الرئيسة \
تقارير \ تأسيس مجلس أعمال تركي – سوري… وتوقيع أكثر من 10 اتفاقيات
تأسيس مجلس أعمال تركي – سوري… وتوقيع أكثر من 10 اتفاقيات
07.08.2025
هبة محمد
تأسيس مجلس أعمال تركي – سوري… وتوقيع أكثر من 10 اتفاقيات
هبة محمد
القدس العربي
الاربعاء 6/8/2025
دمشق – “القدس العربي”: في سياق الانفتاح الاقتصادي المتبادل بين سوريا وتركيا، أعلن وزير الاقتصاد والصناعة السوري، محمد نضال الشعار، من العاصمة التركية أنقرة، عن توقيع بروتوكول تأسيس “مجلس الأعمال السوري التركي”، كخطوة استراتيجية نحو تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
تأتي هذه الخطوة في سياق زيارة رسمية للوزير السوري إلى تركيا، أثمرت عن توقيع سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تتجاوز العشر، تشمل مجالات حيوية مثل التجارة، الصناعة، التدريب الفني، والتحول الرقمي، والحوكمة، وتهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية في سوريا، بدعم تركي مباشر.
وفي بيان مشترك، عبّر الجانبان عن عزمهما تعزيز التكامل بين القطاعين العام والخاص، وتحسين البنى الجمركية، وتفعيل الشراكات عبر الحدود، في وقت وصف فيه الشعار تركيا بأنها “شريك استراتيجي لا غنى عنه”، مشيداً بموقفها تجاه الشعب السوري خلال السنوات الماضية.
ووفق ما قال رواد رمضان، المدير التنفيذي للمركز السوري للإحصاء والبحوث، ورجل أعمال، ضمن الوفد السوري الذي زار أنقرة لـ “القدس العربي” فإن البروتوكولات التي تم توقيعها والمتفق على توقيتها، هي مذكرة تفاهم مع وزارة التجارة التركية، والتي تنص على إطلاق اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين سوريا وتركيا لتعزيز التبادل التجاري، وبروتوكول للتطوير الإداري ودعم الحوكمة بين وزارتي التجارة السورية والتركية، ومذكرة تفاهم مع اتحاد الغرف والبورصات التركية، وتنص على توقيع بروتوكول سوري– تركي لتأهيل الكوادر المهنية والفنية عبر برامج تدريب متقدمة، فضلا عن مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة دمشق وغرفة تجارة إسطنبول، وأخرى بين غرفة تجارة حلب وغرفة تجارة غازي عنتاب. كما وقع الجانبان بروتوكولا لتطوير قطاع الحبوب والمخابز بالتعاون بين الجانبين السوري والتركي.
وحسب رمضان توصل الوفد السوري إلى توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، عبر إطلاق بروتوكول لتحديث الصناعة السورية وتطوير القطاعات الإنتاجية بالشراكة مع تركيا، وتوقيع بروتوكول للتدريب الفني المتقدم لرفع كفاءة الكوادر الصناعية السورية، إضافة إلى مذكرة تفاهم مع منطقة OSTİM الصناعية، عبر إطلاق بروتوكول لإنشاء منطقة صناعية نموذجية سورية ـ تركية على غرار تجربة OSTİM، وبروتوكول لدعم الابتكار الصناعي ونقل خبرات إدارة المناطق الصناعية المتقدمة.
كما اتفق الجانبان على توقع مذكرة تفاهم مع مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية بهدف إعادة تفعيل مجلس الأعمال السوري ـ التركي لتعزيز دور القطاع الخاص في الاستثمار والتجارة.
ووقع الوفد السوري مذكرة مع مركز التكنولوجيا والتحول الرقمي لإطلاق بروتوكول لنقل التكنولوجيا وتطبيق التحول الرقمي في المصانع السورية، إضافة إلى مذكرة تفاهم مع منطقة Gebze الصناعية المنظمة (GOSB) حيث وقع الجانبان بروتوكولا لتطوير مناطق صناعية متكاملة وفق نموذج Gebze OSB في سوريا، وبروتوكول لإطلاق حاضنة صناعات عالية التقنية بالشراكة مع منطقة Gebze.
وكالة الأنباء الرسمية سانا، نقلت عن الشعار، ووزير التجارة التركي عمر بولاط، إعلان تأسيس “مجلس الأعمال التركي السوري” ضمن مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية.
وأكد الجانبان في بيان مشترك في أنقرة، عن توقيع أكثر من 10 اتفاقيات بين المؤسسات في البلدين، مؤكدين أن مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية سيسهم في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص بالبلدين، كما أنه سيتم العمل على تعزيز بوابات الجمارك السورية وبنيتها التحتية، وتحسين الإجراءات على بوابات الجمارك، وتعزيز التعاون بين السلطات الجمركية بين البلدين.
وأشار البيان إلى اتفاق الجانبين على إنشاء اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم تركية سورية للتعاون في مجال التنمية الإدارية، والحوكمة لتعزيز البنية التحتية المؤسسية لسوريا، ووضع آليات لتحسين جودة الخدمات العامة، إضافة إلى تحديد الخطوات المؤسسية لإعادة بناء الصناعة السورية.
وفي كلمة ألقاها عقب التوقيع التفاهمات، وصف الشعار العلاقات بين البلدين بأنها “ليست مجرد تعاون سياسي أو اقتصادي، بل تجسيد لعمق الجغرافيا والتاريخ”، مشيراً إلى أن تركيا كانت “وطناً ثانياً لملايين السوريين” خلال سنوات الثورة.
وقال الوزير السوري: “في السنوات السابقة، لم تكن تركيا دولة مجاورة فحسب، بل كانت وطناً ثانياً لملايين السوريين، حيث احتضنت آلامهم ووقفت إلى جانب تطلعاتهم”، مضيفاً: “هذا موقف نبيل لا يُنسى، بل يُبنى عليه”.
وأكد أن “الاستقرار الاقتصادي مدخل ضروري لأي استقرار سياسي أو اجتماعي”، مشيراً إلى أن دمشق لا تدعو أنقرة للعودة إلى سوريا، بل “لأن تكمل معنا طريق الإنتاج المشترك والأسواق المتكاملة والاستثمارات المتبادلة”.
ووصف تركيا بأنها “شريك استراتيجي لا غنى عنه”، موجهاً الشكر إلى “الحكومة والشعب التركي”.
وكانت وزارة الاقتصاد السورية قد أعلنت، الأحد، عن تشكيل مجلس الأعمال السوري التركي، وتعيين حسام الدين محمد زكريا ططري رئيساً له، وأحمد رواد بشار رمضان نائباً للرئيس.
ووصل الشعار إلى أنقرة، الثلاثاء، في زيارة لم يُعلن عن مدتها، على أن يتوجه لاحقاً إلى إسطنبول، حسب ما أفادت مصادر في وزارة التجارة التركية لوكالة “الأناضول”، حيث سيشارك في اجتماع طاولة مستديرة يجمعه بممثلي القطاعات الخاصة في تركيا.
يُذكر أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وسوريا بلغ العام الماضي 2.6 مليار دولار، فيما نفذت شركات المقاولات التركية في سوريا حتى اليوم 26 مشروعاً بقيمة إجمالية بلغت 794 مليون دولار.
ويأمل مسؤولو البلدين في أن تشكل المرحلة الجديدة نموذجاً لسياسات “الربح المتبادل”، من خلال تنفيذ مشاريع ملموسة تحقق الفائدة للطرفين وتعزز التعاون الاقتصادي في المنطقة.