الرئيسة \  تقارير  \  العلاقات الإيرانية الروسية في مرحلة جديدة : تطوير سكة الحديد كممر جديد للبضائع

العلاقات الإيرانية الروسية في مرحلة جديدة : تطوير سكة الحديد كممر جديد للبضائع

14.06.2023
لبنان 24



العلاقات الإيرانية الروسية في مرحلة جديدة : تطوير سكة الحديد كممر جديد للبضائع
ترجمة رنا قرعة
لبنان 24
الثلاثاء 13/6/2023
خلت العلاقات الإيرانية الروسية حقبة جديدة من التعاون المتبادل. وبفضل الحرب في أوكرانيا، تماشت مصالح موسكو وطهران - سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو جيوسياسية-إلى حد لم نشهده منذ عقود عديدة.
وبحسب صحيفة "ذا موسكو تايمز" الروسية، "إن التناقض مع الفترة التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا مذهل. منذ 24 شباط 2022، تضاعفت اللقاءات السياسية الثنائية. على الصعيد الاقتصادي، ارتفعت الصادرات الروسية إلى إيران بنسبة 27٪ العام الماضي، وزادت الواردات الروسية من إيران بنسبة 10٪. واتفق الجانبان على توسيع نطاق التجارة بعملات أخرى غير الدولار الأميركي، في حين تعهدت روسيا باستثمار 40 مليار دولار ، وهو امر غير مسبوق في قطاع النفط والغاز الإيراني. بالإضافة إلى ذلك، اشترت موسكو عددًا كبيرًا من الطائرات المسيّرة العسكرية الإيرانية الصنع، والتي استخدمتها لمهاجمة المدن والبنية التحتية الأوكرانية، وربما بعض الصواريخ الباليستية القصيرة المدى. كما وسمحت موسكو أخيرًا لطهران بشراء أحدث طائرات مقاتلة من طراز Sukhoi Su-35، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ".
وتابعت الصحيفة، "مع ذلك، فإن التغيير الأهم كان على صعيد شبكات النقل. نتيجة للقتال في أوكرانيا، وفي محاولة لتجاوز العقوبات الغربية، بدأت روسيا في تحويل طرق التجارة جنوبًا. هذا هو السبب في تكثيف إيران وروسيا العمل لتطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC) الذي يحظى باهتمام كبير وطموح، والذي سيمتد من الخليج الفارسي إلى بحر البلطيق. وتم تصميم المشروع الذي يبلغ طوله 7200 كيلومتر في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من قبل روسيا والهند وإيران، ولم يشهد منذ ذلك الحين تقدمًا ذا مغزى. لكن كل هذا تغيّر في أواخر الشهر الماضي، عندما اتفقت روسيا وإيران على استكمال قسم السكك الحديدية المفقود في INSTC. وتأخر إنشاء خط سكة حديد أستارا - رشت لعقود، ويعود ذلك جزئيًا بسبب العقوبات الغربية على إيران".
وأضافت الصحيفة، "الآن، من المقرر الانتهاء من المشروع بحلول عام 2027 وسيتم تمويله في الغالب من قبل روسيا. وسيخلق تقاطع السكك الحديدية البالغ طوله 170 كيلومترًا رابط نقل غير منقطع من الموانئ البحرية الجنوبية لإيران إلى موانئ بحر البلطيق والبحر الأسود في روسيا. في السيناريو المثالي، قد تستغرق البضائع 18 يومًا للسفر من بحر البلطيق إلى الهند عبر أذربيجان وإيران. وستسافر البضائع التي يتم تسليمها عبر INSTC أسرع مرتين من سفرها عبر قناة السويس. في حين أن INSTC يتكون من ثلاثة فروع، فإن الفرع الغربي هو الأهم لأن روسيا وأقاليم إيران الأكثر اكتظاظًا بالسكان تقع في مناطقهم الغربية. وسيُظهر الوقت مدى فاعلية الممر، لكن تحقيقه بعد عقود من المماطلة يشير إلى حقبة جديدة في العلاقات الإيرانية الروسية".
وبحسب الصحيفة، "يبدو أن الكثيرين يعتقدون أن العلاقات الدافئة بين روسيا وإيران ستؤدي إلى توقيع تحالف رسمي، وتعزيز رؤيتهما المشتركة وتحويلهما إلى حلفاء حقيقيين. ويقول المنطق إنه في غياب مثل هذا التحالف الرسمي، ستبقى الشراكة بين إيران وروسيا ظرفية وأقل فاعلية. ومع ذلك، فإن ما يفتقده هذا الخط من التفكير هو أنه في خضم نظام عالمي جديد وناشئ، تميل الدول الأوروبية الآسيوية بشكل متزايد إلى تجنب مثل هذه التحالفات. بالنسبة لهم، المعاهدات الرسمية مرهقة، مما يحد من مجال المناورة الدبلوماسية ويفرض سياسة خارجية غير ضرورية وعلى الأرجح التزامات عسكرية".
وتابعت الصحيفة، "يبدو الآن أن الدول الأوروبية الآسيوية مثل روسيا وإيران تفضل نهج المعاملات. بالنسبة لهم، لا يوجد حلفاء حقيقيون - فقط شركاء مؤقتون أو طويلو الأجل يتم اختيارهم وفقًا لميزان القوى. من الناحية التاريخية، يعد هذا مفهومًا أكثر ديمومة من الأفكار الغربية حول التعددية والحقوق المتساوية لكافة البلدان. ويعتبر التحالف العسكري لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) الذي تقوده روسيا أكبر مثال على ذلك. سيكون هذا النوع من نهج المعاملات هو الشكل اللازم لتدفئة العلاقات بين إيران وروسيا. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن علاقتهما الثنائية مؤقتة فقط. العكس تماما. بالنظر إلى الطبيعة الطويلة الأمد للتنافس بين روسيا والغرب وحقيقة أنه من غير المرجح أن تنتهي الحرب في أوكرانيا قريبًا، يبدو أن التعاون بين إيران وروسيا على وشك التعمق".
وختمت الصحيفة، "يمكن وصف موسكو وطهران بأنهما حليفتان، لكن بمعنى مختلف عما هو متعارف عليه تقليدياً في الدول الغربية. إنهما مرتبطان معًا بنوع "أوروآسيوي" من العلاقات الثنائية التي لا تقتصر على روسيا وإيران، بل يمكن رؤيتها أيضًا في التفاعلات بين روسيا والصين وتركيا وروسيا والصين وإيران. تفضل الدول الأوروبية الآسيوية بشكل متزايد عدم مضاعفة التحالفات كوسيلة لمضاعفة خيارات السياسة الخارجية وتقليل الترسيخ الجيوسياسي".