في وداع الراحلين
الأخ الداعية العامل عصام حرستاني
- صاحب مكتبة "دار عمار"- عمان
في ذمة الله
زهير سالم*
وأول ما كانت المعرفة بيننا في الخدمة الإلزامية. الدورة ٩٣ طلاب الضباط الاحتياط. في المهجع الرابع- من دورة ١٩٧٢.
ثم جمعتنا عمان الحبيبة، في فضاء جماعة الإخوان المسلمين، بعد هجرتنا في عام ١٩٧٩…
ثم جمعتنا شؤون الحياة.. نشرّق، مرة ونغرّب أخرى…!!
أتوقف الآن على أطلال كل ذلك وأكتب: رحمك الله يا أبا عمار. وغفر ذنبك، وتقبل منك صالح ما عملت، ورفع يوم الدين قدرك..
اللهم اغفر له وارحمه وزده ولا تنقصه، واغفر لنا إذا صرنا إلى ما صار إليه..
إذا سمعتم أن أحدا من إخوانكم صار إلى ربه فقولوا: يرحمنا الله وإياه..
وكان سيدنا علي رضي الله عنه يكثر من إنشاد:
حيازيمَك للمـــــــــــوت.. إن الموت لاقيك
ولا تجزع من الموت.. إذا حلّ بواديــــــك
وخرّج أبو العباس المبرد صاحبُ الكامل، وهو من أساطين علماء الأدب، قوله: حيازيمَك، على تأويل: اشدد حيازيمَك، بمعنى كن مستعدا دائما.. وهذا لكل الناسا، ولكنه يخص أبناء السبعين من أمثالي أكثر .
كان الأخ عصام رحمه الله تعالى ملما بالثقافات والعلوم ثم أبحر… تقبله الله تعالى في الصالحين ورفع مقامه في عليين…
وإن امرأً سار سبعين حجة .. إلى مورد من ورده لقريب
وخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد وأحبابه وأهل خاصته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
لندن: ٢٠/ رجب/ ١٤٤٦
٢٠/ ١/ ٢٠٢٥
____________
*مدير مركز الشرق العربي