الرئيسة \  في وداع الراحلين  \  إلى جوار الله وعفوه ورضوانه أخي أبا علاء

إلى جوار الله وعفوه ورضوانه أخي أبا علاء

09.09.2024
زهير سالم



في وداع الراحلين
إلى جوار الله وعفوه ورضوانه أخي أبا علاء
زهير سالم*
رحل عن دنيانا الفانية فجر اليوم الأحد، الأخ الداعية العامل الصابر المحتسب "عبد اللطيف" المصري...أبو علاء
خمسة وأربعون عاما على طريق الدعوة، وطريق الصبر والمصابرة، وطريق الوفاء في زمن يقل فيه الأوفياء، خمسة وأربعون عاما وقليل ممن عاهد على هذا الطريق الطويل، أعطى الدنية، أو خاس بعهده مع الله...
خمسة وأربعون عاما، اللهم إنا لا نعتدهم عليك، فلك الحمد والمنة، ومنك التوفيق والعصمة، ثبتنا على دعوة الحق، وبشرنا ببيعنا الذي بايعناك عليه، واقبل منا من صار إليك، وتقبل منه، وها هو أخونا الحبيب أبا علاء قد صار فجر هذا الصباح إليه، فكن وليه، ومضيفه، فقد آثرك ما مددت له في عمره على كل من عداك...
 اللهم خمسة وأربعون عاما لا نعتدهم عليك، بل نرجوك فيهن، قبولا ومغفرة ورحمة..نرجوك فيهن هذا الصباح لأخينا الوافد ضيفا عليك اللهم فاجعل قراه منك الغداة الجنة، وصحبة الأحبة محمد وصحبه...
الأخ عبد اللطيف، وكان له من اسمه نصيب، لطف وحياء ويسر وعذب كلام، وصبر على مقتضيات الطريق، في زمن عز فيه الصبر، وأغلقت الأبواب، وفتح الظالمون بوابات العبور لمن أراد أن ...
أكتب اليوم عن أخي أبي العلاء، وقد كانت لي معه صحبة وعشرة وخلطة، وما عرفت منه إلا الخير والبر والصبر والمصابرة...
اللهم إنه عاش محبا لك، مجاهدا في سبيلك، صابرا على حكمك، اللهم فاغفر له وارحمه واعف عنه، وزده إحسانا وعفوا وغفرانا. اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان غير ذلك فتجاوز عنه، ولقه الأمن والبشرى والكرامة والزلفى واغفر لنا وله...واغفر لنا إذا صارنا إلى ما صار إليه...
وإن امرأ سار سبعين حجة .. إلى مورد من ورده لقريب
وأوفى مشاعر العزاء المواساة لإخوة دربه من الثابتين على عهدهم مع ربهم حتى يلقونه، ولأسرة الفقيد زوجه وأنجاله وأصهاره، والبقية من أسرته وراء الحدود...
اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله...
وإنا لله وإنا إليه راجعون...
٥ ربيع الأول/ ١٤٤٦
٨/ ٩/ ٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي