اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ البشَرُ العقلاءُ ، جميعاً ، عُمَلاءُ ، ولكلٍّ أجرُه ، بحسب شخصهِ وعَمله
البشَرُ العقلاءُ ، جميعاً ، عُمَلاءُ ، ولكلٍّ أجرُه ، بحسب شخصهِ وعَمله
04.07.2018
عبدالله عيسى السلامة
مصطلح (عميل) : هو مصطلح تجاري ، في الأصل ، وهو مرادف ، أو مشابه ، لمصطلح زبون ! الناس عملاء (زبائن) بعضهم لبعض : الخبّاز عميل للحلاّق ، والحلاّق عميل للحّام، واللحّام عميل للحدّاد ، والحدّاد عميل للنجّار.. وهكذا ! ولا يستغني أحد ، عن العمالة لغيره؛لأن حاجات الناس كثيرة ، وكلّ منهم مختصّ ، بتلبية بعض هذه الحاجات ؛ إذ لايمكن لواحد، أن يقوم بسائر الأعمال ، التي تلبّي حاجات الناس المتنوّعة !
وقد قال أحد الشعراء :
الناسُ للناس ، مِن بَدوٍ وحاضرةٍ بعضٌ لبعضٍ -وإنْ لمْ يَشعروا- خَدَمُ
والأصل هو، أنّ كلّ امرئ يعمل ، من أجل نفسه : يقدّم خدمته ، للآخرين ، مقابلَ مال ، أو منفعة له ! إلاّ العبد المملوك ، الذي يعمل ، دون أيّ أجر، سوى الإبقاء على حياته ، أو حماية نفسه من التعذيب ، على يدي سيّده ، فيما لو قصّر في عمله ، أو حاول الهرب من سيّده! ويسمّى ، عندها ، أبقاً ، وله عقوبات شديدة ! ذلك ، أيّام كان الاستعباد شائعاً ، ومتعارفاً عليه بين الناس ! وقد ألغيَ ، من سنين طويلة .
حتى المؤمن ، نُدبَ للتجارة ، مع ربّ العالمين ؛ إذ جاء في القرآن الكريم :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيم * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ
ۚ
ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
ۚ
ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا
ۖ
نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
ۗ
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )).
فقد سماها الله ، عزّ وجلّ ، تجارة ! وهي للعبد ، نفسه ، لا يحصل الله منها ، على أيّة منفعة، لأنه غنيّ عنها ، وعن صاحبها ، وغنيّ عن العالمين !
وقد دخل مصطلحُ (العمالة) ، من سنين عدّة ، في العمل الاستخباري ؛ فصار الجاسوس ، لدولة ما ، يسمّى (عميلاً) ! كما دخل المصطلح ، في عالم السياسة ؛ فصار بعض حكّام الدول ، عملاء ، لدول أخرى !
واكتسب مصطلح (العمالة) قيمة خلقية ، في بعض الحالات ! وذلك ؛ حين يكون حاكم دولة ما، خاضعاً ، لدولة أخرى ، تدعمه ، في تولّي السلطة ، في بلاده .. أو في المحافظة ، على سلطته من السقوط ، بأيدي خصومه ، أو شعبه ! والعميل - في هذه الحالة – إنّما هو عبدٌ، بمعنى ما؛ لأنه يقدّم خدمات ، لداعميه ، من حساب دولته ، ليقبص ، لقاء ذلك ، بقاءه في كرسيّ الحكم، كالعبد المملوك ، الذي يخدم سيّده ، ليبقيه على قيد الحياة ! فالعبد اشتراه سيّده بماله ، والحاكم اشتراه سيّده ، بدعمه ، في سرقة السلطة ، على شعبه ، من أصحاب الحقّ ، قيها !
وإذا كان العمل التجاري ، أو الخدَمي ، يكون مبادلةَ شيء بشيء : فالتاجر، أو الصانع ، إنّما يقدّم من حسابه ، ليقبض لحسابه ، والحاكم المخلص ، يقدّم من حساب دولته ، ليقبض لحسابها! أمّا الحاكم الخائن ، فيقدّم من حساب دولته ، ليقبض لحساب نفسه ، مثل : إبقائه في كرسي الحكم ، وتقديم معلومات استخبارية ، له، تدلّه على خصومه، الذين يتربّصون به، داخل بلاده !
وقد سمّت العربُ ، الخادمَ الذي يعمل لقاء طعامه ، فقط : (عُضروطاً)! ويمكن أن يقاس عليه، الحاكمُ الذي يقدّم الخدمات ، لدولة ما ، من حساب دولته ، لقاء بقائه في كرسي الحكم ؛ فيسمّى: (عضروطاً) ؛ مادام قد وضع نفسه ، في هذا الموضع .. والمرءُ حيث يضعُ نفسَه !