الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الغارات الروسية – السورية تعطل كل مشافي أرياف إدلب

الغارات الروسية – السورية تعطل كل مشافي أرياف إدلب

28.11.2019
هبة محمد


القدس العربي
الاربعاء 27/11/2019
دمشق – "القدس العربي" : يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة في إدلب، بسبب القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه قوات النظامين السوري والروسي، بكثافة على المدينة ومحيطها، في تصعيد اعتبره الدفاع المدني أنه "كارثة إنسانية تهدد المنطقة"، حيث تستهدف الغارات الجوية والقصف المدفعي المشافي بشكل مباشر، داعية إلى وقف فوري له، في وقت تعاود موسكو الحديث عن هجوم كيميائي "مفتعل" تحضر له الفصائل القاعدية في المنطقة، وذلك لتبرير أي هجوم كيميائي، قد يكون محتمل على منطقة خفض التصعيد الأخيرة.
وتواصل قوات النظام منذ أسابيع القصف بالطائرات والمدفعية، مدن ادلب والبلدات الملاصقة بها في أرياف حماة واللاذقية، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تشي بمواصلة الهجوم العنيف على معقل الفصائل المعارضة شمال غربي سوريا.
وبعد مقتل العشرات خلال الشهر الجاري، أكد فريق الدفاع المدني السوري، ان 700 امرأةً من أصل 3416 مدنياً تم إنقاذهم على قيد الحياة خلال الحملة العسكرية الأخيرة.
وتجدد القصف أمس حيث وثق الفريق استهداف 13 منطقة بنحو 33 غارة جوية نفذها الطيران الحربي الروسي، و 10 براميل من الطيران المروحي التابع لقوات النظام، بالإضافة إلى 90 قذيفة مدفعية. وشمل القصف مدينة كفرنبل وبلدات كفرومة وحاس والبارة وبسقلا وحزارين ومناطق أخرى.
مدير الدفاع المدني في ادلب، أكد لـ"القدس العربي"، تدمير كل المشافي والنقاط الطبية في ارياف ادلب الجنوبية والشرقية، وقال مصطفى الحاج يوسف ان "التصعيد يتصاعد على كل مناطق ادلب خصوصاً ريف ادلب الجنوبي، كما أن حالة النزوح تتزايد يوما بعد يوم، بسبب مواصلة تدمير البنى التحتية، أما المشافي فباتت معدومة في المناطق الجنوبية والشرقية، ما أدى كنتيجة طبيعة إلى حركة نزوح باتجاه الشمال والمخيمات التي اصبحت عبئاً كبيراً كونها تفتقر للبنى التحتية والخدمات".
 
موسكو تدعي بأن "الخوذ" و"النصرة" يحضران لـ"هجوم كيميائي"
 
المرصد السوري لحقوق الانسان قال الطائرات الروسية بدأت الثلاثاء بجولة قصف جديدة على محافظة إدلب وريفها الجنوبي الشرقي، وأوضح ان الطيران المروحي ألقى ما لا يقل عن 23 برميلاً متفجراً على أماكن في كل من كفرنبل ومحيطها، فيما جددت طائرات حربية روسية غاراتها على قرية أرمنايا، وسط استمرار القصف البري على مناطق متفرقة بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وفي الأثناء، عادت موسكو للحديث عن هجوم كيميائي "مفتعل" تحضر له "هيئة تحرير الشام" في إدلب، حيث درجت روسيا على تكرار مثل هذه الاشاعات التي عادة ما ترغب من خلالها التغطية والتبرير لأي هجوم كيميائي، قد يكون محتملاً على مناطق المعارضة. وذكرت وزارة الدفاع الروسية ان "الخوذ البيضاء يحضرون لاستفزازات كيميائية في إدلب" وزعمت أن تنظيم "هيئة تحرير الشام" (النصرة) يخطط بالتعاون مع الدفاع لاستفزازات باستخدام مواد كيميائية في إدلب.
وأوردت وزارة الدفاع في بيان لها "إفادات شهود من أهالي بلدة سرمدا الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شمال شرقي مدينة إدلب، أكدوا أن مجهولين وقافلة من ثلاث شاحنات محملة بحاويات كيميائية مختلفة وصلوا إلى المدينة برفقة مسلحين في أوائل الشهر الحالي" ونقلت حسب زعمها عن الشهود "إن إحدى الشاحنات احتوت على معدات فيديو احترافية وشظايا ذخيرة جوية ومدفعية تحمل علامات سوفييتية وروسية".
ويمكن القول ان ما يحدث اليوم من تصعيد عسكري باتجاه مدينة ادلب وما حولها وحتى التصريحات الروسية هي محاولة للتملص من الاستحقاقات التي تفاهم عليها الجانب الروسي والتركي مؤخراً، وهو ما عبر عنه القيادي في المعارضة السورية المسلحة مصطفى سيجري حيث لفت إلى ان الجانب الروسي أخذ على عاتقه مهمة إخراج حزب العمال الكردستاني من مناطق شمال شرقي سوريا وما سمي بحدود المنطقة الآمنة، لكن موسكو "لم تخرج أياً من العناصر الموالية لحزب العمال الكردستاني من المنطقة، ولا زلت السيطرة في هناك للمجموعات الارهابية وبالتالي هناك ضغوطات من الجانب التركي على الجانب الروسي لكي تقوم الاخيرة بتنفيذ تعهداتها ولكن بتنا الان نسمع تصريحات روسية بان المنطقة باتت خالية من المجموعات المولية لحزب العمال الكردستاني وهذا مخالف للواقع".
وبرأي القيادي المقرب من أنقرة في حديثه مع "القدس العربي" فإن دوافع التصعيد بما يخص ادلب وما حولها وتكرار الحديث عن هيئة تحرير الشام وسيطرة تنظيم النصرة على هذه المنطقة، وايضاً الادعاءات الاخيرة فيما يخص الكيماوي، كل هذا يدل على ان روسيا تدفع باتجاه التصعيد كي تحاول الهرب من تنفيذ ما تعهدت به بما يخص مناطق شمال شرقي سوريا، من وجهة نظره.
من جانبه أدان الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبدالباسط عبداللطيف، مواصلة "نظام الأسد وراعيه الروسي"، استهداف مناطق "معرة النعمان" و"جسر الشغور" و"كفرنبل" بريف إدلب.
وقال الأمين العام إن مدينة "كفرنبل" تتعرض لإبادة حقيقية وسط الصمت التام للمجتمع الدولي، مؤكداً أن الهجمات الشرسة لحلف النظام على المنطقتين الإستراتيجيتين "معرة النعمان" و"جسر الشغور" هدفه إفراغها من سكانها.