الرئيسة \  تقارير  \  الحقيقة حول اقتصاد بايدن

الحقيقة حول اقتصاد بايدن

03.05.2023
ماثيو وينكلر

الحقيقة حول اقتصاد بايدن
ماثيو وينكلر
الاتحاد
الثلاثاء 2/5/2023
الآن بعد أن أعلن الرئيس جو بايدن أنه يسعى للترشح لولاية ثانية في منصبه، قد يكون السؤال الأكثر إلحاحاً هو: لماذا؟ إن كل استطلاع للرأي يجد أن النظرة إلى الاقتصاد الأميركي في مكان ما بين القاتمة والرهيبة. ماذا تتوقع أيضاً في عصر يقود فيه الانطباع السرد الإعلامي السائد، ويغذي ما يبدو وكأنه حلقة لا تنتهي من السلبية عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد؟
نبدأ بحقيقة أن الاقتصاد خلال 27 شهراً لبايدن في البيت الأبيض شهد أكبر وأسرع انتعاش للناتج المحلي الإجمالي في العصر الحديث، وهي تجربة لا مثيل لها من قبل أي إدارة في نصف قرن على الأقل، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبيرج”. إن تفوّق الولايات المتحدة على كل اقتصادات الدول المتقدمة في التعافي من جائحة أودت بحياة أكثر من مليون أميركي يجب أن تبدد أي اعتقاد بأن الرئيس السادس والأربعين ورث موقفاً يشبه أي موقف لأسلافه الـ12 الذين حكموا الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
تجاوز معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي 3%، أي ثلاثة أضعاف المتوسط في عهد دونالد ترامب، مما يمهد الطريق لأن تسجل الشركات أرباحاً قياسية، وأدنى نِسبِ ديونٍ، وزيادة الدخل الحقيقي، وزيادة حقوق ملكية مالكي العقارات لتتماشى مع أدنى تأخير في سداد الرهن العقاري المعدل المسجل، وتدفق الحسابات الجارية للأسر بنحو 5 تريليونات دولار نقداً. كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي بنسبة 23% منذ انتخابات نوفمبر 2020.
لذا، فإن سوق العمل هو النجم الحقيقي. لا يوجد رئيس منذ ليندون جونسون يمكنه أن يضاهي سجل بايدن في هذا المجال. لقد خلق ما يعادل ستة أضعاف الوظائف التي استحدثها الرؤساء “الجمهوريون” الثلاثة الآواخر مجتمعين. تم توفير نحو 824,000 وظيفة في قطاع التصنيع عالي الأجر وسط أكبر التزام بإعادة بناء الطرق والمطارات والجسور والموانئ منذ الطرق السريعة الوطنية الجديدة التي أنشأتها إدارة أيزنهاور. لدينا معدل بطالة هو الأدنى في اقتصاد زمن السلم منذ الحرب العالمية الثانية، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبيرج، والتي أضافت أن البطالة بلغت أدنى مستوياتها على الإطلاق في 24 ولاية وأقل من 3% في 21 ولاية أخرى. وعلاوة على ذلك، لم يكن معدل البطالة للسود أقل من أي وقت مضى، ولم تكن الفجوة مع معدل البطالة الإجمالي أضيق.
لذلك السبب يواصل الاحتياطي الفيدرالي تشديده غير المسبوق للائتمان عن طريق رفع أسعار الفائدة لخفض معدل التضخم إلى هدف 2%. لكن بينما ننتظر الانكماش الاقتصادي الذي كان يعتبر حتمياً ووشيكاً منذ أكثر من عام، انخفضت تكلفة المعيشة وفقاً لمؤشر أسعار المستهلك لمدة تسعة أشهر متتالية، لتبلغ 4.99% في مارس مقارنة بـ9.06% في يونيو الماضي. ومن المرجح أن تنخفض إلى 3.2% بحلول نهاية هذا العام، وفقاً لتوقعات اقتصادية جمعتها بلومبيرج.
ومع اعتدال الضغوط التي تشكلها التكلفة، يكتسب الاقتصاد زخماً مع ارتفاع مؤشر مديري المشتريات المركب لشركة ستاندرد آند بورز جلوبال إلى 53.5 بالنسبة لشهر أبريل، وهو أعلى مستوى منذ مايو على الرغم من المخاوف بشأن “أزمة الائتمان” الناشئة والتي نجمت عن انهيار بنك سيليكون فالي.
سيتعرض بايدن لضغوط شديدة للبناء على التحسن غير المسبوق في عجز الميزانية الفيدرالية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، والتي تقلصت إلى 5.52% مقابل 15.6%، خلال أول عامين من توليه المنصب مع انحسار آثار الوباء ومعارضة الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب لأي ضرائب جديدة أو أي زيادة في الضرائب. لكن العجز كان يتوسع كل عام في ظل ترامب وكان “الديمقراطيون” يتمتعون بسجل فائق في السعي لوضع ميزانيات متوازنة: خفض الرئيسان بيل كلينتون وجيمي كارتر العجز بمقدار 2.4% و1.1% في أول عامين لهما على التوالي، بينما ازداد بمقدار 1.1% تحت حكم ترامب و1.3% تحت قيادة جورج بوش الأب، و1.7% تحت رئاسة رونالد ريجان، وبنسبة 3.7% تحت قيادة باراك أوباما و4.5% تحت قيادة جورج بوش الابن، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبيرج.
وبالإضافة إلى الوظائف، يقف بايدن منفرداً كذلك عندما يتعلق الأمر بإحياء التصنيع، ومعظمه في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون والتي صوت أعضاءُ مجلس الشيوخ والممثلون فيها ضد التشريع الذي يمكّن الشركات من إنفاق مليارات الدولارات على مشاريع جديدة لأنها تستفيد من الإعانات الحكومية. السبب في أن الولايات المتحدة تشهد طفرة صناعية هو بسبب التصويت على قوانين البنية التحتية والرقائق وخفض التضخم خلال أول عامين من تولي بايدن المنصب. ذكرت بلومبيرج الأسبوع الماضي أن مطوري الطاقة المتجددة وحدهم استثمروا أكثر من 150 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة على مدى ثمانية أشهر فقط، متجاوزين الإجمالي على مدى السنوات الخمس السابقة.
وبالتأكيد، هناك الكثير من الانتقادات يمكن توجيهها لإدارة بايدن، من الأزمة على الحدود الجنوبية إلى الانسحاب الفوضوي من أفغانستان وعثرات السياسة الخارجية الأخرى.. لكن، وكما سيخبرك المستشار السياسي جيمس كارفيل، فإن كل هذه الأشياء مجرد عرض جانبي للاقتصاد عندما تأتي الانتخابات. المفتاح بالنسبة لبايدن هو إيجاد طريقة لجعل الناخبين يتجاهلون الإنطباع والتركيز على الواقع.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة “واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن”