الرئيسة \  مواقف  \  أعظ نفسي

أعظ نفسي

23.12.2025
زهير سالم

أعظ نفسي
لا تكن - يا زهير - ممن ينظر إلى منجزات الآخرين بعين النقد والنقض..
 ذات صباح سوف تشرق الشمس وأنت  غير موجود..
"غمط الناس" أحد عناوين الكبر…وغمط الناس أن تستصغرهم، ولا تعبأ بجهودهم..
تمنيت بالأمس أن سماعة الطبيب بيعت بسعر بارودة المجاهد..فهي ليست أقل شأنا…
رابني احدهم وهو يصف طبقة من الناس بالشبيحة!! هذا ادعاء عريض…
وددت لو يختصر هذا العنوان " الشبيحة" على فريقين، على  من قتل وعلى من انتهك،.. سواء فعل هذا بتمكين المباشرين للقتل والانتهاك، أو بمباشرة القتل والانتهاك..!!
أقول لزهير: رتق الجروح خير من العبث بها..
تصاغرتُ بالأمس وأنا أسمع حكاية جهاد المجاهد العالم فضيلة مفتي حلب إبراهيم شاشو.. تقبل الله منكم يافضيلة المفتي ومن كل من أعطى واتقى..
كنت أريد أن أسأل: هل كان استبدال التصفيق بالتكبير سياسة مقررة، لحكمة يقدرها  أهل التكبير..؟؟!!
لو كان تكبيرا لارتجت له الأركان…
ومن وراء الشاشة ليلة أمس أكثر من مرة تخشعت وكبرت سامحوني إذا خالفت..
وقد يتجرع الإنسان الواقعة.. ولكنني لم أر أي سياق لاستقبال بارودة القائد الشهيد عبد القادر الصالح فاتح حلب الأول بغير التكبير…هو كان يحب التكبير، وكذا لواء التوحيد…
هذه ثورة كان شعارها ودثارها ما لنا غيرك ياالله..نداء "ما لنا غيرك يا الله"كان يدفئنا في ليالي الصقيع، كان يطمئننازفي ساعات الخوف، كان يثبتنا عندما تحدث الزلزلة، كان يقوتنا عندما بستحكم فينا الجوع.. كنا نصفق عندما يتملكنا الندم فنضرب كفا بكف: هل لذنابها من تلاف!!
الله أكبر ولله الحمد..
ينغص علينا فرحتنا، ويذهب ببهاء ثورتنا كل من يدعي أنها ثورة الأربعة عشر عاما…وأنا في كل سياقتي لا أستعمل إلا "نا"الجامعة الكبيرة..
إنها ثورة النصف قرن، بل تزيد؛ عاش جمهور من السوريين رجالا ونساء وأطفالا  أيامها ولياليها لحظة بلحظة وساعة بساعة وأملا بأمل ورجاء برجاء…
وددت وجهدت وحاولت وما نجحت أن أستخرج من جيوب عشرين أخا من الذين قضوا سنوات هجرتنا، يغترفون، مبلغ مائة ألف دولار من كل واحد دخل شهر من أيام الاغتراف..
ثم أجعلها مائة ألف دولار، ثم أدسها إلى أحد هامات تدمر ويذروها على منبر االحفل في عرس ست الكل باسم مائة ألف من شهداء تدمر وأخواتها
زاهد ومصطفى وإبراهيم وعثمان وعمر وجمال وعبد الرؤوف وأسامة وأسامة وأسامة ومحمد وأحمد ومحمود وخالد وعبدالرحمن…
باسم كل شهيد دولار واحد…  كنا في حلب نسميها عيدية العيد…
اللهم أدم على السوريين فرحتهم، وألزمهم كلمة التقوى، واجعلهم الأحق بها وأهلها….
زهير سالم
السبت 20/12/2025