الرئيسة \  تقارير  \  حلفاء الأمس ! .. هل باع نظام الأسد حزب الله ؟

حلفاء الأمس ! .. هل باع نظام الأسد حزب الله ؟

30.09.2024
خالد أبوظهر



حلفاء الأمس ! .. هل باع نظام الأسد حزب الله ؟
خالد أبوظهر
الوطن العربي
الاحد 29/9/2024
مع دخول التوترات بين حزب الله وإسرائيل إلى منعطف جديد واغتيال نصر الله , يبدو النظام السوري أبعد ما يكون عن التصعيد الدائر ، حتى على مستوى التعليق على مسارات الأحداث هو الطرف الأقل تعليقاً عليها وحتى اللحظة، لا يزال موقف نظام بشار الأسد، دون المتوقع إذ بدا الأسد بعيداً عن المشهد، وتعاطيه مع الحرب بارداً.مما يجعلنا بصدد تساؤلات حول موقف النظام السوري، الذي كان لسنوات طويلة حليفاً استراتيجياً لطهران وحزب الله .,وهل هو تنكر لحلفاء الأمس أم نأى بالنفس وانكفأء على الذات ؟
السياق التاريخى للعلاقة بين الجانبين يشير إلى ان حزب الله تأسس في أوائل الثمانينات كاستجابة للغزو الإسرائيلي للبنان. ومنذ ذلك الحين، أصبح الحزب رمزاً للمقاومة ضد الاحتلال، مدعوماً من سوريا وإيران. وعبت سوريا دوراً مهماً في دعم الحزب، سواء من خلال تقديم المساعدات العسكرية أو اللوجستية. وقد ساعدت هذه العلاقة في تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث استخدمت طهران حزب الله كوسيلة لتوسيع نفوذها في لبنان وسوريا.
ومع بداية الحرب الأهلية السورية عام 2011، دخلت العلاقة بين النظام السوري وحزب الله مرحلة جديدة. فقد استنفر الحزب قواته لدعم النظام السوري في مواجهة المعارضة، مما ساعد في تثبيت أقدام النظام.
لكن المثير للدهشة اليوم خاصةً في ظل التاريخ الطويل من التعاون مع الحزب أثناء الثورة السورية.أن النظام السوري لم يعلق على الهجمات الإسرائيلية، حتى عندما استهدفت مواقع تخص حلفائه. وكما تشير التقارير، فإن حزب الله قد بدأ في إعادة قواته من سوريا، مما يدل على أن التحالف الذي كان قائماً يواجه تحديات جديدة أو انفرط عقده بالفعل .
هنا تظهرالبراجماتية كسيدة للموقف بامتياز, إذ أن جميع المؤشرات تدل على تغير في ديناميكية الأسد . ففي العديد من الحالات، استجاب النظام السوري للهجمات الإسرائيلية بطرق تبدو أكثر حذراً مما كانت عليه في الماضي. بينما كان النظام في السابق يسعى لإظهار قوته من خلال الرد على الهجمات، فإنه الآن يميل إلى اتخاذ مواقف أكثر براغماتية، مما يبدو على أنه تخلٍ عن بعض الالتزامات تجاه حزب الله.
يبدو أن لدى النظام السوري حسابات معقدة وعديدة تجعله يتردد ألف مرة قبل الانخراط في أي مواجهة وربما رأت دمشق فى التخلى عن حزب الله فى هذا التوقيت فرصة لتظهر أن سوريا ليست عضواً في محور المقاومة، كما يُظن، وأنها مستقلة عن إيران ولايمكن إقحامها في النقاش الدائر حول وحدة الساحات.
وفي (21 أغسطس) الماضي، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن النظام السوري أبلغ إيران عدم رغبته في الانجرار إلى أي حرب، في حين قال المحلل الإسرائيلي تسفي برئيل لصحيفة “هآرتس”، إن الأسد يخشى أن تمتد الحرب إلى الأراضي السورية.
ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن الغارات الإسرائيلية على سوريا تجري وفقاً لتفاهمات مع روسيا، مؤكداً أن النظام السوري هو الحلقة الأضعف في محور المقاومة.
ومع ذلك يظل السؤال الصعب حيال صمت دمشق قائماً وهل اتجه النظام السورى لعقد تفاهمات مع اسرائيل تلزمه بالنأى عن النفس بعيداً عن حزب الله لتجنب الصراعات العسكرية التي قد تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات أو على أقل تقدير اتباع سياسة أكثر حذراً في دعمه لحزب الله ؟
المستقبل القريب قد يكشف عن تغيير في الأولويات وإعادة تقييم شاملة للعلاقة بين النظام السورى وحزب الله. فحتى اللحظة الراهنة العلاقة بين الطرفين لا تزال قائمة ولا يمكن الجزم بأن الأسد قد باع عن حزب الله بشكل كامل.