الرئيسة \  تقارير  \  ناشونال إنترست :ما الذي تعنيه حقا عضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون؟

ناشونال إنترست :ما الذي تعنيه حقا عضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون؟

02.12.2021
الجزيرة


الجزيرة
الاربعاء 1/12/2021
قالت مجلة "ناشونال إنترست" (The National Interest) الأميركية إن عضوية إيران في "منظمة شنغهاي للتعاون" تعد أول تجربة للبلاد في الانضمام إلى منظمة إقليمية ذات طابع ووظيفة دفاعية أمنية منذ انسحاب طهران من منظمة المعاهدة المركزية -المعروفة بـ"حلف بغداد"- عام 1979.
وذكرت المجلة -في تقرير مطول للباحث والأكاديمي الإيراني والي خليجي (Vali Kaleji)- أن عضوية إيران في المنظمة تغيرت بشكل مفاجئ بعد نحو 16 عاما من التأخير، وبعد وقت قصير من تولي إبراهيم رئيسي رئاسة البلاد، حيث منحت طهران خلال قمة دوشانبي الأخيرة بطاجيكستان سبتمبر/أيلول الماضي وضع "عضو كامل" لتصبح العضو الرئيسي التاسع في المنظمة، رفقة روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان والهند وباكستان.
ورأى خليجي أن عضوية منظمة شنغهاي للتعاون تعتبر تجربة جديدة ومختلفة بالنسبة لإيران تكثر بشأنها التساؤلات وتحديدا فيما يخص دلالاتها ونتائجها، مؤكدا أن هناك 7 استنتاجات يمكن استخلاصها من هذه العضوية.
أولا، التحاق طهران بالمنظمة يعد أمرا بالغ الأهمية لـ"سياسة النظر إلى الشرق" التي يتبعها رئيسي والاهتمام الذي توليه طهران للدول الآسيوية في سياستها الخارجية، إذ يدرك المسؤولون الإيرانيون أن الوضع قد تغير منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة وأن روسيا والصين والقوى الآسيوية والشرقية الناشئة الأخرى تواجه الآن نزعة أحادية وهيمنة تقودها الولايات المتحدة، لذلك ترى في المنظمة "ناديا لدول التغيير" التي تعارض واشنطن وتروج لعالم متعدد الأقطاب.
ثانيا، تسعى طهران من خلال عضويتها لكسر "عزلتها الإستراتيجية" في المنطقة، كما يؤكد ذلك لورانس هاس، الباحث في "مجلس السياسة الخارجية الأميركية" الذي ذكر -في مقال له نشر مؤخرا بمجلة "نيوزويك" (Newsweek)- أن إيران تسعى بهذه العضوية "إلى الحد من عزلتها على المسرح العالمي، وإضفاء مزيد من الشرعية على وضعها كلاعب دولي. وفي الوقت الحالي يمكن للعضوية الكاملة أن تمنحها ثقلا مضادا للضغوط المنهجية والإستراتيجية القادمة من الغرب والشرق الأوسط".
ثالثا، ستتيح العضوية الكاملة لطهران تعزيز اتفاقيات التعاون الإستراتيجية طويلة الأمد التي تجمعها مع كل من روسيا والصين وتوطيد الشراكة بين الأطراف الثلاثة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا، فضلا عن تكريس موقعها بوصفها قوة إقليمية في المنظمة وزيادة ثقتها في مواجهة الولايات المتحدة.
رابعا، ستسمح العضوية الكاملة أيضا للإيرانيين بتقوية تعاونهم الاقتصادي والتجاري مع "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي" الذي تقوده موسكو، مما سيمنحهم متنفسا في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يواجهونها جراء العقوبات الدولية.
خامسا، ستزيد عضوية إيران من مستوى تعاونها الاستخباراتي والأمني ​​مع الدول الأخرى الأعضاء، لا سيما في إطار "الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب" الذي يقع في طشقند بأوزبكستان، وسيكون لهذا الهيكل أهمية خاصة في دعم جهود طهران لمواجهة التطرف الديني والإرهاب وتهريب المخدرات، فضلا عن التهديدات المنبثقة من أفغانستان بعد وصول حركة طالبان للسلطة.
سادسا، العضوية الكاملة تمنح إيران أيضا أفضلية حق النقض على دول أخرى مثل إسرائيل، التي يحتمل أن تنضم للمنظمة حيث تقدمت في السنوات الأخيرة بطلب للحصول على عضوية مراقب، لكن طلبها لم يُطرح علنا أو رسميا في أي قمة.
سابعا وأخيرا، لن يغير انضمام طهران للمنظمة من حساباتها الأمنية حيث لن تعتمد عليها للدفاع عن نفسها ضد التهديدات العسكرية الأميركية والإسرائيلية، كما يحتمل أن يعقد الانضمام التخطيط الإستراتيجي لتل أبيب وواشنطن تجاه إيران.
المصدر : ناشونال إنترست