الناس ترى العجيب في وطنها
زهير سالم
أرسل لي شبه مقال، لكاتب يكتب عجيب أن بعض الناس ترى العجيب في وطنها، وتعجز أن ترى حسنا أو جميلا في بلاد الآخرين، ويسوق الكلام وكأنه يخص أهل حلب بهذا النكران، وبهذا الخلق الذميم؛ ويراهم - على قولتهم- آكلين بحالهم وبمدينتهم "مقلب كبير"!!
فأحببت أن أجاريه…
يا شيخ الشيوخ..
التغزل بوطنك، ليس من معناه أنك تذم أوطان الآخرين.
الأم في عين طفلها ملكة جمال الكون، وإن كانت شوهاء. هذه عبارة رافعية…
الذي كتبه زهير منذ عشرين…
الرضيع في حضن أمه يشعر أنه على عرش العالم ولو كانت أمه على رصيف.
كل نساء العالم جميلات ولكن زوجتك فقط هي التي تقول لها: يا ست الحسن، وأنت الكل والكل لي!
سيدنا عمر رضي الله تعالى عن عمر وقمع كارهيه، يقول لولا حب الوطن لهلك موطن السوء.
حتى البئر المالح يجد من يحن إلى ملحه..
دائما حلب بالنسبة إلي هي الأولى، وكتبت يوما بعد ثلاثين عاما في عمان. إذا كانت حلب هي الأم، فعمان هي الظئر. هي حليمة الكريمة…
كنا نغني: حليمة حليمة
يا مرضعة اليتيمة..
وما زلت لا أعرف كيف أوفي عمان حقها.. ؟؟!!
حلب كان حقي عليها، بحكم الولادة. وعمان كان حقها عليّ، في كل شيء، وكنت أستحضر هذا الحق مع كل شهيق أملأ به صدري، من هوائها..
حتى أصبحت أتوقف عن الإشارة السلبية، لكل موطن يأوي إليه غريباً.
أنا شعوري بالغربة قاتل.. هنا منذ بضعة عشر عاما في لندن، لا أهلها أهلي ولا جيرانها جيراني!! وأظل أشكر
عندما أستخدم المواصلات العامة، وأنا قريب الثمانين، وأجد المقاعد قد ضاقت، أجدني أولى الناس بالوقوف.. فهذه بلاد الناس.. وأنا الضيفن فيها. العرب تميز بين الضيف والضيفن، الأولى يأتي بدعوة، والآخر يأتي بغير دعوة، ويفرض نفسه على كره من صاحب الدار…
من قواعد المصانعة في حلب البهية: الشحاد لا يشارط…
إذا كان من حق كل مواطن سوري، وكوني مواطنا سوريا، عطاء ربي، لا منّة، لأحد فيه عليّ، أقول: إذا كان من حق كل مواطن سوري أن يوجه رسالة مفتوحة إلى أحمد الشرع، فإنني أكرر عليه رسالة طالما وجهتها لحافظ الأسد ووريثه بشار الأسد، وسأظل أفعل:
لا تعادِ الناس في أوطانهم
قلما يرعى غريب الوطن
وإن لم تكن رعاية وطنك فوق رعاية الغرباء.. فلا كنتَ ولا كان…
زهير سالم
الاربعاء 29/10/2025