الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 02-03-2025

رسائل طائرة 02-03-2025

02.03.2025
زهير سالم



رسائل طائرة 02-03-2025

زهير سالم*
دمنا ليس ماء، يتجرأ عليه صباحَ .. مساءَ السفهاء
نفقد في كل يوم ابنا عزيزا ، على أيدي بعض الفلول والسفهاء الحاقدين، وفي كل مرة يخرج علينا من يقول، مشاغبون وفلول ولا علاقة لنا بهم..
يجب أن ننهي إلى جميع من يدّعون أنهم العقّل، وأولو الأحلام والنهى، كفوا سفهاءكم، وخذوا على أيدي مجرميكم وإلا فلتسمعوا
أتانا شفيق عارضا رمحه.. إن بني عمك فيهم رماح
وقالت العرب: ذلّ قوم لا سفيه لهم…
=====================
على طريقتي في القراءة أو الكتابة..
تابعت صورة المصلين الذين ملؤوا فضاء الجامع الأموي.. يوم أمس الجمعة، وكلهم يهتفون، سيدنا محمد قائدنا للأبد…
أقول: هذه الجموع وهذه الأصوات أمانة..
======================
في مثل هذا اليوم الثاني من شهر رمضان 1399…

اضطررت للخروج من وطني سورية هربا من بطش الظالمين..
لم أقتل، لم أحرض على قتل، لم أدع إليه، بل كنت خلال 47 عاما أدعو للتعقل وللحوار الوطني ومع ذلك فقد أصدر حافظ الأسد منذ ستة وأربعين عاما مرسوما جمهوريا يقضي بإعدامي مع ثلة من إخواني السوريين..ثم حوّل 'المرسوم الجمهوري إلى مجلس الشعب، فوافق عليه بأكثرية كبيرة.
هل تعلمون بعض النواب من قوى اليسار هم وحدهم من لم يوافق على القرار، ولعلهم كانوا بضعة أفراد..
أتذكر في مثل هذه الساعة المباركة كيف غادرت حلب، وحيدا مخلفا ورائي والدتي وإخوتي وأخواتي وثلاثة أطفال كان كبيرهم في الرابعة والتي تليه في الثالثة والتي تليها ذات ثلاثة أشهر فقط..
كنت أنظر خلفي فينخلع قلبي بسبب من فارقت، وأنظر أمامي فيملأ الخوف قلبي، وأنا لا أحمل غير هوية شخصية، باسمي المعبر عن إدانتي…
تمضي الأيام وفي كل ليلة ندعو الله أن تكون ليلة الفرج…
ستة وأربعون عاما وها أنا أدخل في العام السابع والأربعين، لم يبق من حاجاتي شيء أبكي عليه، غير وقفة على قبور أحبابي، ثم لعلي يكون رمسي بينهم، فأرد إلى وطني أمانة ذرات جبلت من تربه، ثم لعلي أصلي في مسجد من مساجد مدينتي حلب صلاة تراويح..
يقولون هلا تعود وكيف لمحكوم بالإعدام أن بعود، كل شيء غير أن أخدع نفسي!!
هل تذكرون في ستينات القرن الماضي كانت صلاة التراويح في مساجد الأحياء لا تتجاوز البضعة أشخاص نعم كنا نكون خلف الإمام دون العشرة وليس فيهم صبي في مثل عمري غيري..
تابعت منذ قليل المشهد من المسجد الأموي والحشد يهتف: سيدنا محمد قائدنا للأبد.. تذكرت هتافنا من قبل: والرسول قدوتنا…
فاختلطت بسمة الرضا بدمعة الغبطة، ويقولون لنا أخفقتم وفشلتم ولم تنجحوا.. ويحكم، إن لم ننجح، فمن نجح غيرنا!!
هذي الزحوف أبو الزهراء قائدها
صرح الجهالة باسم الله فانهدم..
أو أقول:
أخي إنني ما سئمت الكفاح
ولا أنا ألقيت عن كاهلي السلاح
وإن طوقتني جيوش الظلام فإني على ثقة بالصباح.. وإني على ثقة من طريقي
وأعيد وأزيد
سنصبر حتى نهد جميع مخلفات الطاغية حافظ الأسد من وطننا الغالي .. لن نتعايش مع أي أثر من آثاره الكريهة…
لن ينتصر الشام ما بقي من نتن حافظ الأسد وابنه ريح عود.. ولن نعود حتى يسترد طيبه العود..تشمون معي رائحة الذريرة الحلبية!!
وسنظل ندعو على الظالمين في ليالي الاغتراب الطويل…هذا النصر كان نصر الله، وسيكون كل من يحتكره ظالما عرف أو جهل..
ولا نملك غير سهام الليل نفوقها…
وتتملى عيناي مشهد الحشد الرباني في جامع بني أمية الأثير.. وأتذكر حكاية الملك والغلام.. يقول الغلام الزكي الأريب للملك، وقد عجز عن قتله: إذا أردت أن تقتلني، فاحشد الحشود، وعلقني على تلك الشجرة، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم صوبه نحوي، وقل: باسم الله رب الغلام…
وفعل الملك الأحمق، وقُتل الغلام.. مات الغلام
ونادت الحشود: آمنا برب الغلام.. آمنا برب الغلام.. آمنا برب الغلام..
وإذا كانت سورية الحرة لن تؤسس إلا على نجيع دمانا
فوفق الله سورية الحرة في طريق حشودها، وسدد على طريق الحق خطاها
توقيعي بعد سبعة وأربعين عاما
زهير سالم المحكوم ظلما وقهرا بالإعدام كان وما زال..
اللهم ونسألك رضاك والجنة
____________
*مدير مركز الشرق العربي