الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- السعودية وسوريا والإرهاب في ميونيخ

ألمانيا- السعودية وسوريا والإرهاب في ميونيخ

13.02.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
ميونيخ  12‏/02‏/2016
أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في كلمة القاها أمام مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الذي بدأ أعماله هذا اليوم الجمعة 12 شباط // فبراير ويستمر حتى بعد يوم غد الاحد 14 الشهر الجاري ،  ان سياسة المملكة العربية السعودية في منطقة الشرق الاوسط املاء فراغ  يعاني منه كان وراء  وقوع تلك المنطقة بدوامة العنف والاجراءات العسكرية التي تنتهجها السعودية في اليمن للحيلولة دون انهيار الشرعية بتلك الدولة وبالتالي الحيلولة دون استيلاء جماعات متطرفة على الحكم بتلك الدولة مدعومة من ايران وما يُطلق عليه بـ / حزب الله / مؤكدا ان الحكومة اليمنية الشرعية استطاعت استعادة السيطرة على اكثر من خمس وسبعين بالمائة من الاراضي اليمنية وحكومة المملكة وحكومات دول الخليج الاخرى تقوم بتقديم مساعدات انسانية الا انه أشار بأن معاناة الشعب اليمني ستزول بالرغم من ان ذلك يتطلب وقتا والسعودية تريد من اليمن الجديد  موحدا      منفتحا والمساعي التي تبذلها السعودية لتنميته وتحسن اوضاع شعبه قائمة على قدم وساق مؤكدا ان السعودية لن تسمح لاحد من العرباء بامتلاء وسرقة قطعة حجرية في تلك الدولة ، معلنا  الى وجود تعاون كبير بين المملكة وتركيا والمغرب ومصر وغيرها لمحرابة التطرف والسعي لتقوية الاقتصاد والتعاون العلمي  وان المملكة لا تعادي أحدا اذا ما ارات دولة ما تعايشا سلميا وعلاقات طيبة مع المملكة بدون ان تتدخل في شئونها الداخلية .
وأوضح الجبير انه طالما ان بشار اسد لا يزال يحكم سوريا ويشرد شعبها ويمارس القتل والتهجير فانه لن يُكتب للتحالف الدولي الذي يحارب تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية /   أي نجاح فرئيس نظام سوريا كان وراء وجود وقيام وقوة التنظيم المذكور مؤكدا بأن تنظيم / الدولة / لا يمت للاسلام باي صلة والعناصر التي تعمل تحت مظلته يعانون من مرض نفسي.
وتطرق الجبير الى قوة التنظيم المذكور في العراق   مشيرا انه يمكن القضاء على هذا التنظيم اذا ما بدرت الحكومة العراقية بتنفيذ اصلاحات  الاتفاق الذي تم عام 2014  ويكمن بمشاركة اهل السنة في السياسة وانهاء سياسة التهميش التي يعانون منها فاهل السنة في العراق جزء هام لا يتجزأ من الشعب العراقي وبدو هذه الاصلاحات فان قوة تنظيم / الدولة / سيبقى قويا وكل الجهود التي تبذها الحكومة العراقية باعادة المناطق التي يستولي عليها التنظيم تبقى , وعلى حد تعبيره / فقاعات هوائية .
وكانت  وزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون در لاين رأت بكلمتها التي افتتحت بها المؤتمر المذكور بتنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / بالخطر المحدق على الامن والسلام الدوليين  ومحاربته عسكريا دون جهود سياسية وحوار جاد لن يفيد شيئا مشيرة ان الحكومة الالمانية التي تشارك بانزال عسكري ضد ذلك التنظيم هو من اجل الحيلولة دون امتداد خطر التنظيم المذكور وازدياد قوته وقيام الحكومة الالمانية بارسال فرقة عسكرية لتدريب جيش اكراد العراق / البيشمركيه / لتمكين ذلك الجيش بالدفاع العراق والاكراد والاقليات الدينية بتلك المناطق نافية بالوقت نفسه ان يكون تدريب / البيشمركيه / ايذانا بقيام دويلة مستقلة . وأكدت فون درْ لاين على ان التعاون المطلق بين دول حلف شمال الاطلسي / الناتو / كفيل بوضع حد للار وبالتالي عودة حوار / الناتو / مع روسيا لمصلحة العالم نافية بالوقت نفسه بان اوروبا و/ الناتو / يعيشان بأجواء حرب باردة مع روسيا فالحرب الباردة قد انتهت ولا احد يريد اندلاعها من جديدة .
وتطرقت فون درْ لاين الى اللاجئين السوريين في المانيا وتركيا وايضا بمخيمات اللاجئين في لبنان والاردن مشيرة انا تريد السعي لتدريب الجيش الالماني اللاجئين على مهن متعددة  يستطيع اللاجئون من خلالها تحسين وضعيتهم الاجتماعية وبالتالي المساهمة ببناء بلدهم من جديد ضمن سوريا المستقبل بدون بشار اسد اذ لا يمكن الحوار والتعايش مع طاعوت / ديكتاتور / دمر بلاده وشرد وقتل شعبه ، مضيفة ان حوالي مائة مهنة موجودة لدى  الجيش الالماني تبدأ من مهنة البناء والكهرباء وتمتد الى مهن الطب والتمريض والعمل الاداري وغيرها يستطيع ان يكون رب عمل للاجئين في المانيا ومخيمات اللاجئين مضيفة ان من يرى الدمار الذي لحق بمدينة حلب يستطيع ان يجزم  امكانية قيام اللاجئين الذين يتعلمون مهنا لدى الجيش الالماني اضافة الى خبرتهم بمهنة يتقونونها في بلادهم المساهمة باعادة إعمار حلب وغيرها والامر ليس بحاجة الى حجارة  لنقلها وبناءها فقط بل الى عقول مؤكدة استعداد المانيا وغيرها من دول في العالم وفي مقدمتها السعودية وتركيا وقطر التي تقف الى جانب الشعب السوري المساهمة ببناء الدولة السورية الحدية وهذه المساعدات لن تكون على المدى القصير بل الى اجل غير مسمى وهذا الاستعداد سيكون اثر قيام حكومة وطنية معترف بها من جميع افراد الشعب السوري والعالم على حد قولهما .
وعلى الصعيد نفسه فقد أعرب الكثير من خبراء السياسة الدولية والذين راقبوا نتائج اجتماع وزراء خارجية الدول المعنية بالحرب في سوريا الذي تم الاتفاق من خلاله على احتمال وقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية الى ضحايا الحصار عن تشاؤمهم باحتمال تنفيذ هذا الاتفاق . وأوضح رئيس مؤتمر ميونيخ فولفجانغ ايشينجر ان ما تصريحات رئيس نظام بشار اسد بانه يريد استعادت جميع الاراضي السورية وغير مستعد لوقف اطلاق النار يعتبر ضربة موجعة للاتفاق الذي تم ليلة هذا اليوم الجمعة في ميونيخ مؤكدا ان التدخل العسكري ضد نظام بشار اسد وفق بند الامم المتحدة رقم 12 الصادر عام 1948 وينص على حماية الشعوب التي تتعرض للابادة بالقوة العسكرية .
ويناقش اكثر من 250 شخصية سياسية من بينهم رؤساء دول وروساء وزراء ووزراء خارجية ودفاع وخبراء السياسة الدولية في ميونيخ وحتى يوم الاحد المقبل 14 شباط / فبراير موضوع سوريا والارهاب وشمال افريقيا واللاجئين  وعلاقات / الناتو / مع روسيا والامن والدفاع الاوروبي والاطلنطي وقضايا  اقتصادية .