الرئيسة \  في وداع الراحلين  \  الأخ الكريم الداعية العامل المربي عبد الله عبد العزيز الطحان .. في ذمة الله

الأخ الكريم الداعية العامل المربي عبد الله عبد العزيز الطحان .. في ذمة الله

06.04.2025
زهير سالم



في وداع الراحلين
الأخ الكريم الداعية العامل المربي
عبد الله عبد العزيز الطحان .. في ذمة الله
زهير سالم*
 
سلام عليك أبا عاصم..

سلام عليك أخا الرحلة الممتدة، والدرب المتصل الطويل..
وكان دربنا من رسول الله مبدؤه، وعند رسول الله - إن شاء الله- نحط الرحال..
غادرنا أمس الجمعة الأخ الكريم الداعية العامل المربي عبد الله عبد العزيز الطحان، ابن تفتناز الأبية، فسبقنا إلى الوِرد محطات..
وإن امرأ سار سبعين حجة .. إلى مورد من ورده لقريب..
كتب إلي أخي أبو عاصم، قبل خمسة أيام فقط، مهنئا بالعيد "تقبل الله منكم الصيام والقيام وكل عام وأنتم بخير.."
وحين أودع  بين أيديكم في مثل هذا المقام- أيها الأحباب- الراحلين، فإن أودع رجالا مثل أبي عاصم صمدوا نصف قرن تحت اللواء، لا يدخلهم رهب، ولا يستفزهم طمع..فلا يغيركم عليهم إن وجدتم من غيروا..
وحين أنعي الأخ أبا عاصم، رجل الدعوة وعريف الصف،  وهو ابن السبعين، وقد أوفى وتوفي على الوفاء، أتذكر أو أذكّر، الذين ينسون، أنه واحد من رواد الكتيبة الخرساء، الذين صبروا على اللأواء ستين سنة، خوفا على الشعلة المضيئة، أن تطفئها العواصف الهوج…لا شنشنة ولا دندنة..
رجال يقال في سوادهم" إن حضروا لم يعرفوا وإن غابوا لم يذكروا" على مثلهم بكى عمر رضي الله عن عمر فقال: وما يفعلون بمعرفة عمر بهم؟؟؟ ألا يكفيهم أن يعلم بحالهم من أكرمهم…
رحم الله الأخ الحبيب الراحل عبد الله عبد العزيز طحان، أنعي لنفسي في هذا اليوم ديوان علاقة امتدت أكثر من أربعين عاما؛ اللهم وما علمنا إلا خيرا وبرا ونبلا ونائلا وصبرا في مواطن الصبر، وغيرة على دينك وعلى دعوتك والتزاما بالعهد ووفاء بالوعد..
اللهم وقد سبقنا اليوم إليك فتقبل منه، وتقبله، وارفع مقامه في عليين. اللهم وكما جمعتنا في دنيانا على ما يرضيك، اجمعنا على وعد نبيك صلى الله عليه وسلم، على منابر النور التي وعد بها المتحابين فيك…
واجعل موعدنا على الحوض، نشرب شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا..
رحمك الله أخي أبا عاصم..                             
وألحقك بركب الأحبة، محمد وآله وصحبه، وخلفك في ذريتك خيرا…
اللهم إنه قد وفد عليك، فزده إحسانا وعفوا وعفرانا ..
اللهم لا تحرمنا أجره واغفر لنا وله…
أعزي نفسي وإخواني في ركب الدعاة العاملين..
وإن شاء الله لا يخلو بفقد الأخ أبي عاصم مكان..!! مع عظم المصاب، وسعة الثغرة..
وأخص بالعزاء أسرة الفقيد أنجاله وبناته وإخوانه ومحبيه وأهل خاصته…
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
لندن: 6/ شوال/ 1446
5/ 4/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي