الرئيسة \
تقارير \ بعد تزايد شهوة الانتقام في غزة .. فورين بوليسي : أين شجاعة الغرب الأخلاقية تجاه إسرائيل؟
بعد تزايد شهوة الانتقام في غزة .. فورين بوليسي : أين شجاعة الغرب الأخلاقية تجاه إسرائيل؟
19.11.2023
هوارد دبليو. فرينش
بعد تزايد شهوة الانتقام في غزة .. فورين بوليسي : أين شجاعة الغرب الأخلاقية تجاه إسرائيل؟
المصدر : هوارد دبليو فرينش - فورين بوليسي
ترجمة وتحرير الخليج الجديد
السبت 18/11/2023
أين شجاعة الغرب الأخلاقية تجاه إسرائيل؟.. حمل هوارد دبليو فرينش، كاتب عمود في مجلة "فورين بوليسي" هذا التساؤل، مشيرا إلى مسألة اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، قبل أيام، بزعم وجود بنية تحتية لقيادة حركة "حماس" بداخله، وهو ما لم ينجح بإثباته حتى الآن.
ويشير التقرير إلى أن أقصى ما فعله جيش الاحتلال بعد اقتحام المستشفى وترويع المرضى والتسبب في وفاة البعض هو تقديم أكياس قماشية بها أسلحة فردية بجوار أجهزة الرنين المغناطيسي، في مقطع فيديو حذفه الجيش لإجراء تعديلات عليه، ودفع هيئة الإذاعة البريطانية "bbc" لإصدار تقرير يظهر التناقض بين الفيديو وما شاهده فريق مراسليها الذي كان بصحبة جيش الاحتلال وهو يقتحم المستشفى.
لا أدلة
ويقول التقرير إنه بقدر إصرار إسرائيل والولايات المتحدة على الإصرار على ادعاءات بأن مستشفى الشفاء قد تم استخدامه كقاعدة رئيسية لعمليات "حماس"، فقد نفت الحركة - وكذلك العاملون في المستشفى - ذلك.
ويبدو أن النتيجة المبكرة للأدلة المتاحة للجمهور، مثل مقطع الفيديو الخاص بمخبأ الأسلحة المزعوم، لا ترقى إلى مستوى فكرة أن المستشفى يشبه أي شيء قاعدة عسكرية.
ولم تقدم إسرائيل أي دليل حتى الآن على مركز القيادة تحت الأرض والأنفاق التي قالت إن "حماس" أنشأته تحت المستشفى.
وقد نددت المؤسسات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمات المجتمع المدني مثل "هيومن رايتس ووتش" بالحصار الإسرائيلي للمستشفى باعتباره دليلاً على الاستهتار المتعمد بحياة الأبرياء، وهو أمر يستحق فتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب، كما يقول التقرير.
ويقول الكاتب إن حرمان المرضى المصابين بأمراض خطيرة من الكهرباء، أو الأطفال المبتسرين من الحاضنات، أو مرضى العمليات الجراحية من التخدير والإضاءة المناسبة هي أشياء لا ينبغي التسامح معها من قبل واشنطن.
ويرى الكاتب أنه سواء ثبت أن مستشفى الشفاء كان قاعدة عملياتية رئيسية لـ"حماس" أم لا، فإن هذه الحملة الإسرائيلية الأوسع اتخذت طابع العقاب الجماعي والعشوائي تقريباً على نطاق نادر في الحروب الأخيرة.
وكما كتب الصحفي عاموس هاريل مؤخراً في صحيفة "هآرتس"، فإن "معظم ساحات القتال في شمال غزة ستكون غير صالحة للسكن البشري لأشهر، إن لم يكن لسنوات، حيث تم تدمير أحياء بأكملها في مدينة غزة وضواحيها، ناهيك عن كمية الذخائر التي ستبقى في المنطقة.
غزو أوكرانيا
ويشير الكاتب لازدواجية أمريكا والغرب حيال ما يحدث في غزة، مذكرا بتصريحات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام الأمم المتحدة إبان الغزو الروسي لأوكرانيا قال فيها: "لا يمكننا أبداً أن نسمح للجرائم التي ترتكبها روسيا بأن تصبح أمراً طبيعياً جديداً لدينا. … قصف المدارس والمستشفيات والمباني السكنية وتحويلها إلى أنقاض ليس أمراً طبيعياً".
ويضيف الكاتب: المفارقة أن كل ذلك حدث في غزة على مدى الأسابيع لستة الماضية، وأصبحت الأمور طبيعية، كما أصبحت موجة من الخطاب الإسرائيلي الذي يعلن صراحة عن الرغبة في تسوية غزة بالأرض مقبولة في الولايات المتحدة.
إن مثل هذه اللغة اللاإنسانية والتكتيكات العسكرية هي التي دفعت الخبراء في شؤون المحرقة والإبادة الجماعية إلى التحذير من الخطر الحقيقي المتمثل في احتمال انزلاق الحملة التي تشنها إسرائيل ضد "حماس" في غزة إلى إبادة جماعية.
ابتهاج الانتقام
ويختم الكاتب بالقول: السبيل الوحيد لمنع ذلك يتلخص في التوقف عن تبرير أي عمل عنيف تتخذه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في غزة باعتباره مشروعاً، لأن هدفها النهائي يتلخص في القضاء على "حماس".
ولا ينبغي للإسرائيليين، الذين يقولون إن مجتمعهم كان ضحية لهجمات "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن يسمحوا لأنفسهم بالابتهاج بانتقام أكثر فجاجة، ويتعين على الغرب، الذي سارع إلى دعم إسرائيل في أعقاب هجمات "حماس"، أن يتحلى بالشجاعة الأخلاقية لمنع تفاقم هذه الأحداث.