في وداع الراحلين
الأخ محمد يوسف الجاهوش والأخ إبراهيم محمد إبراهيم .. في ذمة الله
زهير سالم*
وأصابني الضعف أن أتابع,,,
وفقدنا بالأمس أخانا الحبيب الوقور الصامت الرزين "أبو معاذ الجاهوش" بعد عشرة دامت عقودا في الميدان.. رحم الله أخانا أبا معاذ الجاهوش.. "محمد يوسف الجاهوش" من رجالات حوران ورفيق الهجرة الأولى..
هين لين صُلب من غير قسوة. وخير ما تتعلمه من الراحل الكريم أن تدرك الفرق بين الصلابة في الحق، والقسوة في القلب أو في السلوك أو في القول...
كنا نكون في المجلس وقد حمي وطيسه فننتظر القول أن يقول أبو معاذ.. فيقول فصلا..
اللهم اغفر له وارحمه وتقبله وتقبل منه وارفع في الجنة درجته، واجمعه واجمعنا معه على الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه... وأحسن عزاء آله وأنجاله وإخوانه وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
ثم فُجعنا هذا الصباح بفقد أخينا المجاهد الصابر " أبو عمير" إبراهيم محمد إبراهيم... من جيل الهجرة الأولى، وممن نجا من سجن حافظ الأسد بالمكيدة، وجمعتنا معه دروب الهجرة بكل ما فيها من قسوة وشظف.. فكان في كل أمره، وحتى بعدما أصابه ما أصابه من بلاء في جسمه بقدر الله نعم الأخ الصابر المحتسب البسام ...
أنا أخوكم الضعيف نعي من يصغرني بالعمر يخيفني أكثر، ويزلزلني أكثر.. ويعظني أكثر .. بالأمس كان أبو عمير شابا ملء السمع والبصر، وبالأمس زففناه عروسا برا صالحا خلوقا طيبا...
اللهم اغفر له وارحمه وارفع مكانته وتقبل منه صالح ما عمل واغفر له ما دون ذلك وخالص العزاء لآله ولأسرته ولأنسبائه ولإخوانه ومحبيه... اللهم واجمعنا مع أحبابنا على منابر النور التي وعد به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم عبادك المتحابين فيك...
وحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون...
لندن: ١٧/ جمادى الأولى/ ١٤٤٦
١٨/ ١١/ ٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي