الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- المؤامرة على الشعب السوري

ألمانيا- المؤامرة على الشعب السوري

16.04.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏15‏/04‏/14
يعتقد بعض مراقبي تطورات الازمة الاوكرانية الناجمة عن ضم روسيا شبه جزيرة القرم الى الاراضي الروسية وحركات انفصالية تقع بمدن الشرق الاوكراني تسعى للاستقلال عن مدن الغرب الاوكراني بتحريض من روسيا  انما هي مسرحية من إعداد  الولايات المتحدة الامريكية  وإخراج روسي بينما يقوم بدورها الرئيسي الحكومة الاوكرانية  بينما يقتصر دور  الاوروبيين كممثلي شرف  تكمن مهامهم بإطفاء نيران الحرب وان هذا السيناريو هو من اجل صرف أنظار العالم على ما يجري في سوريا وتناسي مأساة الشعب السوري تدريجيا .
فقد بدأت أنظار العالم تتجه عن ماساة الشعب السوري منذ  أن أعلن سكرتير عام المنظمة الدولية بان كي مون تحديد موعد مؤتمر جنيف / 2 / الدولي الذي تم انعقاده يوم 22 كانون ثان/يناير واستمر لاسبوع ثم عاد المتفوضون الى جنيف يوم 8 كانون ثان/يناير وعادوا الى الاماكن التي أتوا منها كخفي حنين . بل ويرى وزير خارجية  آخر حكومة لما كان يُطلق عليه بـ / المانيا الشرقية – الديموقراطية / ماركوس ميكيل الذي يرأس حاليا جمعية نصرة  الشعوب المظلومة  بمحاضرة حول مرور مائة عام على الحرب العالمية الاولى دعا اليها أكاديمية برلين براندينبورج العلمية بالعاصمة برلين هذا اليوم الثلاثاء 15 نيسان//ابريل ان عدم اهتمام المجتمع الدولي بماساة الشعب السوري  بدأت منذ وضع الرئيس الامريكي باراك اوباما تهديده بضربة موجعة لرئيس النظام السوري بشار اسد الذي قصف مناطق بالغوطة الدمشقية بالاسلحة الكيمياوية يوم 22 آب/اوجسطس بسلة المهملات اثر موافقة وزيرا الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف بالعودة الى جنيف وموافقة نظام سوريا على اتلاف الاسلحة الكيمياوية مشيرا بأن سياسة الرئيس الروسي بوتين تجاه اوكرانيا والقرم وعدم المبالاة بالاوروبيين هو لصرف أنظار العالم عن ماساة السوريين وتكريس ترشيح بشار اسد نفسه لرئاسة سوريا على رغم أنف الدول العربية المتعاطفة مع الشعب السوري والدول الاخرى التي تزعم بأنها أصدقاء الشعب السوري غير صحيحة  مشيرا  ان ما يجري حاليا باوكرانيا صرف انظار العالم الى الدولة المذكورة عن انظار ماساة الشعب السوري .
وأكد ميكيل ان وقائع الحرب العالمية الاولى تختلف تماما عن تطورات الاحداث بوقتنا الحالي فالحرب الاولى ساهمت بقيام الولايات المتحدة الامريكية كقوة عظمى  في العالم وساهمت بأفول دولة هابسبورج / كان يُطلق عليها القيصرية الرومانية الغربية المقدسة /  وانهيار الدولة العثمانية  أما وقتنا الحالي فلا يوجد اي دولة عظمى فالقوى العظمى روسيا وامريكا تحاولان ابراز قوتهما للحيلولة دون شماتة العالم بهما أما الاتحاد الاوروبي  فهو اتحاد ثرثرة وابراز عضلات وعقوبات اقتصادية تنتهجه الدولة العضوة به ضد دولة تعادي شعوبها مثل النظام السوري وحاليا ضد روسيا لإذعانها على تغيير سياستها ضد الغرب وخاصة اوكرانيا مستبعدا وقوع اي مناوشة عسكرية بين الشرق والغرب وسيكون الشعب الاوكراني ضحية ثرثرة الغرب وعضلات واشنطن وموسكو التي تبرزهما  بدون أي مبرر .
ويرى ميكيل وهو قسيس سابق ان الحرب آخر وسيلة لانهاء ماساة أي شعب يتعرض للابادة من قبل نظام بلاده فالتدخل العسكري في سوريا لانهاء ماساة شعب تلك الدولة ضرورة ملحة موجودة في جميع القوانين السماوية وحتى الانجيل الذي يؤكد على ضرورة السلام بالعالم فانجيل متى يرى بان مكافحة الظلم  بالقوة ضرورة ملحة فالشعب السوري مظلوم وعلى الدول الاسلامية والغير الاسلامية التي تنظر بإشفاق الى ما آل اليه الشعب السوري اتخاذ سياسة حاسمة على رغم انف كل الدول والمنظمات المعادية للحروب التدخل العسكري بتلك الدولة مؤكدا أن التدخل العسكري بتلك الدولة لن يساهم بوقوع حرب عالمية ثالثة ولن ينتطح من أجل بشار اسد عنزان ويقصد بذلك ايران وروسيا .
أما رئيس قسم السياسة الدولية بمركز برلين العلمي فولفجانغ ميركيل فيرى ان التدخل العسكري هو آخر وسيلة اي ان آخر الدواء الكي مشيرا انه يمكن ان يكون هناك تدخل عسكري في سوريا بطلب واقعي من الدول الاسلامية للامم المتحدة التي تعتبر الجهة الرئيسية الاولى في العالم التي يصدر عنها اوامر الحرب وانهاء النزاعات لاحلال السلام بالعالم فهي كانت وراء وقف الابادة الجماعية في رواندا وساهمت دون ابادة شعب الكوسوفو والبوسنة من خلال تعاونها مع حلف شمال الاطلسي / الناتو / فوقائع ما جرى بالبلقان ووقوف روسيا الى جانب صربيا بشكل صريح شبيه الى حد كبير ما يجري في سوريا من وقوف ايران وموسكو الى جانب اسد بذبح شعبه والخشية من توسعة الحرب بمنطقة الشرق الاوسط غير واقعي ولا يستند الى أدلة علمية وميدانية فالحرب يجب ان تكون خاطفة وعدم مغادرة اي جندي مسلم او غير مسلم تلك الدولة دون استتباب الامن فيها وان استمر العنف دون تدخل عسكري فان منطقة الشرق الاوسط ستصبح بيد العنف والتطرف على حد هذه الاراء .