الرئيسة \  مواقف  \  بل…ولو أنهم عظمّوه في النفوس لعُظِّما…

بل…ولو أنهم عظمّوه في النفوس لعُظِّما…

03.11.2025
Admin

 
بل…ولو أنهم عظمّوه في النفوس لعُظِّما…
زهير سالم
وليس "لعَظَّما" كما زعم ابن السبكي ومن نحا نحوه…
ومررت بأحدهم يروي بيت القاضي الجرجاني:
ولو أنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ… ولو عَظَّمُوهُ فـي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا… ولكن
 أَهَانُوهُ فَهَانَ، وَدَنَّسُوا مُحَيَّاهُ بِالأطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا
فينقل عمن يسميه الإمام السبكي
أن الصواب في البيت الأول:
ولو أنهم عظموه في النفوس لعَظَّما..
ويقول: يريد لو عظموا العلم لعظمهم العلمُ..
وهو مع أنه خلاف رواية الديوان، قول فاسد رواية ومعنى.
بل الصواب:
ولو أنهم عظموه في أنفسهم لعظمه الناس الذين حولهم بنعظيمهم..
ومعنى البيت: إنما يذل العلمَ حاملـُه. فحين يرى الناسُ حاملَ العلم وصوليا دنيئا منحطا وقافا بأبواب أصحاب الدنيا، لا يهون عليهم حاملُ العلمِ فقط، بل يهون عليهم العلمُ وحامله معا…
وهذا مع الأسف لفرط جهل الناس. وإنما جهل الناس من جهل المدعي فيهم. وإن كان أعلمَ من ابن باعوراء!!
ويشهد لهذا المعنى ما جاء في البيت التالي: ولكن أهانوه فهان..
ودنسوا وجهه بالأطماع حتى تجهما..
قوله: أهانوه فهان.. وحاشا لله أن يهون العلم في ذاته، وإنما حين أهان المترزقون بالعلم، المتسببون به، العلمَ، هانَ العلمُ
ُفي قلوب وعقول ونفوس ومواقف الدهماء من حولهم..
كذا قال، وكذا يجب أن يُفهم القولُ، ولا يجوز إخراجه على غير هذا الوجه.
زهير سالم:
1/11/2025