الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر: موقفنا.. المفاوضات مع الكيان الصهيوني بين ما صرح به الرئيس الشرع وما سربته الصحيفة العبرية

وجهة نظر: موقفنا.. المفاوضات مع الكيان الصهيوني بين ما صرح به الرئيس الشرع وما سربته الصحيفة العبرية

11.05.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
موقفنا..
المفاوضات مع الكيان الصهيوني
بين ما صرح به الرئيس الشرع.. وما سربته الصحيفة العبرية يديعوت أحرنوت!!

زهير سالم*
تحمّل المسؤولية العامة يفرض على حاملها استحقاقات. ومن قبل قالت العرب: ويل للشجي من الخلي. والتدافع السياسي بأبعاده لا يكون دائما ناعما أو حلوا…
في زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى باريس فاجأ الرأي العام بجواب عن سؤال، عن العلاقة مع الكيان الصهيوني بقوله: نجري تفاوضا عبر وسطاء!! وما أظن أن العبارة مرت على عقول السوريين لا سهلة ولا ناعمة، ولكن المواطنين السوريين، الشغفين بفرحهم بانتصارهم، ابتلعوا الرسالة كما حبة "كينا صفراء".
ولكن الصحيفة العبرية النافذة يديعوت أحرنوت، سربت في فضاء الأمس (9/ 5/ 2025) تأكيدا أن ثلاث جولات من المفاوضات المباشرة، بين فريق سوري وفريق عبري، جرت على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي بيت أحد أعضاء حكومتها.
ولعل في هذا الخبر تطورا مهما وخطيرا في سياق العلاقات بين الدولة السورية وبين، العدو الاستراتيجي الأول للأمة وبكل الأبعاد. والبحث عن هذه الحقيقة والتأمل فيها، لا يعني مصادرة لأي جهد سياسي عملي، يمكن أن يخفف عن الدولة السورية الجديدة بعضَ ما هي فيه؛ ولكننا يجب أن نسجل ابتداء أننا نعتقد أن الشفافية في كل الشأن العام، يجب أن تكون سلوكا عاما يضبط العلاقة، بين الحكومة والمواطنين، يضبط العلاقة، ويحدد الأرضية، ويرسم الأفق .
ومهما كان موقفنا من عملية التفاوض هذه، فإنه كان من الأجمل بنا أن نسمع بها من حكومتنا، لا من طرف معاد لنا، يمررها إلى الرأي العام، على طريقة التسريب.
وكذا كان من المناسب أن نسمع عنها، وعن أبعادها، وعن مجرياتها؛ ولاسيما والصحيفة العبرية تتحدث عن ثلاث جولات من المفاوضات. دون أن نعلم شيئا عما قيل أو يقال.
ونؤكد أن أخطر قرار وطني جامع يخص جميع الوطنيين العقلاء السوريين هو هذا القرار الذي أقدمت عليه الحكومة القائمة، وأن مصافحة المحتل الصهيوني أخطر بمئات المرات عند العقلاء السوريين، من مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية…التي استدعت كثيرا من الجدل عند بعض الناس.
الشفافية، وطرح الأوراق الوطنية على الطاولة أمام جماهير السوريين، ومناقشتها بجملتها أمام الرأي العام، كل ذلك يعتبر من صميم العمل السياسي الذي يجب أن يناقش بروح المسؤولية الوطنية الجماعية…
ويجب أن نتعود ونعود شعبنا على تحمل المسؤوليات التاريخية بمسؤولية وواقعية وأساليب عملية.
وقد نؤكد أن انتصار ثورة شعبنا يجب أن يقترن بانتهاء عهد الاستبداد والفساد وعهد المراهقة السياسية تحت عناوين مثل لاءات الخرطوم، المتكلسة.
إذن لن يكون ما نسجله هنا اعتراضا على المبدأ، ولو أشركت جماهير شعبنا ونخبه أيضا في تحمل مسؤولية قرار مثل هذا القرار الاستراتيجي، ربما لتحملته بكل الشعور بالمسؤولية الوطنية والتاريخية.
ثم إن الواجب على الذين أخذوا على عاتقهم تحمل مسؤولية هذا القرار التاريخي والاستراتيجي الضخم، أن يضعوا كل المواطنين السوريبن، ولاسيما النخب الوطنية، عن الفلك الذي فيه يسبحون.
ونقول لرجال الإدارة الجديدة أننا نحب أن نحبهم، وأن نواليهم، وأن نثق بهم، وأن ندافع عنهم، فليعينوا جماهيرهم على ذلك.
فليعينوا جماهيرهم على ذلك. فليعينوا جماهيرهم على ذلك، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
وإنه ليقلقنا، ونحن نقدر كل الظروف والتحديات التي يعيشها بلدنا ، أن لا نعلم ما هي الأرضية، وما هو السقف الذي يتفاوض عليه المتفاوضون…!!
لقد كانت نخبنا الوطنية كما جماهير شعبنا أجمع، تدرك على مدى ستة عقود أن حربها مع نظام الخيانة، هي حرب ذات وجهين، حرب مع بائع الجولان، وحرب مع مشتريها أيضا. وإذا كنا قد انتصرنا بفضل الله على الأول؛ فإن حربنا مع الثاني ما تزال..نعلم ذلك ومستعدون لدفع كلفته.
لسنا ضد أن تعمل الدبلوماسية بكل أدواتها؛ بشرط أن تعمل في وضح النهار..
ونعتقد أن وقف العدوانات الصهيونية بأشكالها المتعددة، بما فيها تحريض السوريين بعضهم ضد بعض، هو حق مبذول تكفله القوانين الدولية..
وكذا نعتقد أن انسحاب قوات العدوان الصهيونية من كافة الأراضي التي احتلت منذ 8/ 12/ 2024 هي ملحق إضافي ليس موضوعا للتفاوض عليه..
ونؤكد أن هضبة الجولان بكل ذرة تراب فيها مع جميع مواطنيها هي أرض عربية سورية..وسكانها سوريون وتلك بعض الأوراق التي يمكن أن يتفاوض عليها المتفاضون.
وتوقيع أي اتفاقية سلام مع الكيان المغروس بين ظهرانينا رهن بما يصير به الأشقاء الفلسطينون؛ مؤكدين على حقوقهم التاريخية، في العيش على أرضهم، والعودة إلى ديارهم،…
أيها الناس                          
إن الحكومة الصهيونية القائمة هي من أشد الحكومات الصهيونية إيغالا في الدم والقتل وتجاوز الحدود..
ويبقى السؤال المطروح فأي مصلحة للحكومة السورية الوليدة أن تتحمل إثم التفاوض مع نظام نتنياهو المنهار بإذن الله عن قريب…
وإذا كان التاريخ سيسجل حقيقة ما يجري وراء الستور؛ فمن حقنا بل من واجبنا أن نعلن منذ اللحظة لكل أبناء شعبنا: لا شهدنا ولا علمنا وما كنا للغيب حافظين..
ونسأل الله أن يقي القائمين على الأمر العثرات.. ويحفظ بلادنا وأهلينا في سورية وفي فلسطين وفي غزة من كيد الكائدين.
 
لندن: 12/ ذو القعدة/ 1446
10/ 5/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي