الرئيسة \  مشاركات  \  المعارضة السورية بين القول والفعل

المعارضة السورية بين القول والفعل

23.06.2018
د. محمد أحمد الزعبي




لقد ملَ كل من يجيد القراءة والكتابة في سورية ، وأيضاً من لايجيدهما ، ملَا من التوصيف الذي يدمي النفوس قبل القلوب ،وذلك بغض النظر عن صحته وواقعيته ، وملا كذلك من التحليل ( الإستراتيجي !! ) الذي بات لايسمن ولا يغني ، وأيضاً بغض النظرعن صحته وواقعيته
 أمران لاثالث لهما مطلوبان من المعارضة السورية عامة ، ومن القابلين بأكاذيب الروس ومجلس الأمن ومخرجات أستانا وسوشي ومفاوضات اللاجدوى في جنيف ، هذان الأمران / الشرطان هما بالتحديد :
الأول هو الوقف الكامل والشامل لإطلاق النار ، وعودة الجيش ( العقائدي !!) الى ثكناته ، مرفوع الرأس (!!) ، بعد أن انتصر( بمساعدة من لاخلاق ولا كرامة ولا شرف ولا دين لهم أو عندهم ) على أطفال ونساء وشيوخ حلب الشهباء والغوطة الشماء ، بل بعد أن دمر بلد أجداده العظام محافظة محافظة ، حارة حارة ، بيتاً بيتاً ، مئذنة مئذنة ، مسجداً مسجداً ، كنيسة كنيسة ، جسراً جسراً ،مخبزاً مخبزاً ، مستشفىً مستشفىً ، ناهيك عمن تم اغتيالهم وقنصهم ، فرداً فرداً ،
الثاني هو إخراج كافة المساجين ، الذين باتوا يعدون بمئات الألوف ، و الذين تم اعتقال معظمهم على خلفية علاقتهم المباشرة أوغيرالمباشرة مع ثورة آذار2011 . والذين مات المئات منهم ، إن لم نقل الألوف ، تحت التعذيب الممنهج والهادف .
 وفقط بعد أن يتحقق هذان الأمران / الشرطان يمكن التكلم عن " المفاوضات " وعن أطروحات ترامب وبوتن وديمستورا والرياض المتعلقة بالحل السياسي ، أما قبل ذلك ( ياإخوتي وياأحبائي وياأصدقائي في المجلس الوطني وفي الإتلاف ) فإن الكلام عن المفاوضات ، وعن جنيف 1 أو 2 أو ألف ، وعن أستانا وسوشي والرياض ، وعن هذا القرار أو ذاك من قرارات مجلس الأمن ، وعن هذا الضامن أو ذاك لمناطق خفض التصعيد (!!)، إن هو إلاّ مضيعة للوقت وإراقة لمزيد من الدماء البريئة من كلا الطرفين . فاتقوا الله في أمتكم وفي شعبكم ، وفي صغاركم وكباركم، يامن تسمون أنفسكم بالجيش العربي السوري( جيش البلاغ العسكري رقم 66/ 1967 )والذي بات في ظل حكم الأسدين – وهذا مع الأسف الشديد - ليس جيشاً سورياً ولا عربيا (!!) .ً