الرئيسة \  تقارير  \  اتفاقية تعاون عسكري بين تركيا وسوريا .. ما مكاسب الطرفين؟

اتفاقية تعاون عسكري بين تركيا وسوريا .. ما مكاسب الطرفين؟

16.08.2025
فراس فحام



اتفاقية تعاون عسكري بين تركيا وسوريا .. ما مكاسب الطرفين؟
إسطنبول - فراس فحام
المدن
الخميس 14/8/2025
أبرمت سوريا وتركيا اتفاقية تعاون عسكري خلال زيارة أجراها وفد سوري رفيع إلى أنقرة في 13 أب/ أغسطس الجاري، ضم وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني إلى جانب وزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات.
تركز الاتفاقية الجديدة على تبادل منظم للأفراد العسكريين للمشاركة في دورات تدريبية لرفع القدرة والجاهزية، بالإضافة إلى برامج متخصصة في مكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام والدفاع السيبراني، والهندسة العسكرية، وعمليات حفظ السلام، وتحديث الأنظمة العسكرية والهياكل التنظيمية، وقدرات القيادة.
المكاسب السورية المنتظرة
من المتوقع أن تحقق سوريا جملة من المكاسب من خلال توقيع هذه الاتفاقية، على رأسها تطوير هيكلية الجيش السوري الناشئ وفق هيكلية حديثة تحاكي الجيوش الاحترافية، نظراً للخبرة التي تمتلكها المؤسسة العسكرية التركية.
أظهرت الأشهر الماضية وجود نقص خبرة في مجال العمليات الهادفة لحفظ الأمن لدى عناصر الجيش السوري، خصوصاً تلك التي انضمت حديثاً بعد سقوط الأسد، والتدريبات التي ستوفرها الاتفاقية مع الجانب التركي ستزيد من هذه الخبرة.
أيضاً، ستساهم تطوير مهارات الأمن السيبراني في زيادة القدرة على توفير الحماية للهياكل القيادية في الجيش السوري.
من جهة أخرى سيوفر الدور التركي نوعاً من الضمانات للدول المتخوفة من بنية الجيش السوري الجديد، حيث نقلة صحيفة المونتيور في 12 أب/ أغسطس الجاري عن مصادر في البنتاغون مخاوف من وجود عناصر متطرفة ضمن الجيش السوري، كما أن توفير برامج تدريب خاصة في مجال مكافحة الإرهاب ستساهم في زيادة فرص موافقة التحالف الدولي على تولي الجيش السوري مسؤولية مكافحة الإرهاب والإشراف على السجون التي تضم عناصر سابقة من تنظيم "داعش" ولا تزال تحت رعاية التحالف الدولي وسيطرة "قسد" في محافظة الحسكة.
وبعد أحداث السويداء الدامية منتصف تموز/يوليو الماضي، سادت شكوك حول قدرة القوات الحكومية السورية على ضبط الأوضاع الأمنية بعد الانتهاكات التي حصلت من قوات عشائرية أو عناصر منضوية ضمن جهاز الأمن، حيث عملت "قسد" بعدها على الترويج في الأوساط الدولية أنها القوات الأكثر كفاءة لتكون نواة لتشكيل الجيش السوري.
وخلال الأسابيع الماضية فتحت وزارة الدفاع السورية المجال أمام الضباط الذين انشقوا سابقاً عن جيش الأسد من أجل العودة للمؤسسة العسكرية، وقد أفادت مصادر رسمية سورية أن عدد الضباط المنشقين الذين عادوا إلى العمل أو قدموا طلبات رسمية من أجل العودة بلغ قرابة 3000 ضابط.
ووفقاً لمصادر سوريا فإن وزارة الدفاع تعمل بشكل حثيث على إعادة هيكلة القوات التابعة لها، والعمل على تأطيرها وفق هياكل احترافية بهدف الوصول إلى تسلسل هرمي وانضباط عسكري كامل.
رفع كفاءة الجيش السوري والدعم المقدم من الجانب التركي سيساهم في زيادة تماسك المؤسسة العسكرية السورية، وبالتبعية تقوية موقفها في مواجهة تنظيم قسد الذي بتدريب من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
 المكاسب التركية
إن توقيع الجانب التركي لاتفاقية تعاون عسكري سيتيح لأنقرة العمل عن قرب على الأراضي السورية، والحصول على موقف متقدم في مواجهة كوادر حزب العمال الكردستاني التي لاتزال منتشرة في مناطق شمال شرق سوريا.
يشير توقيع الاتفاقية بين أنقرة ودمشق إلى وجود رضا ضمني دولي وأميركي خصوصاً عن توسع دور تركيا في عملية بسط الاستقرار، وبالتالي سيكون دورها محورياً في ضمان عدم عودة تنظيم "داعش"، مما سيقلص حاجة الولايات المتحدة إلى استمرار تمويل تنظيم "قسد".
وفي مطلع آب/ أغسطس الجاري كشفت وسائل إعلام أميركية عن مسودة ميزانية وزارة الانفاق الدفاعي الأميركي لعام 2026، والتي تضمنت تقليص تمويل "قسد" بنسبة 16 في المئة، ليتم الاكتفاء بمبلغ 136 مليون دولار أميركي فقط مخصص للأمور اللوجستية والإنفاق على السجون في مناطق سيطرة "قسد".
على العموم، إن وجود مؤسسة عسكرية قوية في سوريا وحليفة للجانب التركي يعني على المستوى البعيد ضمان أنقرة لتقليص مخاوفها الأمنية في سوريا.