الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  مختارات من الصحافة العالمية 22/7/2020

مختارات من الصحافة العالمية 22/7/2020

23.07.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
عناوين الصحافة  :
  • ناشيونال إنترست: أيام الهيمنة العسكرية الأميركية في العالم قد ولّت
https://www.aljazeera.net/news/2020/7/22/ناشيونال-إنترست-أيام-الهيمنة
  • هآرتس :رئيس كولومبيا السابق للعالم: الوقوف ضد مطامع إسرائيل في “الضم” ضرورة قانونية وإنسانية
https://www.alquds.co.uk/رئيس-كولومبيا-السابق-للعالم-الوقوف-ضد/
  • ديلي ميل :كاتب بريطاني: ما يحدث للمسلمين بمعسكرات الاعتقال الصينية "وحشية عارمة جديرة بالنازيين"
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/7/21/كاتب-بريطاني-ما-يحدث-للمسلمين-في
  • مترجم: تهزم نفسها من الداخل.. كيف تُعطِّل «القومية» طموح الصين العالمي؟
https://www.sasapost.com/translation/china-nationalism/
  • «الجارديان»: «حدث ذات مرة في العراق».. وثائقي جديد يكشف فظائع غزو العراق
https://www.sasapost.com/translation/iraq-war-tv-programme-bush-blair/
 
ناشيونال إنترست: أيام الهيمنة العسكرية الأميركية في العالم قد ولّت
https://www.aljazeera.net/news/2020/7/22/ناشيونال-إنترست-أيام-الهيمنة
أفاد خبير قانوني في مقال له بمجلة ناشونال إنترست الأميركية بأن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على أن تتصرف بوصفها قوة عسكرية مهيمنة على العالم، مشيرا إلى أن تلك الأيام قد ولت الآن.
وذكر رامون ماركس -وهو محامٍ دولي متقاعد في نيويورك- في مستهل مقاله أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ أن تولى مهام منصبه بدأ يرفع عقيرته بالشكوى من عدم وفاء الدول الأوروبية المنضوية تحت لواء حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالالتزمات المنصوص عليها في اتفاقية عام 2014 والتي تقضي بتخصيص 2% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي في ميزانياتها الدفاعية بحلول عام 2021.
وقد كانت مساهمة ألمانيا هي الأسوأ -بحسب الكاتب- إذ لم تنفق سوى 1.3% من إجمالي ناتجها المحلي على الدفاع، ولم تتعهد باستيفاء شرط تخصيص 2% الوارد في الاتفاقية المذكورة حتى عام 2031.
وقد ظلت إدارة ترامب تتعرض للانتقادات لممارستها ضغوطا مفرطة على حلفائها الأوروبيين لدفعهم لتحمل مزيد من المسؤولية للدفاع عن أنفسهم.
ووفقا لماركس، فإن نبرة خطاب ترامب الحادة إزاء ذلك اعتُبرت دلالة على أن اهتمام الولايات المتحدة بحلف الناتو يتراجع، مما حدا بالبعض إلى إبداء مخاوفهم من أن واشنطن قد تتخلى عن الحلف، أو تقلص إلى حد كبير التزامها الإستراتيجي تجاهه على المدى الطويل.
وينتقد مؤيدو حلف شمال الأطلسي التقليديون النبرة الحادة لإدارة ترامب تجاه الناتو. ويعتقد كثير منهم بضرورة بقاء مساهمة أميركا العسكرية في الحلف عند مستوياتها الحالية للمساعدة في استقراره.
وسبق لمستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل أن ألمحت إلى أن موقف واشنطن ربما يدفع أوروبا للانجرار نحو تبني نمط جديد من الحياد. فقد صرحت عقب اجتماع لحلف الناتو ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في أواخر مايو/أيار الماضي "يمكنني أن أقول فقط إننا نحن الأوروبيين يجب أن نأخذ مصائرنا بأيدينا".
وقالت ميركل إن ذلك بالطبع لا يمكن أن يتم إلا بروح الصداقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا ومع دول أخرى بما فيها حتى روسيا.
وذهب البعض إلى أبعد من ذلك، فزعموا أن الإدارة الأميركية الحالية تنوي الانسحاب من الناتو عرفانا منها لروسيا على مساعدتها المزعومة لترامب في الفوز بانتخابات 2016 التي أوصلته إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة.
ويرى رامون ماركس في مقاله بمجلة ناشونال إنترست أنه على الرغم من أن الضغوط التي تمارسها واشنطن على حلفائها الأوروبيين ربما كانت في الماضي أشد وطأة مما عليه الآن، فإن حقيقة الأمر أن إدارة ترامب اتخذت أيضا مواقف قوية ضد روسيا ودعما لحلف الناتو تفوق كثيرا أي عبارات لطيفة تفوه بها ترامب عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة ألغت معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى مع روسيا، وأعلنت نيتها الانسحاب من اتفاقية السماوات المفتوحة أو الأجواء المفتوحة التي تم إقرارها في عام 1992 من قبل 27 دولة في العاصمة الفنلندية هلسنكي.
ليس ذلك فحسب، بل إن الولايات المتحدة هددت بعدم تمديد أجل المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية (ستارت الجديدة) -التي أُبرمت مع روسيا يوم 8 أبريل/نيسان 2010 في العاصمة التشيكية براغ- ما لم تنضم إليها الصين وتوافق موسكو على تعزيز آليات التحقق من تطبيقها.
ولا تزال الإدارة الأميركية ترفض تقليص منظوماتها الدفاعية الصاروخية التي طالما عارضتها روسيا بشدة باعتبارها أسلحة مزعزعة للاستقرار.
وكان ترامب قد فرض خلال الشهر الأول من فترة رئاسته عقوبات على روسيا لضمها شبه جزيرة القرم إليها. كما عاقب بعد ذلك أصدقاء بوتين الموسرين، وفرض على موسكو عقوبات لتدخّلها في الانتخابات الأميركية، وأمر بإغلاق المقار الدبلوماسية الروسية في مدن نيويورك وسان فرانسيسكو وسياتل وواشنطن دي سي.
وترامب هو نفسه الذي طرد 60 دبلوماسيا روسيا من الولايات المتحدة على خلفية قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا يوم 4 مارس/آذار 2018.
وإلى جانب عقوباتها على روسيا وتراجعها عن نزع أسلحتها النووية، واصلت الولايات المتحدة إظهار دعمها القوي لحلف الناتو وأوروبا، إذ وقعت في عام 2018 اتفاقا مع بولندا بقيمة 4.75 مليارات دولار يقضي بنشر مزيد من أنظمة الدفاع الصاروخي من طراز باتريوت في مواجهة روسيا.
وفي ذلك العام نفسه نشرت الولايات المتحدة فرقة "سترايكر" القتالية في إطار برنامج "تعزيز الحضور المتقدم للناتو" بشرق أوروبا.
وأعلنت إدارة ترامب للتو خططا لسحب قواتها من ألمانيا وإعادة تمركزها في بولندا بالقرب من روسيا.
وينتقل رامون ماركس في مقاله إلى الحديث عن سياسة أميركا تجاه أوكرانيا. ويقول في هذا الصدد إن واشنطن ما فتئت تتفوق على الناتو وحلفائها الأوروبيين في دعمها لأوكرانيا التي تواجه ضغوطا من روسيا.
ويضيف أن الدعم الأميركي يمثل نسبة 90% من جملة المعونات العسكرية المقدمة لأوكرانيا.
حتمية جديدة
غير أن ثمة حتمية جديدة لإعادة التوازن في أوروبا بدأت بالبروز. ويعتقد كاتب المقال أن القذائف التقليدية الدقيقة التوجيه والأسلحة الإلكترونية والطائرات المسيرة والصواريخ والطائرات التي تفوق سرعة الصوت، كلها أحدثت ثورة في فنون الحرب.
على أن القواعد الأمامية للعمليات الأميركية المتمركزة لدى حلف الناتو تبدو معرضة لضربات استباقية من مثل تلك الأسلحة المتطورة أكثر من أي وقت مضى.
وتستطيع روسيا في دقائق أو ثوانٍ معدودة إطلاق وابل من الصواريخ وشن هجمات بطائرات مسيرة ضد كل القواعد والمقرات الأميركية في أوروبا، وذلك بالتزامن مع ضربات سيبرانية أو حتى فضائية.
إن التهديدات التي تمثلها تلك القدرات العسكرية الجديدة ستجبر الولايات المتحدة وحلفاءها على الجلوس معا لتقييم كيفية إعادة تنظيم بنية قواتها في أوروبا الغربية حتى تتمكن من الصمود في وجه أي هجمات، وردع أي تحديات جديدة.
ويقترح كاتب المقال على الولايات المتحدة ضرورة التحول إلى أن يكون لها قاعدة أصغر حجما في أوروبا، وهو ما سيضمن لها الصمود في وجه ضربات استباقية مباغتة.
وبإعادة بعض مواردها العسكرية في الخارج إلى الوطن وضمها إلى احتياطيها الإستراتيجي، سيكون من السهل على الولايات المتحدة الرد على هجوم صاروخي مباغت أو هجمات بطائرات مسيرة أو سيبرانية على دول الناتو الأوروبية.
ويخلص الكاتب إلى القول إن الاحتفاظ بقواعد عسكرية كبيرة في أوروبا قد يكون ضربا من الرفاهية فوق طاقة الولايات المتحدة وحلفائها
===========================
هآرتس :رئيس كولومبيا السابق للعالم: الوقوف ضد مطامع إسرائيل في “الضم” ضرورة قانونية وإنسانية
https://www.alquds.co.uk/رئيس-كولومبيا-السابق-للعالم-الوقوف-ضد/
ابتلي الشرق الأوسط بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني طوال الـ 70 عاماً الأخيرة. دولتِي، كولومبيا، عانت من صراع مشابه مؤلم وطويل، بدا وكأنه خلد نفسه وكان ولا حل له. طريق السلام اقتضت شجاعة وسعة قلب. كصديق لإسرائيل… أشعر بقلق كبير من تغييب مثل هذه القيم جراء خطة الحكومة في ضم أجزاء من الضفة الغربية.
عندما كنت رئيساً لكولومبيا، كان هوغو تشافيز من فنزويلا سمى دولتي “إسرائيل أمريكا اللاتينية”. لقد شهدت احتجاجاً. يوجد الكثير مما يمكن تقديره في المرونة، والمبادرات، والحداثة التكنولوجية في إسرائيل. ما زلت أشجع قيم مؤسسي الدولة وتعهدهم في وثيقة الاستقلال بـ “مساواة حقوق اجتماعية وسياسية كاملة لكل مواطنيها بدون تمييز في الدين أو العرق أو الجنس”.
ولكن للأسف، يبدو أن هذا الحلم يتعرض لهجوم من حكومة بها فرط في القومية، التي استخفت بحقوق الإنسان وبالقانون الدولي بصورة صريحة. التهديد بالضم هو المثال الأكثر حداثة لتهديد تأسيس نظام حكم بأسلوب الأبرتهايد، والذي يوجد فيه نظامان من القانون يسريان على مجموعات سكانية مختلفة تعيش على الأرض نفسها.
كرئيس لكولومبيا، عملت الكثير للدفع قدماً بالمفاوضات وللتوصل إلى اتفاق سلام مع FARC ومع مجموعات أخرى من المتمردين، من أجل إنهاء الحرب الأهلية في دولتي. صيغ الاتفاق مع المحافظة على حقوق ضحايا الصراع، كما عُرف في ميثاق روما التي، استناداً إليه، أنشئت محكمة الجنايات الدولية. إن الاستناد إلى القانون الدولي يعزز قوة ومصداقية الاتفاق في الداخل والخارج. اليوم، يواجه مواطنو كولومبيا عملية مؤلمة ومعقدة لتنفيذ الاتفاق وترجمة رؤية السلام إلى حقيقة. العديدون رفضوا الاتفاق ورأوا فيه خيانة، وهناك مما لا يزالون يتصرفون هكذا حتى اليوم. عديدون فضلوا الخطاب القومي المتطرف والعسكري الذي تعلموا معرفته. وهنالك مما لا يزالون يتصرفون هكذا. ولكن رويداً رويداً، تبلور وانتشر في أوساط الجمهور جو من السلام والمصالحة، وفي نهاية المطاف، سوف يثبت نفسه كأمر لا يمكن وقفه. أنا أؤمن بأن هذه العملية تبعث الأمل ليس فقط بالنسبة لكولومبيا وأمريكا اللاتينية، بل العالم كله، بما في ذلك إسرائيل وفلسطين.
الأمل سلعة غالية الثمن، وتحديداً الآن، حيث يواجه العالم التهديد الفظيع لفيروس كورونا، ومع الهجوم على جهاز القانون الدولي من جانب زعماء انفصاليين وشعبويين.
أحد المؤمنين الكبار بقوة الأمل كان نيلسون مانديلا، في رحلته الطويلة للحرية. اليوم أنا عضو في مجموعة الـ Elders التي أسسها، وهي مجموعة من زعماء عالميين تواصل طريق مانديلا وعمله من أجل السلام والعدل وحقوق الإنسان في أرجاء العالم.
السلام في الشرق الأوسط، وكذلك العدالة والحرية للفلسطينيين، هي على رأس أولويات الـ Elders منذ تأسيس المجموعة وحتى اليوم. لهذا، اخترنا الحديث الآن ضد الضم، وندعو إلى رد موحد وعنيد من جانب زعماء ذوي تأثير في العالم.
مخططات الضم التي يتبناها بنيامين نتنياهو تعكس تنكراً وحيد الجانب لحل الدولتين، ومعظم دول المنطقة والعالم تعارض ذلك. الضم يثير في المنطقة ضجة كبيرة، ويزيد الاغتراب والمرارة أكثر في أوساط الفلسطينيين، ويحرض جيران إسرائيل، ويمحو الإطار الديمقراطي والدستوري للدولة اليهودية.
إذا قبل المجتمع الدولي بصمت رؤية إسرائيل، والتي معناها الاستحواذ على المناطق بالقوة، فإن الوحيدين الذين ستكون هذه الخطوة لصالحهم هم مؤيدو الحرب وأولئك الذين يتوقون للسيطرة على أراضي جيرانهم.
لقد وقف العالم بإصرار أمام روسيا عندما أخذت بالقوة شبه جزيرة القرم من أيدي أوكرانيا في 2014، مطلوب اليوم إصرار مشابه من كل المجتمع الدولي، بما في ذلك أمريكا اللاتينية. ثمة أنظمة متعددة الأطراف مثل الرباعية التي يجب إحياؤها من جديد وتوسيع قدرتها كي تعطي دوراً أكبر للدول العربية المؤثرة. إن دعمها ضروري لإنجاح كل مفاوضات حول اتفاق محتمل، وبطبيعة الحال هي قلقة فيما يتعلق بتهديد الضم في كل ما يتعلق بالأمن الإقليمي، وخاصة فيما يتعلق باستقرار السلام مع الأردن.
مسيرة السلام في كولمبيا علمتني أنه ليس بالإمكان تجاهل سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان العالمية. إن الإنجازات السياسية القصيرة المدى التي تهدف فقط إلى إرضاء أو إشعال مطامح مجموعات قطاعية كهذه أو تلك، سيتضح أنها خالية من المضمون.
سنة 2020 تجلب معها الذكرى الـ 75 لمنظمة الأمم المتحدة، ولكن أزمة كورونا جمدت البرنامج الروتينني، بما في ذلك اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. لهذا، علينا جميعاً تحمل المسؤولية وإسماع صوتنا والوقوف إلى جانب قيم السلام والعدالة والمساواة أمام القانون، كما تم تقديسها في ميثاق الأمم المتحدة.
بقلم: خوان مانويل سانتوس
رئيس كولومبيا السابق وحائز جائزة نوبل للسلام
وعضو في مجموعة زعماء الماضي “The Elders” التي أسسها نيلسون مانديلا
هآرتس 21/7/2020
===========================
ديلي ميل :كاتب بريطاني: ما يحدث للمسلمين بمعسكرات الاعتقال الصينية "وحشية عارمة جديرة بالنازيين"
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/7/21/كاتب-بريطاني-ما-يحدث-للمسلمين-في
يصف الكاتب البريطاني المتخصص في الشؤون الأمنية إدوارد لوكاس حال ما يزيد على مليون مسلم في معسكرات الاعتقال الصينية، التي تطلق عليها بكين، "معسكرات إعادة التأهيل" بالمزرية، مؤكدا أن ما يحدث فيها "وحشية عارمة جديرة بالنازيين".
ويستهل الكاتب مقاله في صحيفة ديلي ميل (Daily Mail) البريطانية برسم صورة قاتمة لأوضاع عدد من النزلاء المكتظين في زنزانة مزدحمة مع بزوغ الفجر، حيث لا يزال البعض نائما والبعض الآخر مستيقظا في مساحة لا تزيد على 64 مترا مربعا يضطر فيها 15 من الـ 60 نزيلا  للوقوف لإفساح المجال لغيرهم بالتناوب على النوم.
وذكر أن الخصوصية هناك منعدمة تماما، وفترات استعمال المراحيض مرشدة بدقيقتين فقط في المرة الواحدة وعلى مرأى من الآخرين دون حجاب يفصل بينهم.
وبما أن الجدران الزجاجية والكاميرات والميكروفونات منتشرة في كل مكان، فإن الكاتب يلفت إلى أن ذلك يعني أن كل كلمة وحركة مسجلة، هذا فضلا عن المخبرين المزروعين في كل زنزانة، والذين  يدونون حتى ما يقوله الناس في منامهم ويمررونه إلى الحراس.
وكما هي الحال مع كل يوم جديد يبدأ الصباح ببث إجباري لأغاني الحزب الشيوعي الذي يشيد بأمجاد الوطن الأم وزعيمه الحكيم شي جين بينغ. ثم تصل وجبتهم الوحيدة في اليوم والتي هي عبارة عن حساء من الملفوف يقدم مع كسرة صغيرة من الخبز، وإذا كانوا محظوظين فقد يحصلون على بعض حبات الأرز أيضا.
ثم يصل عقار في شكل حبة بيضاء، وللتأكد من تناول المعتقلين له يجبر كل واحد منهم على فتح فمه كي يتم تفتيشها والتأكد من بلعه للدواء.
وهذا العقار الغامض، المهدئ  نوعا ما، سرعان ما يؤدي إلى حالة من الخدر العقلي البائس حيث كل الأفكار والذكريات عن الحياة في الخارج ومصير الأحياء والآلام والآمال المحطمة تزول جميعها، والهدف الآن هو جعلهم يتناسون هموم يومهم.
وهذا المشهد، كما يقول الكاتب، يتكرر في كل واحد من معسكرات الاعتقال السرية في الصين التي تكرسها بكين لـ"إعادة تثقيف" مليون أو ما يزيد على ذلك من سكان البلاد من الإيغور المسلمين في شبكة من مئات المؤسسات التي شيدت في مناطق مختلفة من إقليم تزيد مساحته على 640 ألف ميل مربع في غرب الصين، أي ما يعادل سبعة أضعاف مساحة بريطانيا.
شهادة الناجين
ويتابع الكاتب أن كل تفاصيل هذا الوصف المروع للحياة داخل "منطقة الحكم الذاتي للإيغور في شينجيانغ"، التي يطلق عليها مواطنو الإيغور "تركستان الشرقية"، تأتي من تقارير خرجت من المنطقة ومن حزمة ضخمة من وثائق الحزب الشيوعي الداخلية التي سربها العام الماضي مسؤول شجاع شعر بالاشمئزاز من السياسات التي كان ينفذها.
وهو ما أكدته شهادة الناجين التي جمعتها الناشطة رحيمة محمود في مكتب منظمة المؤتمر الإيغوري العالمي (World Uyghur Congress) في لندن وهيومان رايتس ووتش (Human Rights Watch) في مدينة نيويورك. كما أن محققي الإنترنت استخدموا أيضا صور الأقمار الصناعية المتاحة للجمهور لتعيين موقع تنامي تلك المعسكرات.
وأشار الكاتب إلى التلقين الصباحي، حيث يجلس مئات السجناء في غرفة صدى واسعة يستمعون لساعات من المحاضرات الرتيبة حول شرور الدين يتخللها ترديد إيقاعي لشعارات الحزب الشيوعي.
هذا فضلا عن أن كل الاتصالات باللغة الصينية، وإذا ما همس السجناء ولو بكلمة بلغتهم الأصلية فسيكون هذا علامة على التحدي توجب عقابا مرعبا، وفي نهاية هذا التعذيب النفسي من المحاضرات الروتينية يُسأل السجناء "هل هناك إله؟" والجواب الوحيد المسموح به هو "لا".
ويضيف الكاتب أن كل لحظة يقظة هي انقضاض على معتقداتهم وتقاليدهم الغالية، ويضطر السجناء المجوعون إلى تناول لحم الخنزير وشرب الكحول في تحد لعقيدتهم الإسلامية. وبعد الظهر تأتي الاستجوابات، ولكسر مقاومتهم النفسية يضطر السجناء إلى مشاهدة الآخرين الذين يعذبون قبل جلسات الاستجواب الخاص بهم.
ويجبرون على التبليغ عن الأصدقاء والأسرة والاعتراف بجرائم وهمية مثل صنع القنابل والتجسس والتعبير عن توبة متذللة، حتى عن أفعال غير ضارة مثل وجود نسخة من القرآن. وأي مقاومة معناها الضرب والصدمات الكهربائية والحرمان من النوم.
ومن الأساليب الأخرى غير الإنسانية إجبار المعتقلين على التعري، وبالرغم من أن كشف العورة محرم في الإسلام فإن السجناء من جميع الأعمار يجبرون على الظهور بهذه الحال أمام بعضهم بعضا وأمام الحراس.
وبالنسبة للنساء فإن عمليات الفحص النسائية المهينة إلزامية والاغتصاب روتيني، وتختفي النساء الأصغر سنا ليلا ويبكين بصمت في الصباح، ويبدو أن الحقنة التي يأخذنها كل 15 يوما هي موانع حمل قسرية.
السترة البرتقالية
والأسوأ من ذلك كله هو السترة البرتقالية المرعبة التي تعني أن السجناء الذين يرتدونها سرعان ما يختفون ولا يمكن رؤيتهم مرة أخرى أبدا، والشائعات المتداولة حول هذا الأمر هي أن هؤلاء الأشخاص يقتلون من أجل أعضائهم الحيوية لتمويل السوق السوداء الدولية المربحة أو تلبية احتياجات النخبة في الحزب الشيوعي.
ولفت الكاتب إلى أن حياة الـ 9 ملايين الآخرين من الإيغور في مقاطعة شينجيانغ الذين حالفهم الحظ بالإفلات من المعتقلات هي نوع آخر من السجن، إذ كل حركة مراقبة بكاميرات الفيديو المدعومة بتفتيشات تطفلية تتم في نقاط التفتيش المنتشرة كل 185 مترا.
كما تنتشر الشرطة بالملابس المدنية في كل مكان يراقبون السلوك العام في صمت. وأي كلمة واحدة طائشة تظهر بعض الإيمان يعاقب عليها بالسجن وغسيل المخ.
حتى الأطفال يستخدمون كمخبرين يشون بزملائهم في المدرسة إذا ما ظهر عليهم أي لمحة تدين، ويُخرجون من المدرسة ثم يخطفون ويرسلون إلى مدارس داخلية تديرها الدولة حتى وهم سن الخامسة حيث تغير عقيدتهم رغما عن أسرهم ودينهم وثقافتهم ولغتهم الأصلية.
أما النساء اللاتي يساق رجالهن إلى المعتقلات ويصبحن وحيدات في البيت، فيعين لهن مسؤول صيني يعيش معهن في البيت لمراقبة الأسرة، وهؤلاء الضيوف المتطفلون يتدخلون في كل شيء من خصوصيات البيت.
ويعلق الكاتب بأن مثل هذه الانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان كانت تجري منذ سنوات لكنها ظهرت إلى الرأي العام في الغرب بفضل العمل الشاق الذي يقوم به المحققون وشجاعة أولئك الذين فروا.
وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة فقط قال أحد الفارين المحظوظين "ربما أصبح الأمر أسوأ من النازيين، لأنهم يمكنهم الجمع بين أحدث التقنيات، مثل المراقبة على مدار الساعة في كل مكان، مع أكثر أساليب التعذيب بدائية".
وختم الكاتب مقاله بأن الملمح الأكثر إثارة للدهشة في هذه القصة هو أنه في مواجهة هذا البرنامج الذي ترعاه الدولة من القمع الجماعي والإبادة الثقافية لا يزال العالم الإسلامي صامتا تقريبا.
ويوضح ذلك بأن الاعتماد الكبير لبعض الدول مثل باكستان والسعودية على الصين في التجارة والاستثمار والبنية التحتية والأمن جعلها لا تنبس ولو ببنت شفة لانتقاد الفظائع التي ترتكب ضد إخوانهم المسلمين في شينغجيانغ!
===========================
مترجم: تهزم نفسها من الداخل.. كيف تُعطِّل «القومية» طموح الصين العالمي؟
https://www.sasapost.com/translation/china-nationalism/
كاتب: Jessica Chen Weissمصدر: China’s Self-Defeating Nationalismشارك
كتبت جيسيكا تشين فايس، الأستاذة المساعدة في جامعة كورنيل ومؤلفة كتاب «الوطنيون الأقوياء: الاحتجاجات القومية في علاقات الصين الخارجية»، مقالًا في مجلة «فورين أفيرز» حول اشتداد النزعة القومية في الصين، وتداعياتها على المدى الطويل، في ظل تفاقم التوتر بين واشنطن وبكين خاصة بعد جائحة كوفيد-19.
تستهل الكاتبة مقالها بالقول: على مدار شهور، ومنذ بدأ تفشي جائحة كوفيد-19 في ووهان، تسارع تحوُّل قادة الصين إلى القومية. وفاخروا أمام الجمهور المحلي والأجنبي بتفوق النظام الصيني في مكافحة المرض. ونشروا نظريات المؤامرة عن الأصول الأمريكية لفيروس كورونا المستجد. واحتضنوا دبلوماسية «الذئب المحارب» (نسبة إلى فيلم صيني يحمل الاسم نفسه)، وهاجموا بوقاحة النقاد الأجانب، واستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الأخرى لتسليط الضوء على أوجه القصور الأجنبية.
ورغم أن الهدف الرئيسي لهذا التوجه هو حشد الدعم المحلي للحزب الشيوعي الصيني، فإنه أجَّج التوتر مع واشنطن؛ إذ يحاول كل طرف أن يبزَّ الآخر في إلقاء اللوم على منافسه، وتجنب المحاسبة عن تعامله مع أزمة كوفيد-19.  كما أدى خطاب العين بالعين إلى التعجيل بالوصول إلى القاع في العلاقات الأمريكية- الصينية، وأعاق التعاون في مكافحة الجائحة.
القومية الصينية.. عقبة في طريق بكين
بالنسبة للولايات المتحدة، ترى الكاتبة أن هذا الاتجاه القومي المتشدد سيشكل تحديات أكبر في المستقبل، ويعوق التأثير والردع الأمريكيين بما يقيِّد خيارات السياسة الأمريكية.
ولكن على المدى الطويل، سوف تثبت النزعة القومية الصينية أنها عقبة أمام طموحات بكين نفسها؛ لأنها تقوِّض جهودها الرامية لجذب الدعم الدولي وإظهار القيادة العالمية.
وقد تؤدي دبلوماسية «الذئب المحارب» إلى تهدئة القوميين الصينيين في الداخل، ولكنها ستحد من جاذبية الصين في الخارج. ذلك أن كراهية الأجانب، والقمع باسم الاستقرار القومي – سواء تجاه المهاجرين الأفارقة في جوانزو أو أقليات وسط آسيا في شينجيانج أو الصينيين العرقيين في هونج كونج – يُكَذِّب الجهود الصينية للظهور بصورة الإحسان والشهامة.
وحتى لو اعترفت بكين بهذه المشكلات، سيكون مكلفًا – رغم أنه ليس مستحيلًا – بالنسبة للقيادة الصينية أن تكبح جماح القومية التي أطلقت لها العنان، حسبما تقول الكاتبة.
تكلفة كبح جماح القومية
يرصد المقال تخفيف بكين إلى حد ما من أكثر خطاباتها القومية عدوانية تحت ضغط الاعتراضات المحلية والدولية في الأسابيع الأخيرة. مثلًا، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، أن الصين تحاول تصدير نموذج الاستجابة لفيروس كورونا. ووجَّه الصقور العسكريون البارزون تحذيرًا للقوميين الصينيين من استخدام القوة لإعادة الوحدة مع تايوان. وأغلقت الرقابة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تروِّج لمزاعم «ملفقة ومضللة» عن الهند وكازاخستان وفيتنام.
ولكن على الرغم من هذا التخفيف المتواضع للخطاب القومي، حتى التقارير الداخلية في الصين تشير إلى أن المشاعر العالمية المعادية لبكين وصلت إلى ذروتها، مثلما لم يحدث منذ حملة 1989 ضد المحتجين في ميدان تيانانمين.
غير أن الكاتبة ترجح أن تظل القومية الأكثر تأكيدًا للذات سمة من سمات خطاب بكين ودبلوماسيتها، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات مهمة بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة. فكلما منح الحزب الشيوعي الصيني الأولوية للقومية والاستقرار العام – كمصدرين للشرعية المحلية – قبل النمو الاقتصادي، قلَّ تأثير الولايات المتحدة والقوى الخارجية الأخرى، لاسيما على القضايا ذات الأهمية المحورية لقادة الصين، مثل وحدة الأراضي.
يضرب المقال مثلًا بهونج كونج، حيث تتخوف بكين من تفشي عدوى الديمقراطية والتهديد الذي تمثله النزعة الانفصالية للسيادة الوطنية. وتلفت الكاتبة إلى أن التهديدات بالعقوبات الاقتصادية كانت غير فعالة في منع بكين من تمرير تشريعات الأمن القومي الجديدة التي تنهي الحكم الذاتي لهونج كونج بشكل فعال.
تولد القومية ضغوطًا على الحكومة للتحدث بصرامة واسترضاء الجماهير المحلية، مما يزيد من تكاليف ضبط النفس.
كلما ازداد ارتباط القضية بالحساسيات القومية بين الجمهور والنخب الصينية، كانت التهديدات والإجراءات الأجنبية أكثر إثارة للاستفزاز بدلًا من ردعه.
ومن المؤكد أن لدى الحزب الشيوعي الصيني مساحة كبيرة لتشكيل الرأي العام من خلال نظامه الدعائي والتعليمي؛ مما يسمح لبكين بتخفيض تكاليف الحلول الوسط وضبط النفس.
لكن القومية الشعبية غالبًا ما تشعل شرارة المواجهة الدولية مع الانتشار العالمي لمستخدمي الإنترنت الصينيين في جهودهم للدفاع عن الصين، كما أظهر الجدل الذي أثارته الرابطة الوطنية لكرة السلة العام الماضي، عندما غرَّد المدير العام لفريق هيوستون روكتس بدعمه لاحتجاجات هونج كونج.
وبمجرد تعبئة المشاعر القومية، فإنها تخلق ضغوطًا على الحكومة للتحدث بصرامة واسترضاء الجماهير المحلية، مما يزيد من تكاليف ضبط النفس.تضيف الكاتبة: إنَّ فهْم هذه الدينامية داخل الصين يمكن أن يساعد الحكومات الأجنبية على تحليل الرسائل المختلطة القادمة من بكين. ففي بعض الحالات، تجاوز الخطاب العدائي للحكومة الصينية سلوكها الفعلي.
وتستشهد الكاتبة على ذلك بتصاعد التوتر مع اليابان في عام 2013، عندما استخدمت بكين كلمات نارية، وطالبت الطائرات الأجنبية بتعريف نفسها والالتزام بالتعليمات الصينية عند التحليق فوق بحر الصين الشرقي، غير أنها تجنبت أي استعراض حقيقي للقوة.
وبعد اصطدام جوي بطائرة تجسس أمريكية في عام 2001م، نزعت الصين فتيل الأزمة من خلال إعلان الحداد على الطيار «الشهيد»، بينما منعت المظاهرات المناهضة للولايات المتحدة، على عكس الاحتجاجات التي شجعتها بعد أن أصابت غارة جوية لحلف شمال الأطلسي السفارة الصينية في بلجراد في عام 1999.
غير أن القومية ما تزال ترفع تكاليف ضبط النفس. لتوضيح ذلك تستعرض الكاتبة نتيجة مسح أجرته بالاشتراك مع زميلها ألان دافو لمستخدمي الإنترنت الصينيين، بعد أن استأنف الجيش الأمريكي دوريات حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، من أجل معرفة تأثير هذه المناورات، التي جرى استئنافها، في الاتجاهات العامة داخل الصين، وهي تجربة شبه طبيعية.
في الأيام التي تلت الدوريات، وجد المسح زيادة في الاستنكار الشعبي تجاه الحكومة الصينية، التي لم تستخدم القوة لاعتراض أو مضايقة الدوريات الأمريكية.
وتشير هذه النتائج – بحسب تفسير الكاتبة – إلى أنه على الرغم من أن الحكومة الصينية اختارت ممارسة ضبط النفس في ذلك الوقت، فقد كان لذلك تكلفة محلية.
ولكي تنجح جهود الردع الأمريكية وفقًا لذلك، يجب أن تكون الحكومة الصينية مستعدة لاستيعاب تكلفة الرأي العام المناهض لعدم اتخاذها أي إجراءات في مواجهة «الاستفزازات» الأمريكية.
يردف المقال: ولقد تمكنت من تقليل التكلفة قصيرة المدى للتقاعس عن طريق التبجح، بما في ذلك إصدار بيانات الشجب، والتصريحات بأن الجهود الصينية نجحت في طرد الدوريات الأمريكية.
ولكن على الرغم من أن هذا التكتيك قد يمنح بكين مرونة على المدى القصير، فإنه قد يخاطر أيضًا بأن يغلَّ أيدي الحزب الشيوعي الصيني على المدى الطويل؛ ذلك أن استثارة المظالم التاريخية مرارًا وتكرارًا قد يعزز رغبة الجمهور في الحصول على تبرير في المستقبل.
حدود القومية
تكمل الكاتبة مقالها قائلة: يتعين على صناع السياسة الأمريكيين، الذين يهدفون إلى تشكيل مسار سلوك الصين ونفوذها، أن يأخذوا في الاعتبار التأثيرات قصيرة المدى وطويلة المدى للقومية على السياسات والسياسة الصينية.
وتشير الكاتبة إلى أن السياسات الرامية لفرض ضبط النفس على المدى القريب، قد تجعل وقوع سلوك عدواني على المدى المتوسط أو الطويل أكثر احتمالًا عن طريق تصلب الرأي العام الكلي داخل الصين. ومع ارتفاع تكاليف الاستنكار المحلي في بكين، فإن فشل المحاولات الأمريكية للردع – مثل زيادة العمليات الأمريكية في بحر الصين الجنوبي أو جهود الكونجرس للتفويض بعقوبات هونج كونج – قد يدفع واشنطن إلى استنتاج أن لدى الصين أهدافًا توسعية.
لكن حسابات القيادة الصينية ربما تكون مدفوعة أكثر بانعدام الأمن الداخلي. وعلى هذا النحو، يجب على الحكومات الأجنبية أن تحذر من الأشكال الضارة من الضغوط الدولية. فعند وضع استراتيجيات لردع بكين أو معاقبتها، قد ينتهي الأمر بصناع السياسة إلى زيادة المطالب الصينية المحلية بالانتقام الشديد، بما في ذلك اتخاذ إجراءات مضادة ضد مجموعة من المصالح الأجنبية التي تستفيد من الوصول إلى الصين، سواء كانت مصالح علمية أو صحفية أو تتعلق بالشركات.
في النهاية، يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى الأمن والهيمنة الإقليمية ونظام عالمي يفسح المجال للقيم والمصالح الصينية ويمثل انعكاسًا لها.
ولكن كما قالت الكاتبة سابقًا، فإن الحزب لم يشرع في جهد مستميت لإعادة تشكيل بلدان أخرى على صورة الصين. وكلما زاد ركون الحزب الشيوعي الصيني إلى القومية، يجب أن يقلَّ قلق الولايات المتحدة بشأن الصين كمنافس على القيادة العالمية.
أدت جهود الصين في جميع أنحاء العالم لإعلان التفوق في مكافحة فيروس كورونا بالفعل إلى إثارة الشكوك والقلق، وكذلك المَطالِب بالتعويضات، والدعاوى القضائية، والدعوات لإعادة التفكير في العلاقات مع الصين.
تختم الكاتبة مقالها بالقول: يجب على صناع السياسة الذين يسعون إلى تبني استراتيجية أكثر فعالية للمنافسة مع الصين والتعاون معها أن يعترفوا بحدود الجاذبية الدولية للصين، بالإضافة إلى مخاطر الحماسة القومية لدى الولايات المتحدة.
وسواء كانت في الصين أو في الولايات المتحدة، من المرجح أن تثير القومية النفور أكثر مما تجذب، سواء ارتدت ثوب دبلوماسية الذئب المحارب، أو خطاب «أمريكا أولًا».
===========================
«الجارديان»: «حدث ذات مرة في العراق».. وثائقي جديد يكشف فظائع غزو العراق
https://www.sasapost.com/translation/iraq-war-tv-programme-bush-blair/
كاتب: Simon Jenkinsمصدر: The Iraq war is finally getting some proper scrutiny – from a TV programmeشارك
نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالًا للكاتب سيمون جينكينز، المؤلف والمذيع في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تحدث فيه عن فيلم «حدث ذات مرة في العراق» الذي يعده بحسب مشاهداته أكثر سلسلة وثائقية مناهضة للحرب في العراق، وهي تقع في خمسة أجزاء، وعرضتها قناة «بي بي سي» الثانية أيام الاثنين من كل أسبوع.
وليس الفيلم عبارة عن سلسلة من مشاهد الانفجارات، والصراخ، والدموع. ولم يكن الألم الحارق الذي يعرضه الفيلم يعزف على على وتر العواطف بالمرة، بل كان طرحًا فكريًّا. من بين لقطات حرب عام 2003، نسمع ببساطة رواية هادئة يقصها أُناس أصيبوا بصدمات نفسية بسبب النزاع، من جراء ما شهدوه من فُحْشٍ مثير للغثيان لديمقراطيتين عظيمتين استخدمتا الموت والدمار لتنفيذ أجندة قيادتهما السياسية.
وبذلك، يبين الفيلم أن أخلاقيات «فرض الهيمنة» (أو نشر القوة Power projection وهو مصطلح يشير إلى قدرة الدولة على نشر قواتها العسكرية في الخارج وتحريكها والحفاظ عليها) لم تتقدم منذ العصور الوسطى؛ فالجثث هي الجثث، ولم يتغير  في الأمر شيء.
الآن على الأقل أتيح لنا أن نسمع من الضحايا. فمُخرج الفيلم، جيمس بلوميل، لم ينظر إلى الحرب بعيون أولئك الذين أمروا بها أو حتى عارضوها، ولكنه تناولها من خلال ذكريات المدنيين العاديين، والجنود، والصحافيين الذين عايشوها. وأطلَّ عليها من نافذة هؤلاء الذين لم يكونوا فاعلين في الحرب، بل كانوا توابع لها. ثم هم يتركون لنا الفرصة لنستخلص استنتاجاتنا الخاصة بأنفسنا.
حرب العراق بعيون شهودها
يقول سيمون جينكينز، مؤلف كتابَيْ «أنجزت المهمة» و«أزمة التدخل الدولي»: من خلال السرد الذي يعرضه الفيلم، نتعرف إلى وليد نصيف، وهو مراهق كان يعشق كل ما هو أمريكي، إلى درجة أنه كان من المهللين للغزو الأمريكي للعراق. كان هذا هو حاله حتى زار عائلة كانت تعيش في الصحراء، لكنها تعرضت للإبادة تمامًا بقصفٍ من ثلاث طائرات هليكوبتر مقاتلة مساندة للغزو.
نرى في الفيلم جنودًا أمريكيين يقفون في حالة تأهب بينما ينهب اللصوص وسط المدينة بغداد ويمزقونها إربًا. ونسمع جنديًّا أمريكيًّا يقول إنه مكلف بحماية وزارة النفط فقط.
وتطرق آذاننا كلمات أم قصي، وهي امرأة مسنة وقورة، رحبت برحيل صدام، ولكن كان عليها بعد ذلك مواجهة عواقب رحيله المروعة، المترتبة على صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وإمساكها بزمام الأمور. أما عصام الراوي فكان من المعجبين بصدام، وتوقع ألا يأتي من وراء وفاته إلا الشر، وكان على حق، بحسب الكاتب.
يضيف كاتب المقال: مررنا صوب رقيب بحري، يُدعى رودي رييس، أخبرنا عن تدمير سيارة مليئة بالنساء والأطفال، وكان ذنبهم الوحيد أنهم عجزوا عن قراءة لوحة موضوعة عند حاجز على الطريق، فلم يتوقفوا. يحكي عن هذا الحادث وهو يحتسي شراب التكيلا قائلًا: «يجب أن يكون الأمر يستحق هذا العناء، وإلا ما البديل؟»
«الحرب بين الشعوب»
هذا ما أطلق عليه الجنرال المتقاعد السير روبرت سميث «الحرب بين الشعوب»؛ وهو صراع سياسي مفتوح في المقام الأول، يجري في المدن، وليس في ساحات القتال. وتعج كل مكتبة عسكرية بتحذيرات من خطر هذه الحرب.
حين زار الكاتب بغداد بعد فترة وجيزة من الغزو لإجراء مقابلة مع محافظها بول بريمر، ذُهل من تفشي انعدام القانون في البلاد. وخارج المنطقة الخضراء المحصنة، لم تكن هناك شرطة. ولا غروَ أن نُهِبَت المحلات التجارية، ودُمر متحف بغداد، وأُفرغ من محتوياته. حتى الدبابات تحطمت في شوارع المدينة.
أصيب الكاتب على الفور بخيبة أمل. ويتذكر الشاب أحمد البشير تلك الفترة قائلًا: «كان الأمل يملؤني في أن تكون هذه دولة جديدة». ولكن مع تصاعد شراسة الدمار، شعر البشير بـ«أن ذلك لن يحدث أبدًا، ولن يكون العراق آمنًا مرة أخرى مطلقًا».
تصرفات العصور الوسطى تعود مجددًا
يضيف الكاتب: لم يُسقط الغزاة ديكتاتورًا فقط، بل قصفوا المباني العامة ودمروها، وفق استراتيجية «الصدمة والرعب». وروعوا العائلات بعمليات التفتيش الليلية، حين يداهم الجنود غرف نوم النساء. وكان لا بد من عزل كل البعثيين، بدءًا من الشرطة إلى الجامعة، وهو ما يعني انهيار هيكل القيادة في المجتمع المدني. وهكذا عُوقب جميع العراقيين بسبب خطايا صدام. ومرة أخرى، كان الأمر أشبه بما جرى في العصور الوسطى.
يكمل الكاتب مقاله قائلًا: عندما سألت بريمر كيف يمكن أن يستعيد القانون والنظام بهذه الطريقة؟ لن أنسى حركة كتفيه، كناية عن أنه لا يعرف أو لا يكترث. كان يطيع أوامر تصدُر له من واشنطن الخاضعة لهيمنة مُنظريِّ الجناح اليميني.
ويضيف: لقد تجاهلوا ما يعرفه أي طالب يدرس علوم الحرب: بالنسبة للضحايا، السلامة دائمًا ما تكون لها الأسبقية على الحرية، والحياة تتقدم على الحرية. إن غزو العراق لم يكن أسوأ ما فعلته أمريكا، لأن الفوضى كانت أسوأ بكثير. ففي غضون أشهر، أصبحت الفوضى هي الشرارة التي أشعلت جذوة التمرد.
بعد أفغانستان.. بوش يتوق لمزيد من الحروب
يرى الكاتب أن حرب 2003 كانت نسخة طبق الأصل للحملة الصليبية الرابعة، وهي مغامرة عسكرية متوحشة، سارت في الاتجاه الخاطئ وكانت نتيجتها مروعة. مستشهدًا بروايات متواترة تؤكد أن جورج دبليو بوش، بعد حربه في أفغانستان عام 2001، كان يتوق بشدة لخوض قتال آخر.
وكان العثور على أسلحة الدمار الشامل و«جلب الحرية» للمواطنين ليست سوى أعذار يسوقها لتبرير أفعاله. وكانت الهدية هي إعلان بوش عن «إنجاز المهمة» في غضون أسابيع من الغزو. تلك كانت مهمته، أما العاقبة فكانت تكمن في المستقبل.
في مرحلة ما من الفيلم الوثائقي، يتذكر رجل وكالة المخابرات المركزية الذي استجوب صدام، جون نيكسون، تفاخر السجين بأنه حافظ على السلام بين الشيعة والسنة. وكان السلام، بالطبع، سلامًا وحشيًّا، حافظ عليه من خلال الخوف والوحشية، حسبما يستدرك الكاتب، لكنه قال أيضًا: «أما وقد جئتم الآن، سيصبح العراق ساحة صراع بين القوى التي تتطلع إلى غرس بذور الكراهية وإطلاق العنان للإرهاب».
يعلق الكاتب: وهذا بالفعل ما حدث. فعندما سحب باراك أوباما أخيرًا القوات الأمريكية في عام 2011، انهار النظام الفاسد وغير الآمن. ثم صعد تنظيم الدولة (داعش)، لينفلت بذلك التمرد الأكثر شراسةً في العصر الحديث من عقاله.
والنظر بعين الحاضر إلى ما حدث بالأمس، دفع الكاتب إلى التنبيه على لعبة تبادل اللوم مع التاريخ، وهي ممارسة شائعة لا تعدو كونها ادعاءً للحكمة بأثر رجعيٍّ للتعويض عن غياب البصيرة التي تنير الطريق قبل فوات الأوان، وتنطوي على النظر إلى أحداث الماضي بالعدسة المُشَوَّهة لقيم الحاضر.
يقتصر المخرج بلوميل على مقابلة الأشخاص الذين لا يمكن «تحميلهم اللوم» على نحو معقول. صحيحٌ أن كثيرين كانوا على دراية تامة بأنهم كانوا طرفًا في خطأ فادح، لكن اللوم كان أعلى من درجتهم الوظيفية. فالحرب تعطي رخصة للطاعة العمياء، أما الوطنية والولاء فينقلان المسؤولية إلى أعلى؛ فيتحمل الرئيس اللوم.
بريطانيا تشارك في الغزو لأسباب زائفة
يرى الكاتب أن بريطانيا لم يكن لديها سبب للمشاركة في هذه المهزلة، التي كان التشكيك العميق في جدواها منتشرًا حينئذ. وعلى الرغم من أن الحياد البريطاني لم يكن سيوقف بوش عن المضي قدمًا في هذا المسار، كان من شأنه أن يحرمه من الشرعية التي يمنحها العمل تحت مظلة «ائتلاف».
أما عن الطرح الشائع الذي يتمثل في إلقاء اللوم على توني بلير، فيراه الكاتب ليس مقبولًًا. صحيح أن بلير كان قطعًا هو المحرك الأساسي، لكنه لم يصر على استخدام سلطته التقديرية، بل وافقت حكومته بأغلبية ساحقة على قراره، ومن استقال من الوزراء (اعتراضًا) كانوا ثلاثة فقط .
ثم في شهر مارس (آذار) 2003، اجتمع البرلمان ووافق 412 نائبًا، من حزبي العمل والمحافظين، على الغزو. كانوا يعرفون أن الأسباب زائفة، وأن صدام لم يكن يمثل «تهديدًا وشيكًا» على بريطانيا، لكن غلبت عليهم مشاعر الحرب.
وثبت أن السيطرة المفترضة للديمقراطية على السلطة التنفيذية لا قيمة لها. وكان العزاء الوحيد هو أن النواب تعلموا درسًا واحدًا؛ فعندما طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الإذن بحرب غير واضحة مع سوريا عام 2013، رفض مجلس العموم رفضًا باتًا.
إن هذا الفيلم الوثائقي (والكتاب المرتبط به) يعيدان للأذهان مدى فداحة حرب العراق. فتحقيق حرية زائفة كلف ما يقدر بنحو ربع مليون عراقي حياتهم، كما زعزعت الحرب استقرار المنطقة، وساهمت بلا شك في انهيار النظام في سوريا.
ولم تفعل الحرب شيئًا لوقف الإرهاب في بريطانيا أو أي مكان آخر، بل كان العكس هو الصحيح. أما بالنسبة للتكلفة المالية، فاستهلكت هذه المهزلة حوالي ثلاثة تريليونات دولار. وكانت تلك التريليونات تكفي لتمويل أعمال خير عميمة للعالم على نحوٍ يفوق الوصف.
يتابع الكاتب: خلاصة القول، إن حرب العراق تستحق أن تُصنَّف ضمن جرائم الحرب الكبرى والأكثر حماقة في عصرنا الحالي. ورغم أنني لست من أصحاب الطبع العقابيِّ، لكني لا أستسيغ أن تمر الأخطاء والأهوال الموضحة في هذا الفيلم الوثائقي بلا عقاب.
يختم المقال بالقول: أما بالنسبة لأولئك الذين «كانوا يطيعون الأوامر فقط»، فيكفيهم من التحذير أن يسترجعوا حال أوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي. إن الحرب مروعة بدرجة لا تُحتَمَل – ومغرية بدرجة لا يمكن لزعيم شعبوي مقاومتها – ويرجع ذلك إلى المخاطر المترتبة عليها وما تفرزه من دوافع للتهرب من التدقيق الديمقراطي. ونادرًا ما تؤتي ثمارها. وبعد مضي أكثر من 15 عامًا على الغزو، سيتعين على هذا الفيلم أداء هذه المهمة.
===========================