الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 01-03-2025

رسائل طائرة 01-03-2025

01.03.2025
زهير سالم



رسائل طائرة 01-03-2025

زهير سالم*
السياسة علم:
‏في فقه السياسة الإسلامي، الأسير لا يفاوض. ولو أن خليفة المسلمين وقع في أسر الآخرين، لانقطعت ولايته. ولما كان له الحق في التفاوض عن غير نفسه. ويستبدل به المسلمون من يسوسهم، ويقوم على أمرهم.
‏وقصة سيدنا عبد الله بن حذافة السهمي عندما وقع أسيرا بيدالروم، فاوض ملك الروم عن نفسه وعن أصحابه، في صفقة مشهورة: يقبل رأس ملك الروم مقابل أن يفرج ملك الروم عن كل أسرى المسلمين عنده. ولما عاد إلى المدينة المنورة بعد إتمام الصفقة، أنكر عليه لفيف من الصحابة والتابعين فعلتَه، وعابوه فيها؛ لاحظوا أن الفعل السياسي فعل اجتهادي إشكالي، واستمع إليه سيدنا عمر في لفيف من الصحابة، وفهموا فعله، وحسنه سيدنا عمر، رضي الله عنهم، وقام إلى سيدنا عبد الله بن حذافة يقبل رأسه تحسينا لفعله، وقال: حق على كل من في المجلس أن يقبل رأس عبد الله...
‏قصة غنية ثرية معطاءة. وسيرورتها عطرة . والثبات والتمكين فيها عزيز، والفقه فيها أعز...
‏هذا ليس تعليقا على حدث. أسأل الله أن ييسر الجميع لليسرى. إخواننا الكرد السوريون كان منهم في فترة الاستقلال قبل البعث رئيسان للجمهورية ، وأخشى أن يقولوا أكثر، ووزراء في وزارات سيادية، حتى رئيس مجمع اللغة العربية كان منهم. وكان منهم المفتون، والقضاة والخطباء النبلاء الذين يهزون المنابر.. وكل من طوى ركبة تحت عرندس في تلك الحقبة طوى ركبة في حضرتهم...
‏على ضعفي دائما أتأمل كلمة "الاستقلال" وأرى في أحد أوجهها طلبا للقلة، والقلةُ تستتبع الذلّة!! تأملوا قولهم: أومن قلة نحن يومئذ يارسول الله؟؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل...
‏أما قوله:
‏خلّف العبء عليّ وولى... أنا بالعبء له مستقل
‏هذا مخرجه أخر...
‏الرجل الفرد أو المجموعة القليلة تسد مسد الجمع الكبير...
‏لم يصححوا قوله للأنصار: تقلون عند الطمع وتكثرون عند الفزع. وأقول وإن لم يصح رواية وسندا، فهو عند التأمل في الحقيقة صحيح...
‏وهؤلاء الشهداء في الشام ، أعني في سورية وفلسطين يشهدون، الشهيد السعيد من قُتل دفاعا عن حق، ونقول لأصحاب الدعوات العصبية، والرايات العميّة: سحقا ..سحقا..
======================
‏في تغيير سجاد المساجد القديمة ومنها الأمويان…
‏وفي نفس هذا الاختيار من تغيير سجاد المساجد الأوابد شيء…
‏نظفوها ما شئتم، ولا تغيروا سجادة تقلبت عليها جباه الصالحين المخبتين، وكثيرا ما نحلم أن تقع جباهنا إثر جباههم، فتردف الدعوةَ الدعوةُ، وتشفع الدمعةُ للدمعة..
‏والله إن الانبتات قبيح..
‏من الهجر أن تهجر سجادة صلى عليها النووي يحيى بن شرف، أو العز بن عبد السلام..يقول لأصحاب السلاطين: ويحكم أنتم في واد ونحن في واد..
‏وأظل أفكر في أي واد أنا… لعلنا أو عسانا!!
======================
‏رجاؤنا من إخواننا العرب والمسلمين
‏في تسميتنا والإشارة إلينا..
‏نحن أهل الشام.. مع الفخر
‏وإقليمنا حين خُص بالبركة خص باسمه "الشام.."
‏وحين أضيف إقليمنا إلى ذات نبينا المعظمة عندنا، والأثيرة لدينا ،بورك باسمه الشام "اللهم بارك لنا في شامنا" فأكرم بالمضاف، وأعظم بالمضاف إليه، صلوا وسلموا وباركوا عليه..
‏ومن حقوق الإخوّة بيننا أن تنادونا بأحب أسمائنا إلينا..الشام
‏ونحن لا نستعمل اسم سورية إلا لمقتضى الضرورة، ونسأل الله أن يقرب لنا يوما نطويه…
‏ونفرش ورود الشام بدلا فنناغيه…
‏يا شام المحبينا..
‏ساعدونا أو أسعفونا..
‏ومن الحشف بعد سوء الكيلة، أن يكتب بعضهم "سوريا"؟ كما يكتبها الأبعدون..
‏هي "سورية" كما سبقت إلى ذلك كتب تراثنا، وكما قضى بذلك مجمعنا اللغوي!!
‏احذروا الانزلاق حين يكاد يزلقكم أعداؤكم بأبصارهم
‏أيا أهل الشام توقوا..
=======================
اللهم…
أظلنا رمضان…
الشهر الذي أكرمتنا فيه بالقرآن،،وفرضت علينا فيه الصيام، وجعلت لنا ليلة هي خير من ألف شهر، وسن نبيك الذي أرسلت لنا فيه القيام، وأخبرنا أن المحروم فيه مَن قد حُرم..
يا ذا الجلال والإكرام.. إنا نعوذ بك أن نكون في شهرنا هذا من الأشقياء التعساء المحرومين
اللهم..
بارك لنا في شهرنا، وأعنا على صيامه وقيامه، واجعلنا فيه من المتقين ومن المقبولين ومن المرحومين السابقين للخيرات، بإذنك وبفضلك وبجودك وكرمك..
اللهم..
وفرج كروب عبادك المؤمنين في كل بلاد المسلمين…
اللهم زوّل عنا الطغاة والمستبدين والظالمين والفاسدين..
وأبرم لأمتنا في جميع أقطارها، أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر ..
بارك الله في طاعتكم أيها الأخوة الأحباب وتقبل منا ومنكم..
طاعتكم مباركة وصيامكم مقبول
وكل عام وأنتم بخير
=======================
شرح مفردات
‏كثيرا ما تستخدم لفظة "سوقي" في التقليل من قيمة الناس، بل من رقيهم، وأناقة سلوكهم، وطرائق تعبيرهم…
‏اشتقت كلمة "سوقي" و"سوقية" وصفا للأسلوب والطريقة، من النسبة إلى السوق وأخلاق أصحابه وطرائق تعبيرهم "مجنونة يا أوطة" "يا ما عركوك بالليالي يا معروك"، وربما هذه السوقية كانت قديما.. في هذا الزمان كثير من مدراء الشركات، ومندوبي المبيعات، وحتى محصلي الكمبيالات أصبحوا أكثر رقيا…!!
‏في حلب كانوا إذا أرادوا أن يتشاءموا من وجه قالوا: مثل وجه الكمبيالة المستحقة..
‏ماذا سيحصل في العالم حين يسوسه رجال من هذه الطبقة بمستواها القديم، كلما زاره رجل في إدارة شركته وجه إليه كلاما متغطرسا متعاليا مهينا على طريقة من قال: أنا ربكم الأعلى.. وما علمت لكم من إله غيري..
‏أعجبني اليوم هذا الزيلنسكي…
____________
*مدير مركز الشرق العربي