في وداع الراحلين
الشيخ الداعية الكتبي أحمد شامية صاحب مكتبة الحضارة في ذمة الله
زهير سالم*
كان رحمه الله معلَما من معالم حلب.. ووجها من وجوه الخير والبر والعلم فيها…
في مكتبته ضيقة الأركان، الثرية بالذخائر من الكتب كنا نكون على موعد مع وجهه الطلق، وبسمته الدافئة، ومع ذخائر الكتب التي كلما ذقتها طلبت المزيد..ذلك الركن الجميل، من مدينة حلب، لم يكن ركنا لبيع الكتب فقط، بل كان ركنا حقيقيا للتعارف بين العلماء وطلاب العلم، الذين تألفهم الشيخ أحمد رحمه الله تعالى بألفته ومودته وبسمته وحسن تأتيه.
ثلاثة من الكتبيين في حلب كانوا دعاة ولم يكونوا باعة أو تجارا..
الشيخ أحمد الشامية الذي نفارقه اليوم، وكنت كلما ذكرت حلب كان في مقدمة من أذكر فيها..
وأدعو له وهو بين يدي ربه: اللهم أحسن إليه كما أحسن إلى طلاب علم دينك وشريعتك..
والأخ الداعية عمر فاروق الأصيل بركنه الصغير
العامر، وإن سألته عن كتاب قال؛ إذاكان يلزمك آتيك به، وأيسره لك…
والثالث: الشيخ عمر زيتوني صاحب مكتبة التراث..رحم الله الأخوة الثلاثة وارحمنا معهم إذا صرنا إليك
التقيت الشيخ أحمد في عمان بعد خروجنا من حلب بسنوات؛ قلت له: كان عليّ في الدفتر، فأجابني وهو يبتسم أغلقنا الدفتر..
التقيت بالأخ عمر فاروق الأصيل قدرا في المشاعر، قلت له ما أزال أذكرك، وبيننا في الدفتر حسبة فقال: ذاك أمر كان في حلب نرجئه حتى نعود إلى حلب…
ولم تعودي يا بسمة الفجر الفقيد
اللهم اغفر لأخينا الشيخ أحمد شامية وارحمه وأعل نزله، وزده…
اللهم إنه كان داعيا إليك، محبا لدينك، عاملا لنصرة شريعتك فتقبل منه واقبله يارب العالمين
وخالص العزاء لأنجاله ولأحفاده، ولصهره أخينا الحبيب محمد نجيب الهبرواي.. ولأحفاده النجوم اللوامع..
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
وما عند الله خير وأبقى
لندن: ١٢ ربيع الأول/ ١٤٤٦
١٦/ ٩/ ٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي