الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : لا بد للمحزون من فيضان... عيدكم متصل برسول الله صلى الله على رسوله

وجهة نظر : لا بد للمحزون من فيضان... عيدكم متصل برسول الله صلى الله على رسوله

05.04.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
لا بد للمحزون من فيضان...
عيدكم متصل برسول الله صلى الله على رسوله

زهير سالم*
بعض الناس يظنون أن التاريخ بدأ بهم، كذا ظل يعلم الناس حزب البعث، عفلق والبيطار وأمين الحافظ وصلاح جديد وسليم حاطوم ومن ثم حافظ الأسد..
سيطرت هذه القوبة القوباء، على سورية منذ 1963 ومنذ 1963 أعلن جيل سوري كان يعتقد أن جذوره ممتدة إلى دار الأرقم، وياسر وسمية وبلال وخباب وزنيرة ومن ثم إلى بدر وأحد والخندق ونهاوند وحنين، ومن ثم إلى اليرموك والقادسية وإلى ملاذكرد والزلاقة وحطين وميسلون…حيث غاب عظمة العظمات، منذ 1963 أزاح جيل من الشباب السوري عن كاهله الوهنَ، وسأل سلف لهم: وما الوهن يا رسول الله؟؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت!! وأعلنوا الثورة، وأكدوا الانتماء و الانضمام إلى الركب المتصل، ولا يماري في أمرهم إلا جاهل.. أو مغرور .. أو مأخوذ…
الركب المتصل؛ منذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك على سيدنا رسوله وآله وأصحابه وأتباعه الآخذين بسنته إلى يوم الدين… تعرفوا عليه أيها السوريون، واحفظوا سنده العالي المتصل، لا انقطاع فيه…
لم يبدأ بنا!! لن ينتهي عندنا!! ومن ادعى فقد أعظم على الله الفرية…
يشرفنا أن يكون أحدنا مسمارا في حلقته، وأن يكون جيلنا حلقة في سلسلته، لا أحد منا يقول أنا، وكلنا يقول نحن بمطلتها الأكبر…
كل من سقى مجاهدا شربة ماء، وكل من دعا لمجاهد في سجدة بليل: اللهم فرج كروب المسلمين!!
امتدت أصولنا وجذورنا عبر محمد وعيسى وموسى وإبراهيم ونوح ومن جدنا هابيل إلى أبينا آدم…
امتدت وضربت بجرانها في الأرض على يد سيدنا محمد وأصحابه وأتباعه، ويشرفنا أن جيلنا قد أخذ منها بطرف، وسنظل أكثر حرصا على تسليمها لجيل يعرف أن بدايتها من هناك ..ولن نزعم ، ولن نقبل ممن يزعم، أن أمرا بدأ به، وسينتهي عنده. والنهاية لن تكون إلا يوم يرث الله الأرض ومن عليها..!!
لا شيء بدأ بنا، ولا شيء سينتهي عندنا، تلك الحقيقة المطلقة الخالدة فتعلموها، والأخرى تعليم المجرمين الطغاة نمرود وفرعون وذي نواس وحافظ وبشار الأسد!! ومهما انتفخت الضفدعة فلن تكون….
فرحت منذ الأمس بفرح كثير من السوريين، ولكنني كنت أحب أن يفرحوا جميعا…
كنت أحب أن تغدو طاقات الآس إلى قبور الشهداء!! كنت أحب أن نبدأ بنصب ضريح لشهيد الثورة المجهول، للطفل وللأم ولعرابة الفارس يتلقى راية الثورة باليمين:
إذا ما راية رفعت لمجد .. تلقفها عرابة باليمين
رايات الوفاء وواحدة منها إلى قبر الشهيد يوسف الغظمة، لنؤكد بداية المرحلة، يجب أن يعلم الجميع أن البداية كانت من هناك، وأخرى إلى ثرى تدمر وثالثة إلى أزقة حماة ورابعة إلى مقابر جسر الشغور وخامسة إلى حي المشارقة في حلب!! حلب التي يظن البعض، أنهم إذا أغفلوا ذكرها، يمكن أن يطمسوها!!وسابعة وثامنة وسابعة وسبعين؛ وبلعت الغصة في صباح العيد، وكم تعودت على ابتلاع الغصص في صباحات الأعياد منذ تسعين عيدا !!
ثم وقفت على فم الشيخ الذي وصف بأنه خطيب العيد، وفقه الله، وألهمه رشده؛ وأجرى الخير على لسانه…
وقفت أنتظر، كان السمع مسترخيا ثم توفز، هل كُتبت الخطبة للشيخ لكي لا يشطح، ولا يخرج على النص، أو .. أو ..
وانتظرت.. وانتظرت، وهو يعيد المعاد، ويكرر المكرور، وينسى دفق دم الشهداء المتصبب قريبا على بعض أرض الشام، على ثرى غزة، غزة هاشم!!؟ ودمشق قصبة غزة وقصبة كل الشام. وهاشم الذي هشم الثريد لقومه أي لنا!!
لم أنتظر منه أن ينادي يا خيل الله اركبي، أو أن ينشد:
ويلمها خطة ويلم قابلها .. لمثلها خلق المهرية القود..
فأنا أكثر واقعية، ولكنني لم أتصور أن مسلما رائدا ينسى أخا له ممتحنا من دعوة صالحة أو كلمة طيبة..في مثل صباح هذا العيد. ويلٌ لأمة أصبح خطابؤها يدعون الله وفق سياسة المتحكمين.. هل كان نسيان غزة بعض السياسة أو بعض النسيان!!
مما قرأت في أخبار السند المتصل العالي الذي حدثتكم عنه أن قادة المسلمين كانوا يحبون أن يستهلوا معاركهم، يوم الجمعة بعد الزوال، يتيمنون بدعاء الخطباء على المنابر : اللهم انصر جنود الموحدين…
والله وتالله وبالله ما علمنا أهل غزة إلا مسلمين موحدين مجاهدين صابرين في المعترك الضنك: اللهم أنزل السكينة عليهم، ثبت أقدامهم، اخز عدوهم، انصرهم على من كادهم وخذلهم وعاداهم، ويبخل عليهم بعض الناس حتى بدعوة صالحة على منبر دمشق المنصورة في صباح عيد
وطويت على جرحي، وجففت دمعي، وأنا أغني
سقوني وقالوا لا تغنِ ولو سقوا    جبال سليمى ما سقيت لغنت
بارك الله لكم في عيدكم، وعسى الله أن يأتي بالفتح..
ظللنا نقول لحافظ وابنه بشار الأسد سوريتنا أكبر من بيضة يشربها أحدكما على الريق أو على الكظة والشبع..!! وظلوا لا يصدقون، ولا يبالون بما نقول…
 
لندن: 2/ شوال/ 1446
1/ 4/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي