الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 18-9-2024

سوريا في الصحافة العالمية 18-9-2024

19.09.2024
Admin



سوريا في الصحافة العالمية 18-9-2024
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة البريطانية :
الصحافة الفرنسية :
الصحافة العبرية :
الصحافة البريطانية :
التايمز: لماذا باتت المصالحة التركية- السورية صعبة وقد يستغرق التطبيع سنوات؟
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعدته حنا لوسيندا سميث من إسطنبول، قالت فيه إن أعداد اللاجئين السوريين في تركيا هي السبب وراء محاولات إصلاح العلاقات التركية- السورية.
وقالت إن تركيا عاشت ولأكثر من عقد، قطيعةً مع جارتها التي ترتبط ارتباطا وثيقا بها.
ففي آذار/ مارس 2011، قطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العلاقات مع نظام بشار الأسد، حيث بدأت أعداد اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب بالتدفق على الحدود التركية. وفي تحرك أدى لعزلته بالمنطقة، وضع أردوغان ثقله وراء المعارضة للأسد، خاصة الإخوان المسلمين، على حد قول الكاتبة.
وبحسب الأرقام الرسمية، ففي تركيا اليوم، يوجد 3.1 مليون لاجئ سوري، مع أن الرقم قد يكون أعلى بكثير. ويريد أغلب الأتراك عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وقد أصبحت هذه القضية تشكل صداعا سياسيا محليا لأردوغان. ففي هذا الصيف اندلعت أعمال شغب مناهضة للسوريين بمدن في مختلف أنحاء تركيا. وأشارت الصحيفة إلى أن ثورات الربيع العربي التي دعمها أردوغان، فشلت إلى حد كبير. فقد أصبحت ليبيا دولة مقسمة إلى حكومتين وتعيش تونس في حالة من الفوضى المتزايدة، كما وأطاحت الانقلابات بحكومة الإخوان المسلمين في مصر، والتي جلبت إلى السلطة، الجنرال عبد الفتاح السيسي، وهو رجل استبدادي معاد للإسلاميين.
وفي الوقت نفسه، نجت ممالك الخليج من هذه الثورات ولم يلحق بها أي أذى، في حين انهارت سوريا واليمن وتعيشان صراعات بالوكالة.
وفي ضوء هذا الواقع الجيوسياسي والأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، شرع أردوغان في إعادة بناء العلاقات مع نفس الزعماء الذين أمضى عقدا من الزمان في معاداتهم ودعم الذين حاولوا إسقاطهم. وقام بضبط العلاقة مع السعودية والإمارات وبوعود استثمارات ضخمة وعقود تجارية محتملة. وفي هذا الشهر، استقبل في العاصمة أنقرة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأعلن عن اتفاقيات تجارية وأمنية.
وبخلاف محاولات الضبط مع الدول الأخرى، فالمصالحة مع الأسد، الذي كان قريبا منه لدرجة أنهما قضيا إجازة عائلية معا في بودرم، تبدو معقدة.
ليس لأن  أنقرة لا تزال تستقبل المعارضة السياسية السورية ومكاتبها في إسطنبول فحسب، بل لأن أجزاء كبيرة من سوريا التي تسيطر عليها المعارضة والتي تقع على الحدود التركية تخضع لسيطرة مليشيات مدعومة من تركيا، إلى جانب نشاط الجيش التركي هناك.
ونقلت الصحيفة عن أويتان أورهان، المختص بشؤون المشرق في مركز أبحاث الشرق الأوسط في اسطنبول قوله: “المشاكل عميقة وبعيدة المدى، وهناك غياب كبير بالثقة وطبيعة كل المشاكل قائمة على الأمن”، مضيفا أنه “من جانب الأسد فلا يوجد حرص على التوصل إلى مصالحة لأنهم يعتقدون أنه مع مرور الوقت سيصبح موقفهم قويا”، و”يعتقدون أن الوقت في صالحهم لكنهم ضعاف، لاعتمادهم على إيران وروسيا ويحتاجون أيضا إلى حل سياسي، ولا توجد فرصة لذلك دون انسحاب تركي”.
وتقول الصحيفة إن القنوات الإخبارية التركية تروج منذ أشهر لاحتمال لقاء بين الزعيمين، إلا أن الجانب السوري التزم بالهدوء.
ومع ذلك، هناك عدة عوامل تجمع الطرفين وتدفع للمصالحة. منها عودة الأسد للحظيرة العربية، ففي أيار/ مايو 2023، سمح لسوريا بالعودة إلى الجامعة العربية واستعادة مقعدها الشاغر منذ 12 عاما. وشاركت تركيا ولأول مرة منذ 13 عاما في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأسبوع الماضي. وتدفع دول الخليج الساعية لمواجهة إيران باتجاه حل الخلافات وإصلاح العلاقات بين البلدين.
وتطمح روسيا بتقوية سيطرتها على سوريا وهي بحاجة لمصالحة وانسحاب تركي من الأراضي السورية لكي تحقق هذا الطموح.
وفي الوقت نفسه، تحضر الولايات المتحدة لسحب قواتها من شمال- شرق سوريا، حيث تقدم الدعم للمقاتلين الأكراد ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وينظر أردوغان والأسد إلى الأكراد كتهديد لأمن ووحدة الأراضي التركية والسورية.
لكن الأسد ليس آمنا كما يحب أن يصور نفسه، فربما تحدى معارضيه الداخليين، لكنه أصبح زعيما تابعا يعتمد على رعاته في طهران وموسكو، ويحكم بلدا متشرذما يشهد بين الفترة والأخرى موجات من الاحتجاجات ضده بالمناطق الخاضعة لسيطرته، وخاصة في السويداء، معقل الأقلية الدرزية الموالية سابقا له، ودرعا، مهد الثورة.
وتقف المنطقة على أعتاب حرب شاملة بسبب الحرب في غزة التي قد تتوسع إلى لبنان وقد تطال سوريا، وربما وجهت إسرائيل غارات مباشرة إلى حلفاء الإيرانيين في دمشق.
وتقول الصحيفة إن أي مصالحة تعتمد على عدد من القضايا الرئيسية والتي قد يقود حلهما لخلق مشاكل أخرى.
وسيؤدي إصرار الأسد على الانسحاب التركي الكامل من شمال سوريا، إلى خلق فراغ أمني في منطقة تنشط فيها مجموعات متطرفة متعددة، بما في ذلك خلايا تنظيم الدولة الإسلامية. ومن غير المرجح أن تكون عودة قوات الأسد سهلة وبدون قتال وسفك للدماء. وهذا يعني موجة جديدة من اللاجئين نحو تركيا.
ومن جهة أخرى، سيؤدي الغضب من خيانة تركيا الظاهرة لتعريض الأراضي التركية للخطر وشن هجمات إرهابية ضدها.
ومن جانب أردوغان، فالمطلب الأساسي للمصالحة، سيكون تسهيل عودة اللاجئين السوريين، ولكن من غير الواضح كيف يمكن للأسد أن يقدم أي نوع من الضمانات لسلامتهم عندما تعرض مئات الآلاف من معارضي النظام السوري للتعذيب والقتل في السجون.
ومنذ بداية الحرب ولد أكثر من 700.000 طفل لآباء سوريين في تركيا، عدد كبير منهم لا يحملون جنسية. ولا يمكن حل مشكلتهم من خلال صورة مشتركة بين الأسد وأردوغان في أنقرة أو دمشق.
 ويقول أورهان: “لن يحدث الانسحاب التركي دون ضمانات أمنية، وهذا يتطلب حلا سياسيا، وهو ما يشكل في حد ذاته عقبة كبيرة”، مضيفا: “يمكننا أن نتوقع أن تستغرق العملية وقتا طويلا، مع تقلبات على طول الطريق. وقد تستغرق سنوات، وحتى لو التقى أردوغان والأسد وتصافحا، فهذا لا يعني أنهما حققا التطبيع”.
====================
الصحافة الفرنسية :
لوموند عن سوريا: انهيار داخلي بطيء ويائس
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن سوريا، لا تزال، بعد مرور أكثر من 10 سنوات على بدء الحرب الأهلية التي شنها نظام بشار الأسد بوحشية غير مسبوقة، تعاني من الفقر المدقع ولا يزال مجتمعها مستمرا في التفكك.
وتساءلت الصحيفة -في افتتاحيتها- ماذا بقي من سوريا منذ انتهاء الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011، خلال موجة "الربيع العربي"؟ وقالت إن التقارير التي تنشرها تباعا منذ 15 سبتمبر/أيلول الجاري، توفر معلومات قيّمة، تظهر أن سوريا دولة منغلقة أكثر من أي وقت مضى، وتقدم دروسا مثيرة للقلق.
وتصف هذه التقارير بلدا وصل إلى انهيار داخلي بطيء ويائس، بعد اندلاع الحرب التي خاضها النظام السوري والمعارضة المسلحة بوحشية لا تصدق، وهي لا تقف عند الأطلال التي لا تمكن استعادتها والفقر المستشري، بتقطيع أوصال المجتمع وطمس جيل مزقت إغراءات المنفى منه ما لم تسحقه الحرب.
أسباب الانهيار
وذكرت الصحيفة أن أسباب هذا الانهيار معروفة، إذ فازت الأسرة الحاكمة في السلطة في دمشق بدعم من إيران وروسيا المدفوعتين بمصالحهما الإستراتيجية الخاصة، حيث ركزت الأولى على بقائها والثانية مشغولة بحربها في أوكرانيا.
وأضافت أن لا أحد يملك السبل اللازمة لاستكمال الاستعادة الكاملة لسيطرة بشار الأسد على المنطقة التي لا تزال أجزاء منها خارج قبضته، ناهيك عن تمويل عملية إعادة الإعمار المكلفة والطويلة الأمد.
وأشارت لوموند إلى أن النفوذ الذي اكتسبته إيران خلال العقد الماضي في منطقة فقدت جزءا كبيرا من سيادتها، لا يمكن إلا أن يثني دول الخليج عن التدخل، كما تشكل العقوبات التي فرضها الغرب عقبة أخيرة، خاصة قانون قيصر الذي اعتمده الكونغرس الأميركي لحماية المدنيين في سوريا عام 2019 باسم مكافحة الإفلات من العقاب.
الإرهاق الدولي
أما الرئيس السوري بشار الأسد فيرى -حسب الصحيفة- أن السياسة الواقعية ستؤدي في نهاية المطاف إلى اختفاء هذه العقوبات، بمجرد الاعتراف بالقوة الوحيدة المتبقية له، وهي الإزعاج الذي يسببه دوره الضار في تهريب مخدرات اصطناعية مدمرة على نطاق واسع في المنطقة، دون التنازل عن أدنى جزء من السلطة.
ومع ذلك، يبقى هذا الحساب عبثا، لأن إعادة الدمج الرمزي لسوريا في جامعة الدول العربية العاجزة، لم تغير المأزق الذي تجد سوريا نفسها فيه.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذا المأزق يستمر في إثارة الضجر الدولي، خاصة في البلدان التي استقبلت أكبر عدد من اللاجئين السوريين الذين شردتهم الحرب الأهلية، لأنهم كلما اعتقدوا أن بلادهم أصبحت آمنة لعودة اللاجئين، تظهر التقارير أن الأمر ليس كذلك.
المصدر : لوموند
====================
لوتان: الأسد منكب على إمبراطورية المخدرات وغير آبه بحرب غزة
يلتزم الرئيس السوري بشار الأسد الصمت تجاه حرب إسرائيل على غزة، ولم تصدر منه أي ردة فعل حول الغارات الإسرائيلية المنتظمة على أراضيه، "وهو منكب بدلا من ذلك على حماية إمبراطوريته الاقتصادية القائمة على المخدرات والتركيز على شؤونه الخاصة وإحكام قبضته على دائرته الداخلية، متجاهلا بذلك العالم العربي والغربي على حد سواء"، وفق مقال بصحيفة "لوتان" السويسرية.
وقالت الكاتبة هالة قضماني في مقالها إن نظام الأسد رغم أنه يعتبر نفسه جزءا رئيسيا من "محور المقاومة"، ويدين لحلفائه إيران وحزب الله ببقائه في السلطة، فإنه لم يتخذ أي إجراءات ضد غارات إسرائيل المستمرة طوال الشهور الماضية ضد المليشيات الموالية لإيران على الأراضي السورية.
وأبرزت الكاتبة أن دمشق اكتفت بالتعبير عن "تضامنها مع الشعب الإيراني" في بيان صحفي أصدرته وزارة الشؤون الخارجية تعليقا على قيام إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو/تموز وذلك رغم توحد إيران والقوات المتحالفة معها في التهديد بالرد على ذلك الاغتيال.
 إدارة المخدرات على إدارة البلاد
وقالت الكاتبة إن الأسد يفضل التركيز على شؤونه الاقتصادية وإدارة إمبراطورية الكبتاغون أكثر من إدارة البلاد والتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية لأراضيه.
كما لا يولي الرئيس السوري اهتماما، حسب الكاتبة، لإدارة علاقاته بالدول في المنطقة، وبينما "يطأطئ رأسه" خاضعا أمام حليفيه الرئيسيين إيران وروسيا، فإنه يهمش علاقاته بالدول العربية، ويرفض تقديم أي تنازلات لها حول قضايا اللاجئين السوريين والمخدرات، بغض النظر عن أثر ذلك على علاقة النظام السوري بهذه الدول.
وأشارت الكاتبة باستغراب إلى أن الأسد رفض محاولات بعض الدول الأوروبية، وأبرزهم إيطاليا بقيادة جورجيا ميلوني، بإعادة تأهيل نظامه، وتأمل هذه الدول التعاون مع "الدكتاتور السوري" لاحتواء تدفق اللاجئين لأوروبا، وفي هذا الصدد علق دبلوماسي بإحدى الدول الأوروبية التي أعادت التواصل مع دمشق قائلا: "لقد أذهلنا الغياب التام لأدنى بادرة من جانب النظام".
وقالت إن شبكة عائلة الأسد الاقتصادية تحافظ على استمرارية حكمه حتى بعد الانهيار الاقتصادي في سوريا التي دمّرتها 12 عاما من الحرب وفُرضت عليها عقوبات دولية، وحيث يعيش 90% من السكان تحت خط الفقر.
تركيز الثروات
وأشار التقرير إلى أن تركز الموارد في يد النظام صاحبه إبعاد كبار رجال الأعمال السوريين أو المديرين "الشكليين" لقطاعات اقتصادية مختلفة، وتضمن ذلك الإطاحة عام 2020 برجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، الذي كان يمتلك أكبر شركة سورية -شركة "الشام" القابضة- واستولت الدولة على جميع أصوله ونقلتها إلى أيدي زوجة الرئيس أسماء الأخرس وحاشيتها.
وحسب الكاتبة، فإن معظم الاقتصاد السوري بات الآن تحت سيطرة بشار الأسد وزوجته وشقيقه ماهر، وجيشت الأخرس في السنوات الأخيرة إخوتها وأبناء عمومتها في غزو اقتصاد البلاد، وقبل إعلان انسحابها في مايو/أيار الماضي لتلقي العلاج من سرطان الدم، كانت تجلس مع بشار الأسد ودائرة ضيقة من رجال الأعمال الموالين للعائلة في "المجلس الاقتصادي"، وهو كيان سري ومركزي في إدارة شؤون البلاد.
وحسبما أشارت إليه صحيفة "فايننشال تايمز" في عام 2022، فإن "الأخرس تتمتع بمكانة رفيعة في قطاعات العقارات والبنوك والاتصالات، مختبئة خلف سلسلة من الشركات الوهمية والمناطق الحرة والحسابات المصرفية الموجودة في الملاذات الضريبية".
أما ماهر الأسد، فيرأس وحدة نخبوية في النظام متخصصة في تهريب النفط وتهريب المخدرات، ويساعد الرئيس في إدارة إمبراطورية الكبتاغون التي تجلب المليارات للنظام السوري.
====================
الصحافة العبرية :
هآرتس :إسرائيل أمام “المحور الإيراني”: سوريا الحلقة الأضعف.. والحوثيون بانتظار “ثالثة” عبد العاطي في طهران   
تسفي برئيل
هآرتس 17/9/2024
تميزت نهاية الأسبوع الماضي بغزو الحوثيين للمنطقة. نشرت وكالة الأنباء “ريا نوفستي” الروسية الجمعة بأن الحوثيين بدأوا في إرسال قوات إلى سوريا عبر الأردن للمواجهة مع إسرائيل من أراضيها. حسب التقرير، هذه القوات هي الأكثر تدريباً عسكرياً لإطلاق هجماتها نحو البلدات الإسرائيلية.
“المصدر” الذي اعتمدت عليه الوكالة الروسية قال أيضاً إن هذه القوات تدربت على استخدام السيارات المصفحة والمدافع وتشغيل المسيرات. وتبنت وسائل إعلام إسرائيلية هذا التقرير، وأضافت عليه سيناريوهات رعب أخرى.
لكن سمعت صافرة تهدئة، السبت. اقتبست وكالة الأنباء الروسية “سبوتنك” خبيراً عسكرياً (مقرب من الحوثيين) ينفي ذلك. فسوريا والقوات فيها ليست بحاجة إلى دعم من القوات اليمنية، لأن لديها من القوات ما يكفي”. متحدثون سوريون وأردنيون رسميون لم يردوا على هذا التقرير. والأحد، سقط الصاروخ الباليستي اليمني في أراضي إسرائيل، ليس من سوريا ولا الأردن، بل من اليمن.
قبل النفي، أثار التقرير الأصلي عدة تساؤلات، فالأردن لم يكن ليسمح بانتقال لقوات أجنبية، سواء للحوثيين أو غيرهم، عبر أراضيه إلى سوريا، وبالذات في معبر حدودي رسمي. وسوريا نفسها طردت قبل سنة تقريبا “الدبلوماسيين” الحوثيين الذين كانوا في السفارة اليمنية في دمشق بعد أن بلور نظام الأسد التفاهمات حول ذلك مع حكومة اليمن المعترف بها مقابل تحسين العلاقات مع سوريا.
كانت هذه ضربة شديدة للحوثيين الذين يعملون على الحصول على الاعتراف بنظامهم. منذ فترة قصيرة، اعترفت إيران بحكومة الحوثيين، وفي العام 2019 سمحت للحوثيين بفتح ممثلية دبلوماسية فيها. في تموز، بضغط من المليشيات المؤيدة لإيران في العراق، وافقت الحكومة العراقية على السماح للحوثيين بفتح ممثلية في العراق. ولكن ممثلاً رسمياً في الحكومة العراقية أوضح بأن الحديث لا يدور عن سفارة أو حتى ممثلية رسمية، بل عن “مبنى قد يتواجدون فيه دائماً بدلاً من الفنادق”.
سوريا ليست بحاجة إلى مساعدة الحوثيين في المواجهة مع إسرائيل، لأن دمشق تبنت موقفاً سلبياً في الحرب. هي ليست شريكة في “وحدة الساحات” أو في “جبهة الدعم” للفلسطينيين. الأسد يخشى من حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله التي قد تتدهور إلى سوريا، وهو حتى حظي بـ “إعفاء” من المشاركة في عملية الثأر على تصفية فؤاد شكر في تموز الماضي. في “المحور الشيعي” المهدد تبدو سوريا هي الحلقة الأضعف. في ساحة متعددة الجبهات، عقب الحرب في غزة، كان مطلوباً أن تتساوق سوريا في موقفها مع تركيا لدعم جبهة سياسية واسعة ضد إسرائيل إلى جانب إيران. ولكن كل محاولات تركيا فشلت حتى الآن لاستئناف العلاقات مع سوريا، والأسد يشترط انسحاب القوات التركية للدفع بالمفاوضات قدماً بين الدولتين.
بخصوص نشاطات القوات الإيرانية والقوات المؤيدة لها في سوريا، أوضح الأسد بأنه لن يسمح لهذه القوات بالعمل ضد إسرائيل من أراضي سوريا. وطلب إبعاد الجنرال الإيراني الذي بادر إلى شن هجوم على إسرائيل.
حرية عمل إسرائيل في سوريا تستند إلى التفاهمات مع روسيا، التي بحسبها تمتنع إسرائيل عن المس بمؤسسات النظام أو القوات السورية وألا تحاول تدمير النظام. كانت هناك مرات تمت فيها مهاجمة مواقع سوريا، مثل قاعدة سلاح الجو “تي 4” التي هوجمت عدة مرات، أو الهجوم الجوي والبري الأخير قبل أسبوع قرب قرية مصياف، الذي نسب لإسرائيل وقتل فيه 18 شخصاً وتضررت فيه منشآت مدنية وشبكة الكهرباء. في هذه الحالات، اعتبرت هذه الهجمات عمليات ضد قواعد إيرانية أو قواعد يشغلها حرس الثورة، أو ضرباً للمصانع التي تنتج الصواريخ والمسيرة لصالح حزب الله، وليس كهجمات ضد سوريا.
في الواقع، تدين سوريا الهجمات ضدها، لكنها تعتبرها مشكلة لإيران وليس لها. هناك شك كبير إذا كانت سوريا ستغير استراتيجيتها وتوافق على استخدامها كساحة أخرى في مواجهة إسرائيل إذا اندلعت حرب واسعة مع حزب الله، حتى لو جرت هذه الحرب تدخل إيران بشكل مباشر.
بعد تجاوز الأسد للحرب الأهلية الطويلة، التي لم تنته بعد كلياً، وما زالت بؤر عصيان تعمل في جنوب الدولة – محافظة إدلب لم يحتلها النظام حتى الآن، وداعش يستعرض قدراته في شرق سوريا – فإن فتح جبهة أخرى، هذه المرة مع إسرائيل باسم حرب لم يبادر إليها مثل دعم حماس التي لم يتم رأب الصدع كلياً معها، يبدو أنه ليس موجوداً على طاولة تخطيط رئيس الأركان في سوريا.
مثلما هو الأمر في سوريا، فهكذا في العراق أيضاً. مشكوك فيه إذا كان النظام في بغداد سيسمح للحوثيين باستخدام السلاح ضد إسرائيل أو ضد أهداف أمريكية، خصوصا في الوقت الذي يستكمل العراق النقاشات مع الولايات المتحدة حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق في العام 2026. الحوثيون في الحقيقة يشاركون في “غرفة العمليات” التي أقامها حزب الله لتنسيق نشاطات وكلاء إيران ضد إسرائيل. ولكن نشاطاتهم العسكرية في البحر الأحمر وضد إسرائيل يديرونها بشكل مستقل، دون طلب المصادقة أو التنسيق المسبق مع إيران أو مع جهات أخرى. في الوقت نفسه، يحاولون استغلال هذه الهجمات لتحقيق إنجازات سياسية خاصة بهم.
نشر هذا الأسبوع أن مصر ستستضيف وفداً رفيعاً للحوثيين في الفترة القريبة لحل الأزمة في البحر الأحمر، بالتنسيق مع السعودية وتركيا وربما مع الولايات المتحدة. لم تكن هذه المرة الأولى التي تجري فيها مصر مفاوضات مع الحوثيين لإنهاء المواجهة في البحر الأحمر. ولكن يبدو أن الأمر يتعلق بعملية أكثر شمولية في هذه المرة. لأنه حسب التقارير، يتوقع أن يزور وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إيران قريباً لطرح استراتيجية جديدة لحل المواجهة مع الحوثيين.
إذا خرجت هذه الزيارة إلى حيز التنفيذ، فستكون الثالثة في غضون أربعة أشهر. ولكنها كانت زيارة مجاملة في المرتين السابقتين، الأولى في أيار حيث شارك الوزير السابق سامح شكري في جنازة الرئيس إبراهيم رئيسي الذي قتل في حادثة المروحية، والأخرى عندما شارك عبد العاطي في احتفال تنصيب الرئيس بزشكيان. أما الزيارة الأخرى فستكون سياسية بصورة واضحة، وستمنح إيران إنجازاً استراتيجياً. ولكن ولإنهاء الحرب في البحر الأحمر، مطلوب من إيران والحوثيين قبول “رطل اللحم السياسي”، الموجود الآن في غزة، والذي يعتمد على موافقة إسرائيل على وقف الحرب.
====================