الرئيسة \  تقارير  \  على أجندة قمة العشرين ... هل من فرصة لـ"أفضل خبر"؟

على أجندة قمة العشرين ... هل من فرصة لـ"أفضل خبر"؟

16.11.2022
خلدون زين الدين

على أجندة قمة العشرين ... هل من فرصة لـ"أفضل خبر"؟
النهار العربي
خلدون زين الدين
الثلاثاء 15/11/2022
في بالي الإندونيسية هذا الأسبوع اجتماع لمجموعة العشرين وتحديات كثيرة. على الطاولة أزمات يغلب عليها الطابع الاقتصادي، وفي خلفية الصورة، انقسامات داخلية "تحدُّ من إمكان معالجة الأزمة الاقتصادية العالمية".
قمم مجموعة العشرين تنعقد في الغالب لمناقشة قضية واحدة رئيسة محورية، إلا أن قمة العام هذا "يمكن أن تكون الأصعب حتى الآن"، بحسب وصف "بلومبرغ"، لتزامنها وأزمات عالمية متعددة: الحرب الروسية على أوكرانيا، المواجهة المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة، والتوترات العابرة الحدود بشأن إمدادات النفط.
أول التحديات على أجندة القمة المرتقبة، المشاكل الاقتصادية، وهي مشاكل رتّبها اندلاع الحرب الروسية. انعكاساتها بدأت تظهر بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ودخول الكثير من البلدان مرحلة الركود الاقتصادي. أسعار المواد الأولية ارتفعت، ومعها أسعار الغذاء، فزادت مستويات التضخم، واتجهت البنوك المركزية نحو رفع أسعار الفائدة. مستويات المديونية نحت صعوداً كذلك، فتأثرت الدول الفقيرة وطالت شعوبها الأسعار المرتفعة.
"أفضل خبر"
في نيسان (أبريل) عام 2009، اتفق قادة العالم، خلال الاجتماع الثاني لمجموعة العشرين، في لندن عقب الأزمة الاقتصادية حينها، على إنفاق 5 تريليونات دولار لتعزيز الطلب العالمي، وتوفير 1.1 تريليون دولار إضافية لصندوق النقد الدولي، وفق ما ذكرت "واشنطن بوست"، في تقرير مطول لها نُشر حديثاً. خمسة أشهر بعد الاجتماع الثاني، التقى القادة للمرة الثالثة في أقل من عام، وأعلن رئيس الولايات المتحدة الأميركية حينها باراك أوباما ونظراؤه أن مجموعة العشرين هي "المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي".
 عامذاك (2009)، عملت الولايات المتحدة، الصين وروسيا معاً لمنع الأزمة المالية من إغراق العالم في الكساد الاقتصادي. أوباما كتب عن ذلك في مذكراته، قائلاً إن "أفضل خبر" تلقاه في قمة لندن كان التزام الصين بحزمة تحفيز اقتصادي كبيرة.
 هل تلعب القمة دورها؟
تحدي قمة بالي و"الأمر الأكثر إثارة للقلق"، برأي المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا هو الاتجاه نحو زيادة الانقسام بين الدول، "في وقت نحتاج إلى بعضنا بعضاً بشدة". جورجيفا، أعربت عن "قلقها من السير نحو عالم سيكون أكثر فقراً وأقل أماناً نتيجة لهذا الانقسام".
عليه، "الحد من الضغوط الاقتصادية غير وارد حالياً"، تكتب "الوول ستريت جورنال" في تقرير لها، فالبنوك المركزية ستزيد أسعار الفائدة في المستقبل أيضاً".
في الإطار، يوضح ماثيو غودمان، نائب الرئيس الأول للاقتصاد في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن "مجموعة العشرين اليوم ليست كما كانت خلال فترة 2008 و2009". وبرأيه: "لم يعد هناك اتفاق على أهداف مشتركة"، تكتب "واشنطن بوست" في تقرير لها ذي صلة. "أي طرح بشأن المساعي المشتركة بين الدول يَقَع في شرك الانقسام المتزايد بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى"، بحسب التقرير دوماً.
 بوتين في قصره
الخلاف بين أميركا والصين، أكبر اقتصادين في العالم، يعود إلى قضايا متعلقة بالتجارة، التكنولوجيا، الأمن القومي وتايوان، وفق تقرير "الوول ستريت جورنال"، و"التوقعات المنخفضة لأي تحسن كبير في العلاقات بين البلدين"، عندما يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن الزعيم الصيني شي جينبينغ. وعلى هامش القمة، ستلتقي وزيرة الخزانة جانيت يلين حاكم بنك الشعب الصيني يي جانغ لمناقشة التوقعات الاقتصادية العالمية، كما أكد مسؤول في وزارة الخزانة.
لقاء بايدن- جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين، يُعد أول لقاء مباشر بينهما مُذ تسلّمَ بايدن منصبه. الملفات على طاولة الرجلين كثيرة؛ فواشنطن وبكين على خلاف حول قضايا من التجارة إلى حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ الصينية مروراً بوضع تايوان، لكن اجتماع الرجلين "هو اللقاء الأكثر أهمية في رحلة بايدن"، كتبت "الوول ستريت جورنال"، بخاصة أنه يتزامن وتحذيرات أطلقها البنتاغون بأن "الصين تشكل التحدي الأكثر شمولاً وخطورة للأمن القومي الأميركي"، ناهيك بالمخاوف من "حرب باردة بين الولايات المتحدة والصين".
...في اللقاء هذا، والقمة بعينها يُفتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. "القيصر" سيبقى في بلده ولن يشارك شخصياً في الاجتماع كما بات معلوماً على نطاق واسع، بل سيحضر بدلاً منه وزير خارجيته سيرغي لافروف.
 التعاون وارد؟
"مجموعة العشرين تعاني الآن، لأن مشاكل الاقتصاد العالمي ناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا"، برأي جورجيفا التي تلفت إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي يختلف عن مشاكل مالية دفعت العالم إلى الركود خلال عام 2009.
 في نظر المديرة العامة لصندوق النقد الدولي "لا يمكن حل مشكلة جيوسياسية باتخاذ سياسات اقتصادية". سيكون من الصعب للغاية -تقول- رفع مستوى التعاون الاقتصادي "إلى المستوى الذي ينبغي أن يكون عليه الآن"، ذلك لأن إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا هو "أقوى عامل يؤدي إلى تحويل منحى الاقتصاد العالمي".
مُؤمن بأهميتها
رغم كل التحديات، رغم ثقلها، يُصر البيت الأبيض على أهمية مجموعة العشرين وفعاليتها، تكتب "الواشنطن بوست"؛ فالمجموعة يمثل أعضاؤها أكثر من 80 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي. مسؤول كبير في الإدارة الأميركية تحدث الى الصحيفة الأميركية مشترطاً عدم الكشف عن هويته، قال إن "بايدن يؤمن للغاية بالأهمية الدائمة لمجموعة العشرين".
 ...بلغة الأرقام، يتوقع صندوق النقد الدولي أن يحقق الاقتصاد العالمي نمواً بنسبة 2.7 في المئة فقط خلال عام 2023، حسبما تكتب "الوول ستريت جورنال"، مع توقع أن يسجل 31 اقتصاداً من بين 72 اقتصاداً انخفاضاً للإنتاج لربعين متتاليين "في وقت ما خلال هذا العام والعام المقبل". وكذلك، يتوقع الصندوق أن يتوسع الاقتصاد العالمي بنسبة 3.2 في المئة هذا العام، أي ما يزيد قليلاً على نصف وتيرة الـ6 في المئة المحققة خلال عام 2021.