اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أعداؤنا أرحَمُ ، بنا ، منّا !
أعداؤنا أرحَمُ ، بنا ، منّا !
23.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
يَصرخون ، بملء أشداقهم ، كلّ يوم ، بل ؛ كلّ ساعة : نحن أعداء لكم ، وسوف ندمّركم .. فمن كان لديه عقل ، منكم ، فلينتبه !
هذا ما تصرّح به أفعالهم ، وما تضجّ به : تصريحاتهم ، وتحليلاتهم ، وأقوالهم ! فبمََ نجيبهم ، دائماً : لا ، أنتم الخير والبركة .. أنتم المدنية والحضارة .. أنتم الحبّ والصداقة .. أنتم العلم والتكنولوجيا .. أنتم الأمن والسلام !
يزعقون ، في وجوهنا ، بتحدّ فظّ عجيب : نحن أبالسة .. نحن ذئاب .. سوف نمتصّ دماءكم، وقوتَكم ، وحليب أطفالكم ، ونفطكم ، وعقولكم ، وضمائركم .. سوف نخرّب بيوتكم ، ونحتلّ أراضيكم ، ونستأصل جذوركم ..! فنقول لهم ، باسمين : بل أنتم الطهر والنقاء ، والثقافة والأدب ، والإنسانية الرفيعة .. أنتم الحقّ والعدل والجمال .. هيهات أن يصدر عنكم ، سوى الخير المحض : لنا ، ولنسائنا ، وأطفالنا ، ولحاضرنا ، ومستقبلنا ؛ لذا، لن نخشاكم..وكيف نخشى هذه القمم السامقة ، من التمدّن ، والرقيّ ، والحضارة ، والموضوعية ، والعدل ، والإنصاف !؟
يرفعون الأقنعة المزركشة ، عن وجوههم الكالحة ، وأنيابهم الزرقاء .. فنبادر، بأيدينا ، لنلبسهم الأقنعة ، من جديد.. وإن تخرّقت ، صنعنا لهم ، في ديارنا، أقنعة جديدة ، أشدّ بريقاً، وأجمل زخرفة .. وغطّينا بها وجوههم ، من جديد ، ووقفنا ننظر إليهم : بأدب ، واحترام ، ودُونيّة غريبة !
نقرأ ، على جباهههم ، وفي عيونهم ، عبارة : نحن الكفرة الفجرة ! فنلصق فوقها أوراقاً ، مكتوبة بخطّ أيدينا : بل ؛ أنتم الكرامُ البرَرَة !
يزيحون ، عن ساحة الصراع ، أطرافاً من الستائر المضلّلة ، التي موّهوا، بها، هذه الساحة، طويلاً ، لتبدو، على حقيقتها : سافرة ، رهيبة ، كفراً يصارع إيماناً ، وباطلاً يسحق حقّاً ، وظلماً يحاصر عدلاً ! فنغمض عيوننا ، رهبة .. ونسارع ، إلى إسدال الستائر، من جديد، متمتمين ، بغباء نادر شاذّ: لا..لا.. ليست الأمور، بهذه الحَديّة ، وليس الصراع ، بهذه الحِدّة، ولسنا متطرّفين ، ولا متعصّبين ، ولا متزمّتين ؛ حتى ننظر، إلى طبيعة الصراع ، بهذا المنظار القاتم !
يصفعوننا ، وهم يتوقّعون ، أن نعضّ يدهم .. فنقبّل هذه اليد، بنشوة لذيذة ، وننحني ، بصَغار مخيف ، لنقبّل التراب ، الذي يمشون عليه !
يكيدون ، لنا ، ليلاً نهاراً ، ويهدّدوننا ، قولاً وفعلاً .. ويَصدقون ، في كلّ مايقولون ويفعلون..
فلمَ ؟ لمَ لا نصدقهم ؟ لمَ نَكذب ، على أنفسنا ، ونفترض أنّهم غير صادقين !؟
الجوابُ في غاية البساطة :
لوصدّقناهم ، لاقتضى هذا التصديق ، منّا ، موقفاً .. موقفاً ، نكون ، فيه ، رجالاً ، أو بشراً، أو.. أو مخلوقات حيّة ، تدفع ، عن أنفسها، الأخطار! فهل نحن مؤهّلون ، لاتخاذ مثل هذا الموقف !؟
الجواب : الآن ، لا .. والمستقبل لا نعلمه !
إذن ؛ فلنظلّ نَكذب على أنفسنا ، مفترضين ، أن أعداءنا ، غير جادّين ، في ذبحنا ، أوإزالتنا من الوجود !
أفليس أعداؤنا أصدقَ ، معنا ، منّا !؟
أوليسوا أرحَمَ ، بنا ، منّا !؟