اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ماعلاجُ الفتنة ، حين تكون جرثومة ، سابحة في الدم ؟
ماعلاجُ الفتنة ، حين تكون جرثومة ، سابحة في الدم ؟
03.02.2019
عبدالله عيسى السلامة
حدّث أحدهم، عن أبيه ، من أربعين سنة ، بنوع من الحيرة والإشفاق، والاستغراب ، قائلاً: كان، في أحيان كثيرة ، يدخل البيت ، مسرعاً ، ويحمل بندقيته .. وحين يهمّ بالخروج ، يسأله أحد أفراد الأسرة : إلى أين ؟ ولمَ تحمل بندقيتك ؟ فيجيب ، لاهثاً : لقد حصلت مشاجرة ، في الحيّ الفلاني ! وحين يُسأل :
هل لك علاقة بها ؟
يقول : لا !
هل فيها أحد من أقاربك ؟ يقول : لا !
هل تعرف أحداً ، من المتشاجرين ؟ يقول : لا !
فلماذا تحمل بندقيتك ، وتذهب إلى المشاجرة ؟ لا أدري .. ربّما أحتاج البندقية !
وحين يُسأل المتحدّث ، عن تفسيره ، لسلوك أبيه ، يجيب - في حيرة - لا أرى لسلوكه تفسيراً، سوى وَلعِه بالفتَن ! وقد شبّ ، على هذا الولع ، مذ كان غلاماً يافعاً ! ولا نعلم ، ما الذي ، غرس في نفسه ، هذا الولع ! ثمّ يستغفر المتحدّث ، لأبيه ، ويدعو له بالتعقّل ، والهداية ، والاتزان ! فهو لم يذكر هذا الأمر، عن أبيه ، عقوقاً له ، أو انتقاداً لسلوكه ، الذي لايعرف له تفسيراً ؛ إنّما ذكره ، على سبيل وصف ( حالة غريبة !) ، قد يكون الدافع إليها ، لدى صاحبها، هو: الشجاعة ، أو النجدة ، أو الحَميّة .. أو الاحتياط الزائد ، لأمور مجهولة ، قد تقع ! لكن من بين التفسيرات المقنعة ، لهذا السلوك ، تفسير: الولع بالفتنة !
هذا نموذج حقيقي ، من البشر، وقد أفضى إلى ربّه !
أمّا النموذج الآخر، فهو مختلف ، قليلاً ، في ضروب الفتن ، التي يعشقها ، وتجري في دمه ! إنه يحبّ إثارة الفتن ، فيمن حوله ، من معارف ، وزملاء ، وأصدقاء.. ! كلّ سلوك يراه ، ممّن حوله ، يسعى إلى إثارة فتنة ، حوله ! كلّ حركة وسكنة ، وكلمة وإشارة ..يسعى ، إلى توظيفها، لتكون مادّة فتنة ، ضدّ جهة ما ! ثمّ يحاول ، أن يبتكر تفسيراً لها ؛ لتكون مقنعة ، لمن حوله ! فيقول ، مثلاً ، لواحد ، ممّن حوله : أرأيتَ كيف همس فلان ، في أذن فلان ، ثمّ خرج !؟
وحين يُسأل ، عن تفسيره ، لهذه الهمسة ، التي أثارته ، يجيب ، ببساطة ، وبلهجة العارف الخبير: إنهما كانا ، من فريق واحد ، قبل أربعين سنة ، ويبدو أنهما يخطّطان ، لشيء ما!
وإذا سئل : ماهذا الشيء ؟ يقول : لست متأكّداً ، بالضبط ، لكنّ وراء الأكمة ، ماوراءها !
وإذا ضحك أحدهم ، يبادر عاشقُ الفتن، مباشرة ، إلى تفسير ضحكته ؛ فيختلق لها سبباً،لايخطر على ذهن أحد! كأن يقول : إنه فرحَ ، لموت فلان ! ويجب ، بالطبع، أن يكون فلان، المّيت ، محبوبا، أومحترماً، لدى السامعين، كي يكون ، لإثارة الفتنة ، في نفوسهم ، معنى وقيمة ! وهكذا.. !
فكيف يعالَج ، هذا النوع ، من الأمراض النفسية ، إذا كان يجري ، مجرى الدم ، في عروق أصحاب.. وإذا كانوا، هم ، ممّن يتغنّون ، بالأخلاق الحميدة ، ويحضّون الناس عليها ؟