الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تعزيزات أمريكية كبيرة تدخل مناطق النفط السوري… واتهامات تركية للأكراد بعدم الانسحاب

تعزيزات أمريكية كبيرة تدخل مناطق النفط السوري… واتهامات تركية للأكراد بعدم الانسحاب

30.10.2019
هبة محمد



القدس العربي
الثلاثاء 29/10/2019
دمشق – "القدس العربي" : يشكّل ترسيم حدود التماس ومواقع انتشار نقاط المراقبة التركية شمال شرقي سوريا، بموجب اتفاق "سوتشي" الأخير، عامل خلاف بين قوات الجيشين الوطني والتركي من جهة وقوات النظام السوري و"قسد" وغيرهما من الميليشيات من جهة ثانية وسط تعزيزات أمريكية كبيرة حول حقول النفط شرق الفرات واتهامات تركية للأكراد بعدم الانسحاب من شمال شرقي سوريا.
فقد استمرت المواجهات بين الطرفين فيما تستعد أنقرة لمناقشة الخطوات المقبلة لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق، مع الوفد العسكري الروسي الذي سيزور أنقرة، اليوم، وعلى رأسها تسيير دوريات مشتركة من المفترض أن يعلن عن بدء أعمالها قريباً، وذلك بالتزامن مع إعادة واشنطن نشر قواتها حول حقول البترول شرقاً، والسيطرة عليها بهدف منع النظام السوري أو الروس من الاستفادة من عائداتها، حيث دخلت تعزيزات أمريكية إلى سوريا واتجهت إلى القواعد الأمريكية القريبة من حقول النفط والغاز في محافظتي دير الزور والحسكة شرقي البلاد.
ثلاث قواعد أمريكية
وكشفت مصادر محلية أن القوات الأمريكية تعمل على إنشاء ثلاث قواعد لها في ريف دير الزور الشرقي بالقرب من حقول النفط في المنطقة، وحسب شبكة "بلدي نيوز" المحلية، فإن القاعدة الأولى ستكون في بادية مدينة "هجين" بالقرب من حقل التنك والثانية بالقرب من حقل "كونيكو" شرق ديرالزور والثالثة بين بلدتي "رويشد والصور" شمال ديرالزور.
تركياً، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، أمس الاثنين إن وحدات حماية الشعب الكردية السورية لم تنسحب بعد بالكامل من منطقة الحدود بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا، لافتاً إلى أن بلاده "ستناقش في وقت قريب الخطوات المقبلة مع موسكو". ولفت جاويش أوغلو إلى أن وفداً عسكرياً روسياً سيزور تركيا لبحث الدوريات المشتركة مؤكداً أن "عدم انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لمسافة نحو 30 كيلومتراً عن الحدود في شمال شرقي سوريا بموجب الاتفاق مع روسيا سيدفع القوات التركية لطردهم".
مواجهات بين الجيشين التركي والوطني مقابل النظام و"قسد" شمال شرقي سوريا
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن قوات من شرطتها العسكرية، سيّرت دوريات جديدة على الحدود السورية – التركية، بموجب تفاهم أنقرة وموسكو في مدينة سوتشي، وذكر بيان صادر عن المركز الروسي للمصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية، أن الشرطة العسكرية الروسية أجرت دوريات في مسارات جديدة على الحدود السورية التركية.
وأكد البيان على ضرورة خروج التنظيم من مدينتي منبج وتل رفعت، مشيراً إلى أن ذلك سيساهم في تحقيق استقرار الوضع على الحدود التركية – السورية.
ويبدو ان تركيا سوف تستمر بالضغط على موسكو لاستكمال النموذج الذي يتناسب مع مصالحها الأمنية ووجودها الاعتباري وقد يأخذ هذا الضغط شكلاً عسكرياً محدوداً بالتوازي مع الحراك السياسي، حيث اندلعت مواجهات، الاثنين، بين مقاتلي الجيش الوطني بإسناد من الجيش التركي، وقوات النظام وميليشياته المحلية على أطراف مدينة رأس العين الشرقية، في الحسكة شمال شرقي سوريا، تزامناً مع انتشار الأخيرة في 23 قرية وبلدة، من ريف رأس العين الشرقي غرباً وصولاً إلى القامشلي شرقاً بطول 90 كم من الحدود السورية – التركية، حيث كشفت وكالة النظام الرسمية سانا ان قواته انتشرت من ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، وتابعت تحركها ودخلت قرى وبلدات عدة في ريف القامشلي الغربي على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا ومدينة الدرباسية في الريف الشمالي الشرقي للحسكة وفي قرى وبلدات عدة في ريف رأس العين الشرقي.
اللافت في الأمر اعتراف النظام السوري للمرة الأولى بوقوع مواجهات بين قواته والجيش التركي، حيث أكد المصدر دفع المزيد من التعزيزات العسكرية "في الحسكة لاستكمال مهامهم الوطنية في مواجهة العدوان التركي".
ومقابل تمدد سيطرة قوات النظام السوري، اعلن الجيش الوطني التابع للمعارضة، الاثنين، سيطرته على أكثر من 15 قرية في محيط مدينة "رأس العين" في ريف الحسكة الشمالي عقب انسحاب قوات سوريا الديمقراطية "قسد" منها.
وقالت مصادر محلية لـ"القدس العربي" ان مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات النظام وقسد من جهة وفصائل المعارضة والجيش التركي من جهة أخرى، ترافقت مع قصف واستهداف متبادل، كما اكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الهجمات التي نفذتها فصائل المعارضة بإسناد جوي من قبل طائرات مسيرة تركية، تركزت على محاور عدة ضمن المنطقة الواقعة بين بلدة تل تمر ومدينة رأس العين، وتحديداً عند منطقة أبو رأسين، وسط قصف متقطع، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال.
خريطة الشرق
وتخضع خرائط توزع القوات الدولية والمحلية، شمال شرقي سوريا، للاتفاقات التركية الروسية، والتركية الأمريكية، واتفاق قسد مع الروس ونظام الأسد، إضافة لدور الوسيط الذي تلعبه روسيا "قسد" وكل من تركيا والنظام السوري، والاتراك ونظام الاسد من جهة أخرى.
الباحث السياسي فراس علاوي المختص بملف المنطقة الشرقية، قال ان الأطراف الدولية لم تعلن بشكل صريح عن نقاط الاتفاق الروسي – التركي ولا التركي – الأمريكي بخصوص حوض الفرات، حيث وضح المتحدث لـ"القدس العربي" خريطة توزع القوى الدولية والمحلية شمال سوريا لافتاً إلى أن مناطق سيطرة "قسد"، تنقسم على طول الحدود بين "منطقتي نفوذ تابعة للامريكيين وهي مناطق تل أبيض ورأس العين، ومناطق تابعة للروس في محيط منبج، ومناطق مختلطة تسيطر عليها قسد وفيها تواجد لنظام الأسد". لذلك فإن الاتفاقات التركية تركز على إبعاد قسد لمسافة 20 ميلاً داخل الاراضي السورية ومن أجل ملء الفراغ على خطوط الاشتباك وفي المناطق التي لا تدخل ضمن المنطقة الآمنة.
أمريكياً، دخلت تعزيزات أمريكية كبيرة إلى سوريا واتجهت إلى القواعد الأمريكية القريبة من حقول النفط والغاز في محافظتي دير الزور والحسكة شرقي البلاد، بهدف حمايتها من عودة السيطرة عليها من قبل النظامين السوري والروسي، وأي خلايا نائمة لتنظيم الدولة وأي تنظيم رديكالي قد يظهر في المستقبل.
وأفادت وكالة الاناضول التركية، أن نحو 170 شاحنة ترافقها 17 عربة مدرعة تحمل جنوداً أمريكيين دخلت بعد منتصف الليلة الماضية من شمالي العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي إلى الأراضي السورية، وأوضحت المصادر أن الشاحنات كانت تحمل معدات عسكرية ولوجستية، تحت غطاء جوي رافقها بطائرات أمريكية. ولفتت إلى أن التعزيزات المذكورة هي الأكبر من نوعها منذ أشهر، مشيرةً إلى أن التعزيزات زادت وتيرتها بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية.