الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أردوغان بوتين.. تصدّع حلف الأعدقاء

أردوغان بوتين.. تصدّع حلف الأعدقاء

08.02.2020
غسان ياسين



سوريا تي في
الخميس 6/2/2020
شهد مسار العلاقات التركية - الروسية تشابكات وتعقيدات في العديد من الملفات في سوريا، من لحظة إسقاط الطائرة الروسية وحتى الأمس الأول حين قتل ثمانية جنود أتراك بنيران قوات الأسد الكيماوي.
سأبدأ من حيث انتهى هذا المسار، حسب معلومات وصلتنا من مصادر مطّلعة أن اجتماع الأمس الذي جرى في أنقرة بين المسؤولين الاستخباريين والعسكريين الأتراك والروس، انتهى بالفشل بسبب إصرار الأخيرين على مواصلة النظام وميليشيات إيران المساندة له هجومهم على قرى وبلدات إدلب واقترابهم من مركز المدينة، هذا الهجوم الذي أدى إلى محاصرة أكثر من نقطة مراقبة تركية.
وبعد أن استهدف النظام جنود الجيش التركي بشكل مباشر ومقتل ثمانية منهم، وإصرار روسيا على مواصلة التقدم وقصف المدنيين، باتت تركيا أمام مأزق وحرج كبيرين، فتركيا مسؤولة بشكل مباشر عن المدنيين الموجودين في إدلب حسب تفاهمات سوتشي بوصفها ضامناً، وهي قبل ذلك مسؤولة عن سلامة جنودها وحمايتهم.
هذا التصعيد الواضح من قبل النظام وحليفه الروسي لم يترك أي خيار لتركيا سوى خيار المواجهة المباشرة، الخيار الذي حاولت تركيا طيلة سنوات الهروب منه ومن تبعاته، فمع وصول أكثر من مليون ونصف المليون شخص منذ توقيع اتفاق سوتشي في أيلول 2018، إلى الحدود التركية، واستمرار حركة النزوح والتهجير، لم يعد بإمكان أنقرة السماح للنظام وحلفائه بالتقدم.
صباح اليوم خرج أردوغان بتصريحات غير مسبوقة يهدد فيها النظام ويعطيه مهلة محددة للانسحاب من جميع مناطق خفض التصعيد، أي العودة إلى ما قبل 23 آب 2019، أي ما قبل حصار نقطة المراقبة التركية في مورك شمال حماة.
وأضاف أردوغان في تصريحاته أن بلاده ستستخدم حقها في الهجوم براً وجواً، في إشارة واضحة إلى رفض روسيا المتكرر السماح للطائرات التركية بدخول الأجواء السورية.
ميدانياً ردت تركيا على قتل جنودها بقصف 57 موقعاً للنظام وقالت إنها قتلت -حيّدت- أكثر من سبعين عنصراً لقوات الأسد، وحسب معلومات ذكرتها وسائل إعلام تركية مساء أمس فإن طائرة تركية مسيّرة قصفت مطار جب رملة في ريف حماة. في وقت استأنف فيه النظام هجومه بشكل أكبر مباشرة بعد تصريحات الرئيس التركي والتي أعطى فيها النظام مهلة حتى نهاية شهر شباط الجاري.
أردوغان عادةً يتحدث كثيراً ويفعل قليلاً، لكن هذه المرة لم يترك له بوتين سوى خيار المواجهة المباشرة على الأرض مع قوات الأسد. فوجود تركيا في سوريا كله مهدد في حال تخلّت تركيا عن إدلب أو عن جزء منها وهذا الأمر يعرفه الأتراك بشكل جيد، والآن لم يعد هنالك شيء أمام تركيا سوى أن تكون مستعدة لتحمل أكلاف هذه المواجهة خصوصا أنها تلقت دعماً أميركياً محدوداً حتى اللحظة عبر تصريح لوزير الخارجية يساند تركيا بوصفها حليفاً في الناتو.
لننتظر..