الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الكونغرس والخطوة المتأخرة في سورية

الكونغرس والخطوة المتأخرة في سورية

20.09.2014
رأي الشرق



الشرق القطرية
الجمعة 19-9-2014
بعد مماطلة مكلفة وشاقة للغاية على الشعب السوري أصدر مجلس النواب الأمريكي موافقته على خطة الرئيس باراك أوباما لتسليح وتدريب مسلحين معارضين سوريين "معتدلين" لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية، فبعد أربع سنوات من تعرض الشعب السوري لأضخم المجازر المروعة في تاريخه وتاريخ المنطقة ومقتل وفقدان 600 ألف شخص وتهجير تسعة ملايين سوري داخليا وخارجيا لم يجد الكونغرس ولا الرئيس اوباما مبررا إنسانيا أو أخلاقيا لدعم المعارضة إلا بمساعدات إنسانية ومعدات غير قتالية، ولكن ذلك لم يساعد فصائل المعارضة على التصدي للنظام المدجج بكافة منظومات السلاح الروسية والإيرانية في كثير من المواقع التي خسرتها أمام النظام مؤخرا. وقد كان هذا التلكؤ والتردد في السياسة الأمريكية والغربية عموما تجاه الشعب السوري سببا غير مباشر في صعود تهديد ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي داخل سورية والعراق وتمدده تجاه مناطق المعارضة السورية وطعنها من الخلف، وللأسف فان القرار الأمريكي الجديد هو كما قال الرئيس اوباما فقط للتصدي لـ "التهديد الذي تمثله المجموعة الإرهابية المعروفة باسم الدولة الإسلامية". دون أن يذكر الرئيس أية حقوق لتلك المعارضة السورية في درء التهديد الأكبر لها وللشعب السوري وهو تنظيم بشار الأسد الإرهابي القابع في دمشق ولم يذكر أوباما بأصل المشكلة في كل ما يحدث في عموم سورية وما حدث في العراق أيضا وهي رغبة جماعات طائفية بالهيمنة على الحياة السياسية بالقمع وتهميش الآخرين، للأسف السياسة الأمريكية التفتت الآن إلى الحدود الفاصلة بين العراق ودمشق وهي المناطق التي سيطرت عليها داعش لكنها لا تريد التعامل مع حقوق الشعبين السوري والعراقي بشكل مباشر ولا تريد التعاطي مع أصل المشكلة، قد تكون الخطوة الأمريكية متأخرة ولكن نرجو أن تتبعها خطوات تفتح الطريق أمام الشعب السوري لنيل حقوقه أو على الأقل تمكنه من التوصل لحل سياسي يضمن له توقف القتل والاضطهاد الذي يبدو بلا نهاية