الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  الإصلاح في سوريا والكتب المدرسية السورية - بقلم إليوت أبرامز

الإصلاح في سوريا والكتب المدرسية السورية - بقلم إليوت أبرامز

15.07.2025
من مترجمات مركز الشرق العربي



الإصلاح في سوريا والكتب المدرسية السورية
التفاؤل بشأن التغييرات في سوريا يجب أن يُواجه بنظرة إلى ما تحتويه – وما لا تحتويه – كتب النظام الجديد المدرسية.
بقلم إليوت أبرامز
من مترجمات مركز الشرق العربي
شهدت الأشهر الأخيرة قدرًا كبيرًا من التفاؤل بشأن التغييرات في سوريا منذ الإطاحة ببشار الأسد. فقد التقى الرئيس ترامب بالشرع ، ورفعت الولايات المتحدة العقوبات عن سوريا، كما ألغت تصنيفها لجماعة هيئة تحرير الشام، التي كان يقودها الشعرة، كمنظمة إرهابية. ولا تزال المحادثات جارية بين سوريا والولايات المتحدة، وكذلك بين سوريا وإسرائيل، لحل المشاكل الثنائية وفتح نوع من العلاقات.
لكن إلقاء نظرة على التعديلات التي تجري على الكتب المدرسية السورية في ظل نظام الشعرة يلقي ضوءًا مختلفًا ومثيرًا للاهتمام حول نوع سوريا الذي يريده. تقرير صدر في فبراير عن منظمة IMPACT-se، وهي منظمة غير حكومية تدرس الكتب المدرسية حول العالم، يدعو للتفكير مليًا. وفيما يلي ملخص لأبرز التغييرات التي رصدتها المنظمة:
تغييرات مُعلنة رسميًا:
• تغيير العلم: استبدال العلم الوطني الحالي بعلم الثورة.
• إلغاء مادة التربية الوطنية (المدنيات): تم حذفها بالكامل.
• الدولة العثمانية: إزالة الإشارات السلبية للإمبراطورية العثمانية.
توجيهات غير مُعلنة تدل على تغييرات ثقافية وأيديولوجية:
• إزالة المحتوى المرتبط بعائلة الأسد: حذف أي ذكر لأفراد عائلة الأسد، والمعالم والمؤسسات التي سُميت بأسمائهم.
• أسلمة المناهج: إعادة تأطير مفهوم الشهادة وإدخال رؤى إسلامية في مواد العلوم والتاريخ والهوية الوطنية.
• رفض التأثيرات العلمانية والأجنبية: استبعاد المحتوى "غير الإسلامي" مثل نظرية التطور والمبادئ الإنسانية أو الفلسفة الصينية، أو إخضاعها لتعاليم الشريعة.
• النوع الاجتماعي – إزالة الشخصيات النسائية من الكتب: توجيه مبدئي لا يُتوقع تنفيذه بشكل ممنهج في جميع المناهج.
• حذف الإشارات إلى شخصيات وطنية وتاريخية: كجزء من إعادة كتابة تاريخ سوريا بما يتوافق مع رؤية النظام الجديد، وإزالة كل ما له صلة بالنظام السابق.
العديد من هذه التغييرات، مثل حذف آل الأسد وتغيير العلم، يمكن التنبؤ بها وقد تكون غير ضارة. لكن هناك تغييرات أخرى تستحق المزيد من الانتباه لأنها تشير إلى توجه نحو "أسلمة" المنهج، بما في ذلك إزالة النساء. وذكر التقرير ما يلي:
"تشمل قائمة التغييرات المقصودة أمثلة عديدة تتعلق بإزالة شخصيات نسائية من الكتب المدرسية، ما يدل بوضوح على توجه غير رسمي آخر للنظام الجديد. بعض هذه الشخصيات كانت موجودة فعلاً، مثل الملكة زنوبيا في القرن الثالث، إلا أن وزارة التربية الجديدة تزعم أنها خيالية. وبالمثل، يُطلب إزالة الرسوم التوضيحية التي تظهر فيها نساء ضمن مفاهيم تعليمية. وقد يكون السبب وراء هذه التغييرات هو النظرة المحافظة لدور المرأة في المجتمع أو اعتبارات دينية، خصوصًا وأن النساء في الرسوم لا يرتدين الحجاب."
وعلى نطاق أوسع، يقول التقرير إن:
"النظام الجديد يعيد كتابة تاريخ سوريا بنشاط من خلال إزالة الإشارات إلى شخصيات تاريخية ووطنية تُعتبر غير متوافقة مع رؤيته التعليمية الإسلامية."
ومع ذلك، فإن بعض المحتوى الذي يجب إزالته لم يتم التخطيط لإزالته. فمثلاً:
"دلال المغربي، الفلسطينية التي قادت المجموعة التي نفذت هجوم الطريق الساحلي عام 1978 على حافلة مدنية وقتلت 38 إسرائيليًا، بينهم 13 طفلًا، لا تزال تُحتفى بها كشَهيدة وبطلة في كتاب اللغة العربية للصف الخامس. وفي تمرين للتعبير الشفهي، يُطلب من الطلاب قراءة قصيدة عن 'الشهيدة دلال المغربي' ومناقشتها مع زملائهم."
هل سيتم حذف هذا التمجيد للقتل قريبًا؟ هذا الأمر يستحق المتابعة.
وفيما يتعلق باليهود والمسيحيين والغرب، جاء في التقرير أن:
"الإشارات إلى اليهود والصهاينة قليلة جدًا. بعض الأمثلة من كتب نظام الأسد، والتي لم يتم تعديلها بعد، تتضمن عبارات معادية للسامية تصف اليهود والصهاينة بأنهم عنصريون وتوسعيون. وتُصوَّر الدول الغربية بمصطلحات أشد حدة على أنها عنيفة، متعطشة للدماء، استغلالية، وتجار أسلحة. ومن التغييرات المثيرة للقلق أن النظام الجديد يُبرز مواقف سلبية تجاه اليهود والمسيحيين؛ مثل تفسير قرآني يربط بين عبارات 'المغضوب عليهم' و'الضالين' باليهود والمسيحيين، وهو ما يُعد معاديًا لأتباع هاتين الديانتين."
وخلص تقرير IMPACT-se إلى أن:
"أهمية هذه التغييرات لا يمكن التقليل منها. إنها تقدم نظرة على احتمال عودة هيئة تحرير الشام إلى أيديولوجيتها السلفية الأصلية، بالنظر إلى أسلمة المنهج، أو قد تكشف عن حاجة النظام إلى الموازنة بين مثله العليا واعتبارات السياسة الواقعية."
فما تُدرّسه أي أمة لأطفالها يكشف كثيرًا عن رؤيتها لنفسها – وللآخرين. ويختتم تقرير IMPACT-se بالتوصية التالية:
"عند صدور النسخة القادمة من الكتب المدرسية، سيكون من الضروري مراقبة كيفية تجسيد الإصلاحات في المنهج، وكيف سيتعامل النظام الجديد مع المحتوى الإشكالي الذي حدده التقرير في المناهج السابقة، والتي ستظل دون تغيير. ويشمل ذلك تمجيد الإرهابيين مثل دلال المغربي، وتشجيع الشهادة والجهاد، ومعاداة السامية، والتصوير السلبي لليهودية والصهيونية، والانطباعات الإقليمية عن الهوية الوطنية السورية، خاصة كما تظهر في خرائط سوريا. في النهاية، ستشكل هذه التغييرات مؤشرًا مهمًا على التوجه الأيديولوجي الأوسع للنظام واستعداده للامتثال للمعايير التعليمية الدولية."
لقراءة النص الاصلي :
https://www.cfr.org/blog/reform-syria-and-syrian-schoolbooks#:~:text=Reform%20in%20Syria%20and%20Syrian,Schoolbooks