ألمانيا- احذروا مكائد أمريكا

كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏19‏/09‏/14
حث رئيس البرلمان الالماني نوربرت لاميرت بندوة دعا اليها معهد كونراد أديناور للدراسات والمساعدات الدولية بالتعاون مع الجمعية البرلمانية مساء يوم أمس الخميس 18 أيلول/سبتمبر اعضاء البرلمان الالماني الموافقة على انزال عسكري للجيش الالماني في العراق أسوة باعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند مشاركة بلاده بحملة عسكرية ضد ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / اذا ما قررت الحكومة الالمانية المشاركة عسكريا بالتحالف الدولي ضد التنظيم المذكور ..
ورأى لاميرت انه اذا ما أرادت الحكومة الالمانية المساهمة بشكل فعال بارساء السلام في العالم وإثبات قوتها على صعيدي السياسة الدولية والاوروبية فيجب عليها أيضا المشاركة عسكريا في العراق ولا ينبغي لبرلين ان تكون في مؤخرة الاوروبيين والامريكيين فقد أثبت الجيش الالماني جدارته بارساء السلام في البلقان وافغانستان بالرغم من الدولة الاخيرة غير مستقرة سياسيا وامنيا وبالتالي مغادرة الفرق العسكرية الالمانية مع الفرق العسكرية الدولية تلك الدولة أواخر عام 2014 الحالي معتبرا مغادرة الفرق الدولية من افغانستان شيء عادي بالرغم من أن مهام الفرق الدولية لم تنتهي بعد .
وأكد لاميرت ان التنظيمات الارهابية شوكة باعين كل من يريد احلال السلام ببلد ما في العالم والعراق بحاجة الى انزال عسكري لانهاء العنف فيه وعلى المانيا ان لا تبقى لعب دور رجل المطافئ سياسيا بل بالفعل مؤكدا انه اذا ما استطاع التحالف الدولي وقف جماح / داعش / فان الاقليات الدينية والعرقية في العراق وسوريا ستشعر بالسلام والطمأنينة معربا عن رأيه دعم الحكومة الالمانية المعارضة السورية المسلحة التي تتصف بالاعتدال بالاسلحة لمواجهة / داعش / والنظام السوري ايضا فآلية القتل في سوريا مستمرة ويجب وضع حد لغطرسة نظام تلك الدولة .
تأتي تصريحات لاميرت هذه دعما للرئيس الالماني يوئاخيم جاوك على هامش مشاركته بمؤتمر مجلس اليهود الدولي الذي أنهى اجتماعه يوم أمس الخميس 18 أيلول/سبتمبر بالعاصمة برلين اذ أشار بأن على المانيا ان لا تبقى منزوية وتبذل جهودها لاحلال السلام بالعالم باقتراحات سياسية بل يجب عليها المشاركة عسكريا وذلك لوضع حد لانتهاكات حقوق الانسان وابادة الشعوب على يد أنظمتهم وعلى يد التنظيمات المسلحة . فجاوك كان قد أعطى وزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون در لاين ختمه بالموافقة على تصريحات سابقة لها استعداد المانيا بانزالات عسكرية لارساء السلام والقضاء على الارهاب وذلك بمؤتمر ميونيخ الخمسين الذي عقد اوائل شهر شباط/فبراير المنصرم . وبالرغم من استياء بالمعارضة من تصريحات جاوك وفون در لاين مطالبين وقف جماح وزيرة الدفاع الا ان المطالبة بانزالات عسكرية لألمانيا تعتبر الاكثر ارتفاعا بنبراتها .
وبالرغم من تأكيدات وزير الخارجية الالماتي فرانك فالتر شتاينماير المتكررة بعدم انزال عسكري لالمانيا بالشمال العراقي كان آخرها بالمؤتمر الصحافي الذي عقجه مع نظيره التركي مولود شاوسواوجلو يوم أمس الخميس 18 الشهر الجاري بالعاصمة برلين ، الا ان المستشارة انجيلا ميركيل ستعقد اجتماعا في وقت لاحق من الاسبوع المقبل مع فعاليات امنية وسياسية لاتخاذ قرار المشاركة عسكريا وبشكل فعال ضد / داعش / وغيرهم .
ويعتبر خبراء منطقة الشرق الاوسط موافقة مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / على قرار الرئيس الامريكي باراك اوباما بتسليح وتدريب ما يُطلق عليه المعارضة السورية المعتدلة سخرية ومتأخرة فقد كان على هذا الكونجرس الموافقة على قرار تأديب بشار اسد جراء الجرائم التي يرتكبها في سوريا كما ان اوباما غير صاق بسياسته تجاه العراق وسوريا فعدم انزال بري ضد / داعش / سيزيد من قوة ذلك التنظيم ، وتسليح المعارضة المسلحة لمعتدلة اعطاء بطاقتين خضراء وبيضاء باقتتال التنظيمات المسلحة التي تدافع عن الشعب السوري ضد مرتزقة بشار اسد مع بعضها البعض ويجب على المعارضة السورية السياسية بذل جميع جهودها للحيلولة دون ذلك .
هذا وقد غادرت هذا اليوم الجمعة 19 أيلول/ سبتمبر طائرة نقل تابعة للسلاح الجوي الالماني مطار منطقة هون العسكري بالقرب من مدينة ديدنسبورج / شمال / التابع لقوات حلف شمال الاطلسي / الناتو / الى العراق سبتمبر وتقل هذه الطائرة ثمانية خبراء من وزارة الدفاع الالمانية ومعهم معدات عسكرية جديدة لاكراد العراق عبارة عن آليات مصفحة ومسدسات وبنادق وذخيرة لدعم / البشميركه / بمواجهتهم تنظيم / الدوالة الاسلامية – داعش / والخبراء سيقوم بتدريب الاكراد على استعمال هذه الاسلحة والاعمال العسكرية الاخرى ولا سيما التدريب على سلاح المظليات .
وأعلنت وزارة الدفاع الالمانية انها سترسل دفعة ثالثة من المعدات والاليات العسكرية الى اكراد العراق في وقت لاحق من يوم الخميس 25 أيلول سبتمبر .