الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المقبرة الحلبية العظمى

المقبرة الحلبية العظمى

04.12.2016
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 3/12/2016
ما يجري في مدينة حلب من تدمير مروع وشامل يضع على المحك مصداقية النظام الدولي!، ويؤشر على الخلل الكبير في المنظومة السياسية والجنائية الدولية الصامتة صمت القبور عن أكبر مجزرة ضد الجنس البشري منذ مجازر الحرب الكونية الثانية!، إنها المحرقة النازية وهي تتجدد فصولا مرعبة على أيدي الإرهاب الروسي الذي لم يراع أي اعتبارات قانونية وإنسانية وسياسية في حملته النازية الاستئصالية ضد الشعب السوري وبذريعة محاربة الجماعات الإرهابية يباد الملايين من السوريين؟ وهو عذر أقبح من ذنب وإفراط غير مقبول في استعمال القوة وتعد واضح وصريح على خيارات الشعوب وحقها في تقرير مصيرها!، لقد عجز العالم بأسره عن إيقاف ماكينة الموت المجاني الروسية وهي تبلط الطرق السورية بجثث السوريين في جريمة كونية عظمى ستكون لها تداعياتها ونتائجها ولن يفلت الروس أبدًا مهما بلغوا من طغيان في الإفلات من نتائجها الوخيمة، فدماء الشعوب الحرة تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم!، كما أن الأطراف الإقليمية المشتركة في عمليات إبادة السوريين لن تخرج هي الأخرى سالمة من هول نتائج التداعيات المأساوية المترتبة على ما يدور من إرهاب تام ودموي مسلط على رؤوس السوريين، لقد بلغت المحرقة السورية العظمى حدا تجاوز بكثير حدود الكارثة وتحولت حلب بأهلها الكرام وأحيائها الجميلة وتاريخها الممتد لأعماق التاريخ الحضاري للأمة بمثابة مقبرة واسعة فيما العالم المنافق مشغول باجتماعات تافهة لا تمتلك قوة حماية الشعوب المظلومة!
لقد آن الأوان لهذا الوضع الشاذ أن ينتهي وأن تتحمل الدول الكواسر مسؤولياتها المفترضة وإلا فقولوا على العالم السلام!