إيران خاضت للتو حربًا شرسة مع إسرائيل. لماذا ابتعد حلفاؤها؟

إيران خاضت للتو حربًا شرسة مع إسرائيل. لماذا ابتعد حلفاؤها؟
كريستيان ساينس مونيتور 24/6/2025
من مترجمات مركز الشرق العربي
انتهت الحرب بين إسرائيل وإيران، ولكن الصراع الذي توج في نهاية الأسبوع بضربة أمريكية على المنشآت النووية الإيرانية وقابله هجوم صاروخي إيراني على القاعدة الأمريكية الموجودة في قطر يوم الاثنين، شهد غيابا ملحوظا.
لم يكن هناك أي أثر لشبكة الجماعات المسلحة التي أنشأتها إيران على مدى عقدين من الزمن في مختلف أنحاء اليمن والعراق ولبنان وبلاد الشام.
لطالما أشار المحللون وصناع القرار إلى "محور المقاومة" الإيراني ضد النفوذ الإسرائيلي والأمريكي في الشرق الأوسط كرادعٍ قوي لأي عمل عسكري ضد طهران. ومع ذلك، ظلّ هذا المحور على الحياد طوال الصراع الذي استمر أسبوعين.
ولكن التحذيرات من أن تحالف الوكلاء المسلحين جيدًا سيستهدف على الفور المصالح الأميركية ويشعل المنطقة، لم تتحقق.
يقول المراقبون إن عدم استجابة الجماعات المدعومة من إيران يُشير إلى تغير في المشهد الجيوسياسي الإقليمي وتزايد الضغوط الداخلية عليها. تُعطي هذه الجماعات المتنوعة الآن الأولوية لبقائها على حساب الدفاع عن راعيها، مما يُعرّضها لخطر الانتقام من الولايات المتحدة وإسرائيل.
إنهم يتطلعون إلى العيش يومًا آخر.
: "تسعى هذه الجماعات، بدرجات متفاوتة، إلى البقاء، لكنها تُركز أيضًا على كيفية إعادة بناء نفسها والحفاظ على قوتها المحلية. لقد شهدت غضب الولايات المتحدة وإسرائيل والتفوق العسكري".
"في حين أن المقاومة العابرة للحدود الوطنية مهمة، أعتقد أنهم يثبتون في هذه اللحظة أيضًا أنهم يميلون إلى التأكد من تأمين قاعدتهم الرئيسية."
حزب الله إلى أين؟
وكان الغائب الأكثر وضوحا طوال الحرب هو الميليشيا الشيعية القوية في لبنان، حزب الله، الذي لم يفعل أكثر من إصدار بيانات دعما لإيران بينما كانت إسرائيل تقصف طهران.
سلسلة من الضربات الصاروخية الإسرائيلية العقابية والهجوم على حزب الله في الخريف الماضي أدت إلى مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله وغيره من كبار القادة، ويعتقد بعض الخبراء أن ذلك أضعف الحركة عسكريا.
يحافظ حزب الله على وقف إطلاق النار الهش مع إسرائيل والذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
في حين أن حزب الله هو أقوى وكيل لإيران، يشير الخبراء إلى أنه تم تصميمه كرادع ضد التهديدات المباشرة لإيران، وليس كعامل انتقامي للانخراط في مواجهة عسكرية واسعة النطاق إذا تعرضت إيران للتهديد.
يقول نيكولاس بلانفورد، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي والخبير في شؤون حزب الله: "لم يُلمح قط إلى أن حزب الله سينضم إلى الحرب بسبب تعرض إيران لضربات إسرائيلية". ويضيف: "لم يدعو الإيرانيون إيران للقتال، لأن هذا ليس من طبيعة الردع".
وفي مواجهة الضغوط الشعبية لنزع سلاحه في الداخل، والتزامه بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، اضطر حزب الله إلى التعامل مع حكومة صاعدة حديثاً في بيروت تؤكد من جديد سيطرتها على لبنان واستخدام القوة داخل حدوده.
وعلى الرغم من الضربات الصاروخية الإسرائيلية على البنية التحتية العسكرية لحزب الله، بما في ذلك الضربات في جنوب لبنان يوم الأحد، يقول السيد بلانفورد إن القدرات العسكرية لحزب الله لا تزال سليمة إلى حد كبير، لكن "الضغوط السياسية داخل لبنان أجبرت حزب الله على التخلي عن العمل العسكري".
عيون على العراق
وكان هناك صمت أيضًا بشأن الجهات التي موّلت ودرّبت إيران العديد من الجماعات المسلحة التي نفذت هجمات منخفضة المستوى على جنود أمريكيين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في عام 2023.
كان أبرزها المقاومة الإسلامية في العراق، وهي شبكة مدعومة من إيران، والتي نفذت في أواخر يناير/كانون الثاني 2024 هجومًا بطائرة مُسيّرة على موقع أمريكي على الطرف الشمالي الشرقي للأردن، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 47 آخرين. وقد أدى الهجوم إلى شنّ الولايات المتحدة غارات جوية ضد هذه الجماعات، واغتيالات.
ولكن مع سقوط الصواريخ والقنابل الإسرائيلية والأميركية على إيران خلال الأسبوعين الماضيين، لم يحرك حلفاء إيران ساكناً.
ويقول المحللون إن أحد الأسباب التي تجعل الجماعات المدعومة من إيران في العراق تظل على الهامش الآن هو أنها تجد نفسها متورطة في السياسة والأعمال المحلية أكثر من "المقاومة" وتستفيد من السلام والاستقرار الهش في العراق في عهد رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني.
ويقول خبراء إن الميليشيات المسلحة، مثل قوات الحشد الشعبي، لديها الآن أعضاء في الحكومة المركزية، ومجلس الوزراء، والبرلمان، وتستفيد من صفقات البناء والنفط المربحة.
"إنهم في وضع مختلف، إذ يتمتعون بسيطرة واسعة على الدولة العراقية"، كما يشير السيد منصور. "لقد كان الاقتصاد العراقي في حالة جيدة للغاية خلال السنوات القليلة الماضية، وهذا الصراع يضر بالأعمال التجارية".
مع توليها زمام الأمور في الدولة، تواجه هذه الجماعات أسئلةً صعبة: هل تواصل هذه المعركة العابرة للحدود ضدّ إسرائيل والولايات المتحدة، أم تصمت وتبتعد عنها؟ في الغالب، اختارت الخيار الثاني.
الحوثيون في اليمن
الحوثيون، الجماعة السياسية المسلحة التي تحكم معظم اليمن، والتي نجت من معركة مع الولايات المتحدة انتهت بهدنة في مايو ، هي الجماعة الوحيدة المدعومة من إيران التي أعلنت استعدادها لمحاربة الولايات المتحدة. وحذرت واشنطن من أنها ستهاجم السفن الأمريكية وغيرها من السفن الدولية في البحر الأحمر ردا على دور أمريكا في حرب إسرائيل على إيران.
والأحد، وبعد ساعات من الهجوم الأميركي، توعدت الجماعة بالرد "قريبا"، كما شددت ذراعها السياسية على تحذيرها السابق، مؤكدة "التزام الجمهورية اليمنية بإعلان القوات المسلحة استعدادها لاستهداف السفن والسفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر".
لكن هذا الإعلان كان حبراً على ورق. فقد استمرت حركة الملاحة في البحر الأحمر، والشحن عبر مضيق هرمز، كالمعتاد.
أفادت التقارير أن الحوثيين كانوا يتوقون لخوض معركة عسكرية ثانية مع الولايات المتحدة، حيث أعلن بعض قادتهم انتهاء وقف إطلاق النار. لكن مراقبين يقولون إن إيران على الأرجح طلبت منهم التراجع، مما حال دون وقوع هجمات في البحر الأحمر قد تُصعّد حرب طهران مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
تقول ميساء شجاع الدين، الباحثة البارزة في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية والخبيرة في شؤون حركة الحوثيين: "يبدو أن إيران نفسها إما لم تطلب من الحوثيين التدخل أو أمرتهم بالتراجع". وتضيف: "أعتقد أنهم كانوا مستعدين للقيام بشيء، فهم قادرون عسكريًا، لكن يبدو أن إيران لم تُفضّل ذلك في حساباتها، لمنع تدخل أمريكي أكبر".
بينما تنخرط الميليشيات العراقية في الحكم المحلي والأعمال التجارية، ويرتبط حزب الله بالرأي العام اللبناني، يقول الخبراء إن الحوثيين لا يزالون أقوياء. فهم يمتلكون قدرات عسكرية متطورة، إلى جانب موارد الدولة.
وتقول السيدة شجاع الدين: "إن الحوثيين قادرون على التجنيد محلياً، ولديهم سيطرة محلية، ويسيطرون على منطقة جغرافية واسعة، ويبدو أنهم في وضع أفضل حتى من حزب الله قبل أن تضعف إسرائيل".
في حين لم يُبدِ الحوثيون أي إشارة للتخلي عن قتالهم ضد إسرائيل، تقول السيدة شجاع الدين: "في المستقبل المنظور، لن يخرقوا وقف إطلاق النار مع الأمريكيين"، إلا إذا وجدت إيران نفسها في مأزقٍ حرجٍ يسمح لها بتفعيلهم. وتضيف: "إنهم ملتزمون بوقف إطلاق النار في البحر الأحمر".
لقد خاضت إيران للتو حربًا قاسية. أين كان حلفاؤها؟ -.

Iran just fought a punishing war with Israel. Why its allies stayed away.
Christian Science Monitor
6/24/2025
By Taylor Luck Special correspondent
@taylor_luck
The Israel-Iran war has come and gone, for now.
Yet the conflict, which culminated in weekend US strikes on Iranian nuclear facilities and an Iranian missile barrage lobbed at a US base in Qatar Monday, was marked by a noticeable absence.
Iran’s network of militant groups, which Tehran spent two decades building up across Yemen, Iraq, Lebanon, and the Levant, were nowhere to be seen.
Analysts and policymakers had long pointed to Iran’s “Axis of Resistance” against Israeli and American influence in the Middle East as a serious deterrent to any military action against Tehran. Yet it remained on the sidelines throughout the two-week conflict.
Warnings that the alliance of well-armed proxies would instantly target U.S. interests and set the region afire went unfulfilled.
The Iran-backed groups’ lack of response, observers say, signals a changed regional geopolitical landscape and mounting domestic pressures of their own. These diverse groups are now prioritizing their own survival above the defense of their patron, which risked retaliation by the United States and Israel.
They are looking to live another day.
“These groups are in varying degrees looking to survive but also focusing on how to reconstitute themselves and keep the local power they have intact. They have seen the wrath of U.S. and Israel and military superiority,” says Renad Mansour, senior research fellow at London-based Chatham House.
“While the transnational resistance is important, I think they are proving also at this moment to be quite inclined to make sure that their home base is secure.”
Whither Hezbollah?
The most glaring absentee throughout the war was the powerful Shiite militia in Lebanon, Hezbollah, which did no more than issue statements in support of Iran as Israel bombed Tehran.
A series of punishing Israeli missile strikes and an offensive against Hezbollah last autumn killed Hezbollah leader Hassan Nasrallah and other senior leaders and is believed by some experts to have weakened the movement militarily.
Hezbollah maintains a tenuous ceasefire with Israel that was sealed in November 2024.
While Hezbollah is Iran’s strongest proxy, experts point out it was designed as a deterrent against direct threats to Iran, not a retaliatory agent to engage in a full-scale military confrontation if Iran were threatened.

“There was never any suggestion that because Iran was being hit by the Israelis, Hezbollah would join in,” notes Nicholas Blanford, a nonresident senior fellow at the Atlantic Council and a Hezbollah expert. “The Iranians have not called upon them to fight” as “this is not the nature of deterrence.”
Facing popular pressure to disarm at home, and bound by a ceasefire with Israel, Hezbollah has had to deal with a newly ascendant government in Beirut re-asserting its control over Lebanon and the use of force within its borders.
Despite Israeli missile strikes on Hezbollah military infrastructure, including strikes in southern Lebanon on Sunday, Mr. Blanford says Hezbollah’s military capabilities remain largely intact, but “political pressures within Lebanon have forced Hezbollah to give up military action.”
Eyes on Iraq
There has also been silence from where Iran has financed and trained several militant groups that have carried out low-level attacks on American soldiers since the Israel-Hamas war broke out in 2023.
Most notable among them has been the Islamic Resistance in Iraq, an Iran-backed network that in late January 2024 carried out a drone attack on a U.S. outpost at the northeast edge of Jordan, killing three American soldiers and wounding 47 others. The attack triggered U.S. airstrikes against these groups, and assassinations.
Yet as Israeli and American missiles and bombs fell on Iran these past two weeks, Iran’s allies did not stir.
One reason Iran-backed groups in Iraq remain on the sidelines now, analysts say, is that they find themselves more embroiled in local politics and business than in “resistance” and are profiting from Iraq’s tenuous peace and stability under Iraqi Prime Minister Muhammed al-Sudani.
Armed militias such as the Popular Mobilization Forces now have members in the central government, the cabinet, and in parliament, and are benefiting from juicy construction and oil deals, experts say.
“They are in a different position with so much control over the Iraqi state,” Mr. Mansour notes. “The Iraqi economy has been doing really well the last few years, and this conflict is bad for business.”
“As they become stewards of the state, these groups are facing difficult questions: Pursue this transnational fight against the Goliath of Israel and the U.S., or keep their heads down and stay out of it? For the most part, they chose the latter.”
Yemen’s Houthis
The Houthis, the militant-political group that rules much of Yemen, and which survived a battle with the United States which ended in a May truce, was the only Iran-backed group to declare its willingness to fight the U.S. It warned Washington it would attack U.S. and other international vessels in the Red Sea in retaliation for America’s role in Israel’s war on Iran.
Sunday, hours after the U.S. attack, the group promised a response “soon” and its political arm underlined its previous warning, reaffirming “the Republic of Yemen’s commitment to the armed forces’ declaration that they were ready to target U.S. ships and warships in the Red Sea.”
Yet that declaration was a dead letter. Red Sea traffic, and shipping through the Strait of Hormuz, continued as normal.
The Houthis reportedly were itching for a military rematch with the U.S., with some individual leaders declaring their ceasefire “over.” But Iran likely told them to stand down, observers say, thus preventing Red Sea attacks that might escalate Tehran’s war with the U.S. and Israel.
“It seems that Iran itself either didn’t ask the Houthis to get involved or ordered them to stand down,” says Maysaa Shuja al-Deen, senior researcher at the Sanaa Center for Strategic Studies and an expert on the Houthi movement. “I think they were ready to do something, they are capable militarily, but it seems that Iran in its calculations didn’t prefer that, to prevent greater American intervention.”
While Iraqi militias engage in local governance and business, and Hezbollah is bound by Lebanese public opinion, expert say the Houthis remain potent. They have sophisticated military capabilities at their disposal, along with the resources of a state.
“The Houthis can recruit locally, they have local dominance, they control a large geographic area, and it seems they are in a better situation even than Hezbollah before it was weakened by Israel,” notes Ms. Shuja al-Deen.
While the Houthis have shown no signs of abandoning their fight against Israel, “for the foreseeable future, they are not going to break the ceasefire with the Americans,” says Ms. Shuja al-Deen, unless Iran finds itself in a tight enough corner to activate them. “They are committed to the ceasefire in the Red Sea,” she says.
Iran just fought a punishing war. Where were its allies? - CSMonitor.com

إيران خاضت للتو حربًا شرسة مع إسرائيل. لماذا ابتعد حلفاؤها؟ - كريستيان ساينس مونيتور