الرئيسة \
تقارير \ انتهكتها إسرائيل بعد سقوط الأسد.. ما هي اتفاقية فض الاشتباك 1974؟
انتهكتها إسرائيل بعد سقوط الأسد.. ما هي اتفاقية فض الاشتباك 1974؟
19.07.2025
عبد العزيز صباح
انتهكتها إسرائيل بعد سقوط الأسد.. ما هي اتفاقية فض الاشتباك 1974؟
عبد العزيز صباح
الجزيرة
الخميس 17/7/2025
في الرابع من يوليو/تموز الجاري، ناقشت وزارة الخارجية السورية مع نظيرتها الأمريكية رغبتها في التعاون مع واشنطن للعودة إلى اتفاقية فض الاشتباك 1974 بين سوريا وإسرائيل، التي لم تلتزم بها الأخيرة منذ سقوط نظام بشار الأسد، فما هي هذه الاتفاقية؟
انتهت حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 باتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن إعادة إسرائيل مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر، مقابل أن يبعد الطرفان قواتهما من خط الهدنة، وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
وبعد انتهاء الحرب، توسط وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هينري كيسنجر بنجاح بين دمشق وتل أبيب لإجراء اتفاق “فض اشتباك” يضمن السلام على الحدود السورية الإسرائيلية.
منطقة عازلة
الاتفاقية الموقعة بين الطرفين في 31 مايو/أيار 1974، رسمت خطوطا حدودية يلتزم بهما الطرفان بمبدأ “ألفا (أ) برافو (ب)”، بينهما منطقة عازلة وفق الخريطة التي وضعتها الأمم المتحدة.
وتشرف على المنطقة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (يوندوف)، ويجري تمديد تفويضها كل 6 أشهر من قبل مجلس الأمن، وكان أحدث تجديد لها في يونيو/حزيران 2025، وتضم هذه القوة 1250 فردا من 13 دولة مختلفة.
ويبلغ طول المنطقة العازلة حوالي 80 كيلو مترا، ويتراوح عرضها ما بين 500 متر و10 كيلو مترات، بمساحة تصل إلى 235 كيلو مترا مربعا، وتمتد المنطقة على خط وقف إطلاق النار الذي يفصل بين مرتفعات الجولان المحتلة وبقية سوريا.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد نصت اتفاقية “فض الاشتباك” التي وصفت رسميا آنذاك بأنها “ليست اتفاقية سلام بل خطوة نحو سلام عادل ودائم” على محورين رئيسين، الأول يعطي تعليمات يتلزم بها الطرفان، بينما الثاني مخصص لكيفية عمل قوات (يوندوف).
وتضمن الاتفاقية القسم الأول التالي:
التزام إسرائيل وسوريا بوقف إطلاق النار برا وبحرا وجوا عبر الامتناع عن القيام بأي أعمال عسكرية ضد بعضهما البعض، ابتداء من تاريخ توقيع هذه الوثيقة.
تتمركز القوات العسكرية الإسرائيلية جميعها غرب الخط “أ”، باستثناء منطقة القنيطرة، حيث ستكون غرب الخط “أ-1” بينما تكون القوات العسكرية السورية جميعها شرق الخط المحدد بالخط “ب” على الخريطة.
ستكون الأراضي الواقعة شرق الخط “أ” جميعها تحت الإدارة السورية، وسيعود المدنيون السوريون إلى هذه الأراضي.
المنطقة الواقعة بين الخط “أ” والخط المحدد بالخط “ب” تعد منطقة فصل، وستتمركز في هذه المنطقة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.
عمل منطقتين متساويتين في تقييد التسلح والقوات، واحدة غرب الخط “أ” والأخرى شرق الخط “ب”.
يُسمح للقوات الجوية للطرفين بالعمل حتى خطوطهما دون تدخل من الطرف الآخر.
لن تكون هناك قوات عسكرية في المنطقة الواقعة بين الخط “أ” والخط “أ-1”.
“تهديد” من الجولان
ونص الاتفاق أيضا على إعادة رسم خطوط التماس بين الجانبين في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وقد استعادت دمشق بموجب الاتفاق بعض المناطق منها مدينة القنيطرة، التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967.
وبخلاف النقاط العسكرية، تضمنت الاتفاقية تفاصيل بشأن إعادة أسرى الحرب وجرحى الطرفين، بالإضافة لتسليم الجثث المحتجزة.
وأبقت القوات الإسرائيلية هضبة الجولان تحت سيطرتها لكونها مصدر “تهديد” بحسب الإسرائيليين آنذاك، وضمتها رسميا عام 1981، ما أثار جدلا واعتراضا دوليا.
وبعد عقود وتحديدا 2019، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى بسيادة إسرائيل على الجولان رسميا، رغم تصنيفها أرضا محتلة وفق الأمم المتحدة.
ورغم التوترات التي حدثت منذ إبرام الاتفاق قبل 51 عاما، سواء باستهداف إسرائيل المتكرر على مدى عقود لمواقع داخل سوريا أو داخل المنطقة العازلة، أو عبر تعزيز وجودها العسكري على الخط المباشر، فإن اتفاقية “فض الاشتباك” ظلت صامدة إلى حد كبير، حتى يوم سقوط نظام بشار الأسد على يد قوات المعارضة السورية المسلحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
انهيار الاتفاقية
وبعد سقوط الأسد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهيار الاتفاقية المبرمة مع سوريا عام 1974، وأمر الجيش الإسرائيلي الاستيلاء على المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحتلة.
وتلى ذلك إعلان الأمم المتحدة انتهاك إسرائيل للاتفاق بعد دخول جيشها منطقة الفصل وانتشاره في مواقع رئيسة، بما في ذلك منطقة جبل الشيخ، وما لا يقل عن 9 مواقع أخرى داخل منطقة الفصل، وموقع واحد شرق الخط “برافو” يُعرف باسم “تلة الدبابات”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن المبعوث الأمريكي إلى سوريا “توم باراك”، أن سوريا وإسرائيل تجريان محادثات جدية بوساطة أمريكية لاستعادة الهدوء على حدودهما.
المصدر: الجزيرة مباشر