الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- التحذير من حرب صليبية جديدة بسبب اللاجئين السوريين

المانيا- التحذير من حرب صليبية جديدة بسبب اللاجئين السوريين

20.12.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏19‏/12‏/14
تعود أسباب الحروب الصليبية بشكل مباشر الى مثيري الفتنة وحقدهم على الاسلام والمسلمين ، فبعض  مؤرخي  الحروب الصليبية يرون ان اسباب خروج الجيوش الاوروبية الى بلاد الشام وتهديدهم بلاد الحجاز يعود بأن الاوروبيين مغرمون  بالمغامرات ومنهم من يرى الاقتصاد وتحسين المستوى المعيشي وراء تلك الحرب وأغلبهم يرى التدين وانقاذ بيت المقدس من برائن المسلمين سبب  الحروب الصليبية ، فالقسيس فولشيروس  كارنوتينسيس / 1059 بمنطقة شارتيس الفرنسية تبعد حوالي 90 كلم الى الجنوب من باريس – 1127 بالقدس /  زار فلسطين في اعوام 1089 وهاله ما رأى من حضارة فيها وتمتع النصارى بالحريات التامة وحقوقهم بين المسلمين فعاد الى بلاده لينشر البغضاء والعداوة للاسلام  والمسلمين حسدا وزعم بان النصارى يعيشون ببؤس وشقاء ويجب تخليص بيت لحم والقدس من مخالب المسلمين الذين  وصفهم بأن أظافرهم طويلة  وسيوفهم على عاتقهم ولا احد من النصارى يملك الجرأة للتكلم معهم  ، ثم زار بابا روما وقتذاك اوربان الثاني / 1035 – 1099/ وناشده بالدعوة لانقاذ المسيحية وبيت المقدس بحرب صليبية وهكذا وقعت  الحروب الصليبية . وقديما قال نصر بن سيار الكناني محذرا بني امية من ظهور العباسيين :
أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك ان يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تزكى    وإن الحرب مبدؤها كلام
وبضع بعض الاوروبيين بكل من كارل مارتل / 688 – 741/  الذي انتصر على المسلمين بمعركة بلاط الشهداء / بواتييه /  عام  732 تلك الحرب التي قادها عبد الرحمن الغافقي واستشهد فيها مع جماعة من المسلمين ، وبالامير ايجين فون سوافوين – فرانس ايجين / 1663-1736 / الذي انتصر على  المسلمين  العثمانيين الذين حاصروا فيينا عام 1697 وبالرئيس الامريكي السابق السيء الصيت جورج بوش / الابن / بهالة التقديس ، فالرئيس بوش هدد بحرب صليبية اول طلائعها بكابول وآخرها أمام البيت الابيض وذلك بعد حوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 وقهره جماعة الطالبان بافغانستان .
ويرى رئيس البرلمان الالماني نوربرت لاميرت بندوة دعا اليها مبرة فريدريش ناومان للدراسات والمساعدات الدولية التي تتخذ من مدينة بوتسدام / القريبة من برلين / مقرا لها  هذا اليوم الجمعة 19 كانون اول/ ديسمبر حول المظاهرات التي تند بالوجود الاسلامي في المانيا واوروبا بالمنظمة الاوروبية القومية لحماية الغرب من الاسلام التي تطلق على نفسها / بيجيدا / بأن المنظمة المذكورة اجرامية لا تملك فكرا سياسيا وعقيدة دينية بالرغم  من كسبها تأييد 37 بالمائة من الالمان .
وأكد لاميرت انه لولا الحضارة الاسلامية لما خرجت اوروبا من غيابات جاهلية  القرون الوسطى ونسبة لا تتجاوز 6 بالمائة من المسلمين من بين تعداد الشعب الالماني لا يمكنها ان تجعل من المانيا بلدا مسلما كما ان اوروبا وفي مقدمتها دول الاتحاد الاوروبي يوجد بها اقليات مسلمة منذ اكثر من 1000 عام اضافة الى مسلمي البلقان وغيرهم ويجب على الاوروبيين عدم الاصغاء للنعرات الدينية  والاصغاء للقوميين الذين يريدون اشعال حرب تأكل الخضر واليابس .
وطالب لاميرت زعماء المنظمة المذكورة بتوضيحات حول المغزى من دعوتهم لهذه المظاهرات المناوئة للاجئين السوريين وغيرهم من المسلمين مشيرا ان من بين اللاجئين السوريين نصارى ايضا ويجب ان لا تكون ماساة السوريين ورقة رابحة بأيدي القوميين المعادين لاوروبا والوجود الاسلامي في  المانيا واوروبا فان من الواجب الانساني استيعاب هؤلاء للتخفيف عن ماساتهم وسيعودون الى بلادهم عندما ينتهي العنف فيها والمساهمة بتعمير مرافقها من جديد مطالبا في الوقت نفسه زعماء المراكز الاسلامية في المانيا واوروبا تبيين توضيحات عن ما يُطلق عليه بـ  الوهابيين والسلفيين / والفرق بين / السلفية الجهادية والسلفية التي تدعو الى الدعوة فقط وبالتالي توضيحات وإقرار منهم ما اذا كان المسلمون في اوروبا وخاصة في المانيا يحترمون الديموقراطية التي تعتبر اساس الدستور الالماني والاوروبي .
صحيح ان الدول الاسلامية تعاني من مشاكل داخلية تشغلها عن مشاكل المسلمين في اوروبا كما ان دول الخليج التي اعلنت تحالفها مع الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبية اخرى ضد تنظيم ما يطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية /  ومن يعتقد ان اي ضربة تلحق بالمسلمين في اوروبا وخاصة في المانيا لن ينتطح  من اجلها بدول الخليج وخاصة السعودية اضافة الى تركيا عنزان فهو يخطئ ومن الممكن ان تسفر عنه هذه المظاهرات المنددة بالوجود الاسلامي وباللاجئين السوريين في المانيا واوروبا الى الوقيعة بين اوروبا والعالم الاسلامي على حد رأي خبيرة شئون الاسلام واستاذة العلوم الاسلامية وتاريخ الشرق الاوسط بجامعة  برلين الحرة جودرون كريمر .
ورأى استاذ علوم حقوق الانسان والقضاء الدولي في جامعة مدينة نورنبيرج  احد مؤسسي محكمة حقوق الانسان الاوروبية  هاينر بيليفلدت الذي كان يرأس المعهد الالماني لحقوق الانسان ان الهجمة على الاسلام في اوروبا قد ازدادت منذ حوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 وان القوميين الاوروبيين والمعادين للاسلام جعلوا من هجماتهم ودعواتهم للمظاهرات المنددة للوجود الاسلامي من اللاجئين السوريين قميص عثمان يتاجرون به لكسب تأييد اولئك العاطلين عن العمل  وغيرهم ممن لا يملك معرفة بتطورات السياسة الدولية مؤكدا مسئولية اوروبا عما يجري في سوريا من عنف وقتل وتشريد وانه لا بد من إنهاء ماساة الشعب السوري والعنف بالوسيلة المكروهة انسانيا وهي التدخل العسكري ضد اسد على حد أقوالهم .
وتتفاوت نسبة التأييد للمنظمة الاروبية القومية لحماية الغرب من الاسلام / بيجيدا / بين الالمان الشرقيين والغربيين ، فاهالي مدن شرق المانيا وهي معقل القوميين أكدت نسبة منهم تصل الى 37 بالمائ ة تعاطفهم مع هذا المنظمة بينما وصلت العاطفة لدى الغرب الالماني الى 33 بالمائة ، بينما أعلنت نسبة وصلت الى 48 بالمائة من الغربيين بان هذه المنظمة متطرفة غاية التطرف بينما وصلت نسبة هذا الاعتقاد بالنسبة للشرقيين الى 23 بالمائة .