الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : في المشهد السوري اليوم -١

وجهة نظر : في المشهد السوري اليوم -١

20.11.2024
زهير سالم



وجهة نظر :
في المشهد السوري اليوم -١

زهير سالم*
روسية- تركية- إيران- فلسطين-
الكيان الصهيوني- طائرات مسيرة-
وتحت كل عنوان يمكن أن يكون موقف، ورؤية، ومبادرة، وحضور، وفعل، ومدخل ومخرج..
وكان من أمر إبليس حين أراد أن يتلاعب بعقل الراهب المسكين، أن سأله: هل يستطيع ربك أن يضع كرة الأرض في قشرة بندقة؟؟ وزعموا أنه شوش عليه عبادته أربعين يوما..
ونعوذ بك ربَّنا من همزات الشياطين!!
وأبدأ وأختصر حتى أستوفي فلا أطيل…
الروس المحتلون القتلة وما يزالون…
ما يزالون في كل صباح يقصفون المدن والبلدات فيما سموه خفض التصعيد، فيقتلون، ويشردون..
جديد الروس منذ عام أنهم ما زالوا يتحدثون عن خبراء "أوكران" في مناطق خفض التصعيد، يتهمونهم بالتدريب والتحريض. ويتهمون السوريين بالإرهاب، وبالتعامل مع الإرهابيين..
بدأ الحديث النُكر على لسان الإعلاميين وانتهى على لسان السياسيين. بمعنى أن الكاذب صدق كذبته وولغ فيها!!
الروس يزعمون أن الخبراء الأوكران يدربون فصائل الجيش الحر على استخدام الطائرات المسيرة…!!
والروس الذين يقدمون أنفسهم كمحاربين للإرهاب في أوكرانيا وفي سورية، يريدون أن يؤكدوا وحدة عدوهم الإرهابي، ويريدون أن يصبغوا المشروعية على حربهم الإرهابية، والروس ثالثا أو رابعا أو خامسا يرسلون رسالة غير دبلوماسية للدولة التركية، الشريكة في استانا والشريكة في ضمانة خفض التصعيد…
ومن الشمال إلى الجنوب، وعلى خط فصل القوات المريض الروس يقيمون النقطة التاسعة للمراقبة البرية والجوية حسب إعلام بشار الأسد..النقطة التاسعة التي مهمتها أن ترصد كيف يتمدد الصهاينة وكيف يتمركزون…
الروس الذين ما زالوا يرعون منصة الموسكو المنسقة هذه الأيام مع منصة القاهرة، لا يخطئون عنوان الشعب السوري، بل هم يشترون عداوة السوريين ليتجملوا بها أمام العالمين. سوريون كثيرون راهنوا على دور روسي، سوريون آخرون لا يزالون يراهنون، نعتقد أن هناك شيئا ما خاطئا في العقل الباطن لبوتين ولافروف ولا فرنتيف..تعودنا أن نشير إليه في ديوان حكمتنا: أعيت من يداويها!!
"تركية"
من "تركية" الجميلة صدر بالأمس تحذير من السيد هاقان وزير الخارجية: على السوريين -المقصود ممثلو النظام- أن يحذروا من تمدد صهيوني- صهيوني من لغتي- في وسط هذه الحرب، أو الفوضى التي استباح بها الصهاينة سورية وجها وقفا..هل ثمة وراء الأكمة الدبلوماسية ما يستدعي مثل هذا التصريح!!
"إيران الولي الفقيه"
وبعد زيارة ممثل خمنئي، ثم وزير الدفاع الإيراني، يؤكد وزير خارجية إيران بالأمس مع نظيره الأسدي، أن العلاقة بين إيران وسورية بخير، وبينما يتحدث الوزير الإيراني في مؤتمره الصحفي عن المقاومة والممانعة وغزة ولبنان، يحيبه وزير الخارجية الأسدي مؤكدا أن سورية ماضية في مشروعها في الحرب على الإرهاب…!! كنا نسميها لعبة الحباسة، يفوز فيها من يغلق مربعات أكثر!!
من هذين السياقين علينا أن ندرك، أن العلاقة الإيرانية- الأسدية بخير.
فعندما يكون مريضك في الحالة الحرجة، أنت مضطر، إن لم تجلس بجانبه في المستشفى، أن تتصل لتطمئن عليه كل ساعتين…!!
فالعلاقة بين إيران وسورية سليمة وقوية وصحية، ولكن ثمة من دفع ثمن رؤوس الإيرانيين في دمشق، وثمة من باع وقبض..
حقائق يستثمر فيها، عتاة رجال الأعمال!!
فلسطين.. أنا أتذكر حزبللاويا اسمه عماد مغنية، ارجعوا إلى غوغل لتتبينوا كيف قطف الموساد رأسه على بعد أمتار …
"فلسطين"
في مخيم اليرموك وما حوله، وأنقل عن إعلام محلي أسدي.
صدرت التعليمات الرسمية إلى ممثليات الفصائل الفلسطينية المقيمة، في دمشق وما حولها..اختصروا ساعات الدوام، والأنشطة، وأوقفوا التجمعات والاجتماعات. ضحايا حركة "الجهاد الإسلامي" في دمشق وما حولها تجاوزوا العشرة، في يوم أو يومين. العهدة الأسدية: كل من يريد أن يقيم في سورية، أو يزورها: ذنبه على جنبه.
"الكيان الصهيوني"… تتلخص العلاقة بين سلطة الأسد وبين الكيان الصهيوني في صورة العلاقة بين المسيطر والخاضع.
بالأمس سمعت كلمات جميلة من معلق لبناني، عن الحالة في لبنان، قال فأجاد وأنا أختصر: قال نحن نقر أننا لسنا أندادا من حيث قوة النار المسيطرة للعدو الصهيوني، فهو يضربنا ضربات موجعات، ونحن لا نقدر أن نرد عليه رد الندّ، ولكننا نرد!! أظنه توصيف معقول، وإن كان لا يتناسب مع تبجحات المتبجحين. نعم…ولكنهم يردون، ولو بصواريخ هي أشبه بالألعاب النارية.. الوضع في سورية منذ اتفاقية فصل القوات١٩٧٤ قائم على استراتيجية الاحتفاظ بحق الرد!!
الساحة السورية بالنسبة للعدو الصهيوني ببشرها وحجرها وكل ما فيها ساحة مستباحة. ويكفي وصف الاستباحة.
ما يجري على خط فصل القوات تمدد جديد للاحتلال. ذكرنا من قبل تلويح السيد هاقان وزير الخارجية التركي، أن الكيان قد يقضم شيئا من الخاصرة السورية المستباحة، بشار الأسد المتذرع بالأدب، والمتفرغ لملاحقة من تبقى على الأرض السورية من السوريين، يضع كرت سورية على طاولة القمار… ولا يدري على أي شيء يقامر..
نحن تعودنا أن نهتف.. سورية لينا وما هي لبيت الأسد..
وهذا الكلام له حق ومستحق، وله ظاهر وباطن، وعند حقيقته تسفح العبرات.
 
لندن: ١٨/ جمادى/ الأولى/ ١٤٤٦
١٩/ ١١/ ٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي