الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : شروي غروي

وجهة نظر : شروي غروي

05.04.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
شروي غروي

زهير سالم*
وسألني لماذا لا نراك على هذه المجموعات وأنت شريك فيها؟؟
فأجبت، والجواب ذو شجون…
قد يبدو من الصعب عليّ أن أبين!!
وسئل الإمام جار الله الزمخشري، عن مذهبه فقال:
إن سألوا عن مذهبي لم أبح به
وأكتمه كتمانه لي أســــــــــــــــلم!!
وكنت أود أيها الفاضل أن أتشارك رسم خط بياني عن حالتنا الذهنية والفكرية والقلبية، الفردية والجماعية والمجتمعية أيضا.. فنرى أي صعود وأي هبوط!!
أود لو أتشارك رسم خط بياني لما آل إليه وضعنا العام، بعد قرن أو أكثر لما أسميناه عصر النهضة!! أو عصر الصحوة!!
وتخيفني آية (حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا) فأخاف من الفرح.
ويعرض عليّ بعضهم مستبشرا، وأنا أعرض عنه، متحسرا (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)!!
إن شعوبنا بعد أكثر من قرن من تلك، وبعد نصف قرن من هذي؛ عادت لتبتعد أكثر وأكثر ولتكون كما قال ابن الرومي في سباقه مع الحجر يلقى بالماء، فيكون أول راسب!! وأعوذ بالله من الشؤم والمتشائمين!!
نسي الناس الجوهر الذي احتضن القلوب والعقول.. ثم عاد فأغرقه البعض في وحل الزمكان…
هل تعلمون أيها الفاضل، أن أساس أي حوار أن يجد المتحاورون مرجعية يتفقون عليها، وأرضية يقفون عليها وأكثرنا لا نكاد نجد!! ولا أستطيع أن أقارب المختلفين ، لأننا أمرنا أن نكون مبشرين، وأن نخاطب الناس بما يعرفون..!!
وأجد في كثير من القضاءات، أقواما يستنكرون المعروف، وآخرين يأمرون بالمنكر. وقوما يضخمون الصغير، وآخرين يصغرون العظيم.. على طريقة:
 وتعظم صغارها.. وتصغر العظائم!! والله المستعان على ما يصفون!!
وهل تعلم أيها الفاضل أنني عندما أقرأ حديث أكبر الكبائر أو حديث اجتنبوا السبع الموبقات، أتوقف مليا عندها خشية واعتبارا، ثم أعيد في عقلي وقلبي ترتيب ما غاب عنها!! وأتساءل ولم غاب؟؟ وكيف غاب؟؟ وهل غيبها من عددها جهلا أو غفلة أو اختصارا..؟؟ وحاشاه..ا
كيف سأقنع الناس أن عقوق الوالدين، أو أن تقول زورا بحق إنسان أكبر من أن تزني وتسرق وتشرب الخمر…!! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، دستور يا حاضرين!!
حين أردد حديث أكبر الكبائر فيمر معي: ألا وقول الزور وشهادة الزور، أميز أولا بين قول الزور وبين شهادة الزور، ثم أقف عند قول الراوي: وكان متكئا فجلس، وعند قوله: فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت، قال شراح الحديث: قالوا ليته سكت، ليس تضجرا من كلامه صلى الله عليه وسلم، بل إشفاقا عليه، لما رأى أصحابه من اهتمامه وانفعاله في التأكيد على الجريمة النكر. وأرى أحدهم يرسل الفرية رخوة هينة!! فإن روجع فيها ضحك، كأنه ذب ذبابا عن وجهه..
أمر على قوله: لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له، وأتسأءل: أيهما أعظم جريرة هي أو صاحب المكس!! قال وأقل الربا أن….
ثم نمر بالبنوك الربوية مسترخين…
أَنظرُ إلينا فإذا جلّ اهتمامنا بأمر الماضي وما كان فيه، وكيف كان فيه، والبناء على اختلافات قوم أرّموا أكبر من اهتمامنا بأمر الغد.. الذي يطلع علينا كل فجر بمزيد من الذلة والهوان والانحسار..
والانحسار أمر غير الذلة والانكسار..!!
في سورية التي تركتها منذ نصف قرن، كان وزير للتموين اسمه غباش أو هكذا أذكر، يسأله صحفي، صفيق: صرنا نعرّف أطفالنا على الموز عبر الرسم..
فيجيبه الوزير : نحن رجال ثورة لا نأكل الموز، الموز طعام البرجوازية الرخوة.. ثم ارتفع سعر البطاطا يومها، بالحلبي البتاتة، حتى صار سعر الكيلو ليرة سورية كاملة من ليرات ذلك الزمان؛ فكتبت لذلك الوزير الصفيق مقالا عنونته: أطفالنا يحلمون بالبطاطا!!
استمعت بالأمس إلى فيديو للسيد أحمد الشرع يحاول أن يقارب مقاربة شرعية موضوعية في قضية، لو كنا في عصر الصحابة رضي الله عن الصحابة، لما كان لها ديوان..!!
وقد مرت، في سحابات التاريخ ولم يكن لها ديوان…!!
لا أجرؤ أن أسميها لأنني أخاف، وأدعو : اللهم اشغل من شغل بها جيلا من المسلمين، بنفسه..
وأسأل: فمن أوصلنا إلى هنا؟؟!! وما أوصلنا إلى هنا!!
أحكي لكم حكاية، مرة حضرت مجلس كبار قوم، كان أميرهم يشكو، ومَن دونه من الحضور يشكون، وكنت قد حضرت وأنا دون مَن دونه لأشكو، فوجهت السؤال إليه فأغضبته ولم أقصد!!
قلت له: أستاذي!! أنت تشكو!! وهؤلاء الذين دونك يشكون!! وأنا من دونهم جئت لأشكو!! فصنفت من عناصر الثورة المضادة!!
وأعود إلى نفسي وهل كنا نطمح أن يكون منا رئيس جمهورية ثم نشغله بهذا الذي يشغلنا به المتشاغلون!! يجلس إلينا ليقرب إلينا فقه الوضوء وما هو قبل أو بعد الوضوء أو نحو الوضوء..!!
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدعا..
يشغلني أبها الفاضل:
 متى ندرّس على عرندس المسجد، ما الموضوع الذي استحق جائزة نوبل للطب أو للفيزياء، وما هو موضوع علم فيزياء الكم، وماذا عنى ستيفن هوكنغ بنظرية الثقوب السوداء، وكيف نفسر لأنفسنا دلالة لفظ السموات السبع على ضوء ما أذن الله، جل الله، أن نحيط بعلمه، يشغل بالي أيها الفاضل، أن أعيد فهم مفهوم الفوق والتحت، ومفهوم اليوم بألف يوم، واليوم بخمسين ألف يوم…ووقت الثلث الأخير من الليل، وقد علمنا أن هذا الوقت يدور مع عقارب الساعة على مدار خطوط الطول، فكيف نفهم معني الصعود والنزول، والمجيء والاستواء !!
في علم الطب لهذا العام قالوا بأن اللذين حازا جائزة نوبل اكتشفا الميكرو - جين، سألت أحدهم عن الجين فأجابني عن الجن الأحمر من كتاب شمس المعارف الكبرى، وقال لي: أنا به حقيق!!
هل نرى معا أيها الفاضل
أن مواجهة التحدي الصهيوني على أرضنا السورية أمر يستحق التفكير والتقدير والتدبير!!
أو الأهم منه التشاغل في تمييز قول مولانا أبي الحسن في الكسب الخفي، من قول مولانا أبي منصور في الإرادة البين بين، لا مخلوقة ولا معدومة..
والشكوى لغير الله مذلة أيها الأحباب..
كان لنا شيخ جميل، رحمه الله تعالى، علمنا يوما: لا أحد دون أن يعين، ولا أحد فوق أن يستعين، وقد جد بكم الأمر فجدوا
والقوس فيهـــــا وتر عرّد
لا بد مما ليس منه بد!!
وكيف يمكن أن نتصدى لعدوان بني صهيون، دون اختلاق الأعذار…
 
لندن: 4/ شوال/ 1446
3/ 4/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي