الرئيسة \  برق الشرق  \  الفلسطينيون نكبتهم من اليهود وبشار أسد والسيسي

الفلسطينيون نكبتهم من اليهود وبشار أسد والسيسي

02.03.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏01‏/03‏/2015
عقد فلسطينيو المانيا هذا اليوم الاحد 1 آذار/مارس ندوة لهم بالعاصمة برلين تمهيدا لمؤتمر يشارك فيه فلسطينيو الشتات في اوروبا يناقشون من خلاله آخر تطورات وضع الشعب الفلسطيني ليس في فلسطين المحتلة بما فيها غزة فقط بل أيضا معاناة الفلسطينيين في سوريا ، فمعاناتهم من بطش طاغية  تلك الدولة بشار اسد منذ  وقبل انتفاضة الشعب السوري غير مكترث لمعاناتهم من الجوع والفقر والقتل والتشريد وحظر وصول مساعدات انسانية الى مخيماتهم  مثلهم مثل اخوانهم السوريين الذين أرغموا على أكل الجيف جراء تجويع نظام اسد  لهم .
نكبة فلسطين التي تكمن بضياعها وتهجير الكثير من اهلها عندما احتل الصهاينة اراض فلسطينية وقتلوا الكثير من أهاليها عام 1948 لم تكن لتقع لولا وجود من يدافع عن فلسطين حق الدفاع على حد قول استاذ علوم حقوق الشعوب في جامعة مدينة هامبورج  نورمان بيتش احد الذين اعتقلهم جنود صهاينة عندما هاجموا سفن الحرية التي كانت تريد ايصال مساعدات انسانية الى شعب غزة وكسر الحصار وذلك يوم 31 أيار /مايو من عام 2010 .
صحيح انه قد شارك في حرب فلسطين للدفاع عنها فرق عسكرية  ارسلتها بعض الدول العربية التي نالت استقلالها من الاستعمار الفرنسي والبريطاني للتو  وغير عسكرية كانت شخصيات من جماعة الاخوان المسلمين الذين يعتبرون أعدى أعداء الصهاينة على حسب تأكيد سفير الكيان الصهيوني السابق في المانيا آفي بريمور الذي رأى بكتابه / الكيان الصهيوني مأساة البداية والنهاية / قد شاركت ودافعت دفاع المستميت عن فلسطين اذ أكد في كتابه  ان بقاء بشار اسد على راس نظامه في دمشق أمانا للصهاينة والانقلاب العسكري الذي قاده رئيس مصر عبد الفتاح السيسي  على محمد مرسي استطاع ان يؤخر نهاية الكيان الصهيوني لسنوات كثيرة / هذا الكتاب الذي ما ان نزل الى أسواق الكتب في شهر تشرين ثان / نوفمبر من عام 2014 الماضي الا وتداولته الايدي واختفى تماما . ويؤكد عضو البرلمان الالماني عن كتلة اليساريين بان فان أكين بكلمة مقتضبة القاها امام الذين شاركوا  بتلك الندوة انه لا سلام بفلسطين وبالشرق الاوسط الا بقيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب الصهاينة على أرض فلسطين .
ورأي فان أكين كلام يعبر عن السياسة الالمانية والاوروبية . ولكن لا سلام بالشرق الاوسط وأوروبا وبقية العالم طالما بقي بشار اسد على راس السلطة في سوريا وعلى ائتلاف قوى المعارضة السورية تأكيدهم المجتمع الدولي كما على الائتلاف المذكور المساهمة بإنهاء ماساة الشعبين السوري والفلسطيني وانتهاج القوة لفك الحصار عن المخيمات الفلسطينية في دمشق وغيرها .
نكبة بعد نكبة يعاني الفلسطينيون منها ، فالحرب التي قادها الصهاينة ضد شعب غزة في رمضان عام 1435 هجرية الذي صادف طيلة شهر تموز /يوليو من عام 2014 المنصرم لم تكن لتقع لولا دعم كبير من الحكومة المصرية ودويلة بمنطقة الخليج العربي لم يذكر اسمها شتيفان اودو احد خبراء سياسة الشرق الاوسط والاسلام ووضع الحكومة المصرية مؤخرا حركة حماس ضمن لائحة الارهاب تحديا للشعب الفلسطيني وضربة موجعة له متمثلا بقول طرفة بن العبد .
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
وإشارة واضحة للكيان الصهيوني تكمن بدعم كبير للصهاينة علما ان محكمة العدل الاوروبية حذفت مؤخرا حماس من لائحة الارهاب معتبرا المحكمة المذكورة اكثر دعما للشعب الفلسطيني ووضع الحكومة المصرية حماس ضمن لائحة الارهاب ظلما وعدوانا معربا عن أسفه للحالة التي وصل اليها الشعبين السوري والفلسطيني وبالتالي قلقه من دعم المجتمع  الدولي لبعض الدول العربية الى جانب روسيا وايران بإعادة الشرعية لبشار أسد فالمؤشرات السياسية تدل على احتمال حصول ذلك جراء عدم الاهتمام بقضية الشعب السوري وتطلعاته الى الحرية محذرا من أن ينجم عن اعادة الشرعية لأسد مذابح ترتكب ضد الشعب الفلسطيني في سوريا أسوة بالمذابح التي ترتكب بالشعب السوري .
وبالرغم من ماساة الشعبين السوري والفلسطيني ونكباتهم وبالتالي عداوة الحكومة المصرية للفلسطينيين وفي مقدمتهم حماس انما هي غمامة صيف عن قليل تنقشع وقد استشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت طرفة بن العبد الذي يقول :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود