحد البنود الذي جرى بوساطة روسيا، والذي يقضي بانسحابها من مناطق ضفاف نهر الفرات وتسليم مواقعها للحرس الجمهوري التابع للنظام، مما يعوق فك الحصار بشكل كامل”.
بينما أفرجت “قسد” عن الـ 20 المحتجزين لديها من قوات النظام، وفي المقابل أفرجت قوات النظام عن العناصر الذين طالبت بهم “قسد”، تمهيداً لتنفيذ بقية بنود الاتفاق الذي جرى بوساطة روسيا.
وتضمن الاتفاق عقد صفقة لتبادل أسرى، حيث سيتم الإفراج عن 8 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية كانوا قد وقعوا أسرى بيد مجموعات مدعومة من إيران العام الفائت، ويقابل ذلك إفراج قوات سوريا الديمقراطية عن 20 من ضباط وعناصر قوات النظام بينهم عميد كانت قد اعتقلتهم في الحسكة والقامشلي.
وأضاف المرصد أن “قوات سوريا الديمقراطية شرعت برفع الحصار عن المربعين الأمنيين في الحسكة والقامشلي كبادرة حسن نية، بعد أن قدم الجانب الروسي وعوداً بوقف هجمات المجموعات المحلية المدعومة من إيران، وإبعاد “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام والمدعومة من إيران، عن منطقة ريف دير الزور، ونشر مجموعات بديلة من الحرس الجمهوري، وذلك خلال اجتماع جرى أمس في مطار القامشلي بريف الحسكة بين وفد روسي ضم عدداً من الضباط والجنود على رأسهم القائد الروسي “كيسلف”، وممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية”.
ومن المتوقع أن يفرج النظام السوري عن عناصر من قوات سوريا الديمقراطية كانوا قد وقعوا أسرى بيد مجموعات إبراهيم الهفل المدعوم من إيران، ويقابل ذلك إفراج قوات سوريا الديمقراطية عن 20 من ضباط وعناصر قوات النظام بينهم عميد كانت قد اعتقلتهم في الحسكة والقامشلي، حيث وافقت “قسد” على فك الحصار في انتظار تنفيذ الشروط المتفق عليها.
ومساء الثلاثاء، تعرضت قاعدة كونيكو التي تتخذها القوات الأمريكية مقراً لها، لهجوم بعدة قذائف مصدرها قرية خشام الواقعة شمال نهر الفرات، الخاضعة لسيطرة المجموعات الإيرانية، شهود عيان أكدوا سماع أصوات انفجارات في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية أن مجموعات موالية لإيران نفذت هجوماً صاروخياً على حقل كونيكو للغاز في دير الزور، حيث تتمركز القوات الأمريكية.
و قصفت مقاتلات تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نقاطاً عسكرية تابعة للمجموعات المدعومة من إيران شرق محافظة دير الزور ومحيط بلدة خشام.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، ليل الثلاثاء، أن ثمانية عسكريين أمريكيين أصيبوا في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة في سوريا الأسبوع الماضي.
ووقع الهجوم في منطقة هبوط بقاعدة رميلان شرق القامشلي شمالي سوريا، أو كما تعرف محلياً بقاعدة “خراب الجير”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر، إن ثلاثة عسكريين عادوا بالفعل إلى الخدمة، وتلقى الجنود الثمانية العلاج جراء تعرضهم لإصابات دماغية واستنشاقهم الدخان، نقلاً عن رويترز.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم نفذته قوات مدعومة من إيران وأن البنتاغون يعمل على تحديد هوية هذه القوات”.