الرئيسة \  تقارير  \  إسرائيل اليوم : روسيا بين امتلاكها أوروبا وحالة "ألمانيا 1914".. والخبراء: كيف ننهي الحرب؟

إسرائيل اليوم : روسيا بين امتلاكها أوروبا وحالة "ألمانيا 1914".. والخبراء: كيف ننهي الحرب؟

04.10.2022
أمنون لورد


القدس العربي
الاثنين 3/10/2022
كان الجواب “نعم” لسؤال نشأ بين سطور ردود فعل دولية حول خطوة الضم التي قام بها بوتين في نهاية الأسبوع. ثمة احتمال بأن تقرر روسيا استخدام السلاح النووي التكتيكي في هذه المرحلة أو تلك من الحرب، ربما قريباً.
خطاب بوتين حول الضم، الذي أعلن فيه عن أقاليم دونيتسك، ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون كجزء من الاتحاد الروسي، اعتبره الغرب خطوة التصعيد الأخطر منذ الاجتياح نفسه الذي بدأ في 24 شباط. ربط بوتين بين هذه الحرب وحروب روسيا الماضية: “هنا في نوفوروسيا، قاتَل بيوتر رومينتساف وألكسندر سبوروف معاركهما، هنا بنت يكترينا العظمى وبوتيومكين المدن الجديدة. أجدادنا وآباء آبائنا قاتلوا هنا حتى النهاية المرة في الحرب الوطنية الكبرى (الحرب العالمية الثانية)”، خطاب في قاعة سان جورج في الكرملين. أقسم بوتين على الدفاع عن كل أقاليم روسيا مما يرفع مبلغ الرهان، إذ ستصبح المناطق المضمومة الآن جزءاً من روسيا. في أحد مقاطع الخطاب، ادعى بوتين بأن إلقاء القنابل الذرية في اليابان وكذا تخريب مدن ألمانيا بالقصف استهدف إخافة روسيا.
في ضوء التطورات المتطرفة في حرب أوكرانيا، يسأل الخبراء والسياسيون أنفسهم: كيف ننهي هذه الحرب؟ الباحثون ينشغلون بمسألة كيف تنشب الحروب. سؤال معروف في مطارحنا. حروب الجيل الأخير والآن أوكرانيا، تطرح مسألة انشغلوا بها أقل بكثير: كيف ننهي الحروب
التطورات القاسية التي تشهدها أجزاء واسعة من العالم، غرب أوروبا والولايات المتحدة، تعيد الخبراء إلى الحرب العالمية الأولى. يتبين أن ألمانيا كانت في وضع مشابه في بداية الحرب العالمية الأولى. في غضون بضعة أشهر في 1914، فهم الألمان بأن لا أمل لهم في الانتصار، ومع ذلك تواصل حمام الدم أربع سنوات أخرى. في مرحلة معينة، ظهر “السلاح السري” – الغواصات. النتيجة: دخلت الولايات المتحدة إلى الحرب، وخسرت ألمانيا. هنا في دور “السلاح السري” – القنابل الذرية التكتيكية، أي الأضعف بكثير من قنبلة هيروشيما.
خبراء أكاديميون ممن انشغلوا بالمسألة مؤخراً، يدعون بأن هذه المرحلة قد تأتي إذا ما حدث انهيار للجبهة في دونيتسك. أحداث نهاية الأسبوع لمحاصرة قوات روسية في منطقة ليمان، تؤشر إلى إمكانية عالية لحدوث شيء ما كهذا. الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، دخل إلى التزام عالٍ، وإن لم يكن يدور الحديث عن دخول القوات.
رد فعل الناتو في حالة استخدام تكتيكي محدود لسلاح نووي، قد يكون بحجم تدمير أسطول البحر الأسود الذي لروسيا. النتيجة: تصعيد آخر. لا تبدو نهاية الحرب في الأفق. بوتين حاكم طاغية، لكنه ليس كلي القدرة. لقد حمل الحرب إلى نقطة إذا ما خسرت فيها روسيا، فلن تعود روسيا لتكون إياها؛ إذا ما انتصرت روسيا فسيكون مستقبل أوروبا في أيديه
في بداية الغزو، تماماً في اليوم أو اليومين الأوليين، ثمة زعيم واحد في إسرائيل توقع السيناريو المرتقب بدقة شديدة، وهو بنيامين نتنياهو. قال لأحد قادة الدولة إن بوتين يتورط، سيعلق في الوحل الأوكراني وسيجد عقوبة شديدة للخروج من هذا. الآن لا طريق عودة له. دخل إلى التزام “الدفاع” عن أقاليم دونباس، وكأن الحديث يدور عن الوطن الروسي نفسه.
بقلم: أمنون لورد
إسرائيل اليوم 2/10/2022