اخر تحديث
الثلاثاء-23/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الاستطاعة : بين السياسة والأخلاق ، ومدارك البشر!
الاستطاعة : بين السياسة والأخلاق ، ومدارك البشر!
09.07.2018
عبدالله عيسى السلامة
مَن قدّم ، لك ، الكثير ممّا يستطيعه ، إذا طالبتَه بما لا يستطيع ، فقد تخسر مايستطيع ، ولا تكسب ما لا يستطيع !
إنها ظاهرة عامّة ، نراها ، عند الأطفال ، وعند أغبياء الناس ، وعند الجهلة والحمقى : حقّق لي كلّ ما أريد ؛ وإلاّ فأنت : عاجز، أو مقصّر، أو لاتحبّني ، أو لاتريد لي الخير..!
وهي في السياسة ، كما هي في الاجتماع : في الحياة الأسرية ، بين الزوجة وزوجها ، وبين الطفل وأمّه وأبيه !
وما يهمّنا منها ، هنا ، هو ماله صلة بالسياسة والسياسيين ، والحكّام والمحكومين !
مبدأ عمرو بن مَعديكرِب الزُبَيدي :
إذا لم تستطعْ شيئاً ، فدَعهُ = وجاوزْه ، إلى ماتستطيعُ
مرفوض ، عند الكثيرين ، من : الجهَلة ، والسذّج ، والأغبياء ، والحمقى ! فهؤلاء : بين أن تعطيني كلّ شيء ، وتحقق لي كلّ ما أريد .. أو: فأنت مقصّر معي ، أو عاجز، أو فاشل ، أو (ربّما) متآمر ضدّي .. (لاسيّما إذا تعلّق الأمر بالسياسة)!
أردوغان : قدّم ، لشعب سورية ، مالم يقدّمه أحد في العالم ، حاكماً كان ، أم غير حاكم ، في حدود طاقته ، وإمكانات دولته :اقتصادياً ، وسياسياً ، واجتماعياً ، وإغاثياً ، وتعليمياً ، وصحّياً!
وهو، في كلّ ذلك ، بين نوعين ، من السهام ، هما :
سهامُ السذّج ، من أبناء الشعب السوري المنكوب ، الذين يَحصرون اهتمامهم، بأمورهم الخاصّة، في مدنهم وقراهم ؛ فيرون مدينة ما ، تقصَف ، من قبل الروس والنصيرية والفرس.. ويتساءلون: أين أردوغان ، من هذا !؟ يبدو أنه تآمر علينا ، مع الروس ، لتمرير الصفقة الفلانية : لقد سلّمهم حلب ، مقابل أن يعطوه الباب ، وسلّمهم الغوطة ، لقاء عفرين ، وسلمهم درعا لقاء منبج.. وإلاّ؛ فلمَ لمْ يُسعف حلب والغوطة ودرعا ، و .. وترك المجرمين ، يقصفون هذه المدن ، ويحتلّونها ، ويهجّرون أهلها !؟ هو مهتمّ ، بمصالح حزبه ودولته ، على حساب بلادنا وشعبنا !
وسهامُ العدوّ، المتعدّد الوجوه : داخلياً ، وخارجياً ..
داخلياً : انظروا إلى أردوغان ، أيّها الأتراك ؛ لقد جلب إليكم السوريين ، ليشاركوكم ، في طعامكم وشرابكم ، ودوائكم وهوائكم ..!
خارجياً ، من قبل الحلف الأسدي الفارسي : أردوغان يتدخّل ، في سورية ، يريد احتلال بعض مناطقها ، وإعادة السلطنة العثمانية ، إليها .. وهكذا ..!
وأردوغان يمشي ، بين حقول الألغام ، يتعرّض أمن بلاده ، للخطر، بسبب العصابات الإرهابية، في الداخل والخارج ، بحجج شتّى ، منها : احتضان السوريين البائسين !
وربّما غفل المتحمّسون ، أو المتذمّرون ، أو المتشنّجون ، من المخلصين لبلادهم ، عن وجود القوى العظمى ، دولياً ، في الساحة السورية ، بكلّ مالديها من مصالح ، ومطامع ، وقدرات.. وعن وجود بعض القوى العظمى ، إقليمياً ، مثل : إيران ، وإسرائيل !
وربّما غفلوا ، أو تغافلوا ، عن أن أردوغان ، محارَب من قبل هذه القوى ، كلها ، وأنه يلعب معها ، لعبة القوى والمصالح : يحالف طرفاً منها ، في مواجهة طرف آخر، ويمرّر أهدافاً مرحلية ، ليكسب زمناً، أو موقعاً ، يعطيه فرصة ، لكسب المزيد ، من الزمن، أو المواقع ! ولو استطاع ، أن يحارب العالم ، ويضمن النصر، لَما تردّد ، لمصلحة بلاده ، خارجياً وداخلياً.. والشأنُ السوري الخارجي ، بسائر تعقيداته ، صار جزءاً ، من السياسة التركية الداخلية !
وبالطبع ؛ يغفل المتحمّسون ، والمتشنّجون (المخلصون!) عن واقع شعبهم ، في الساحة السورية، وما فيه ، من شرذمة وتمزّق ، في العمل السياسي ، والعسكري ، والاجتماعي .. لأنهم لايملكون وقتاً ، يهدرونه ، في التفكير، بهذا ؛ فهم مشغولون ، بما لمْ يقدّمه ، لهم أردوغان ، ممّا لا يستطيعه ، أو ممّا يراه هدفاً ، لمرحلة ثانية ، أو ثالثة ، لعمله السياسي والعسكري !
ولله في خلقه شؤون !