الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- أوروبا بين فكي المعادي والمحب للإسلام

المانيا- أوروبا بين فكي المعادي والمحب للإسلام

01.09.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 31‏/08‏/14
أعلن الاوروبيون أنثاء اجتماعهم الاستثنائي الذي عقدوه يوم أمس السبت 30 آب /اجسطس اختيار رئيس وزراء بولندا دونالد توسك رئيسا للاتحاد الاوروبي خلفا للرئيس الحالي هيرمان فون روجوي وتعيين وزيرة الخارجية الايطالية فيدريسا موجوريني  مسئولة شئون السياسة الخارجية خلفا للحالية كاترين آشتون .
ودوتالد توسك يحظى بدعم كبير  من المستشارة انجيلا ميركيل فهي كانت وراء اقناع الاوروبيين الموافقة على رئاسة الاتحاد لمساهمته بالتقريب بين البولنديين والالمان الا انه يعتبر رجل الولايات المتحدة الامريكية بالاتحاد الاوربي بدون منازع اذ ساهم الى حد كبير باقناع واشنطن اعادة نشر صواريخها الدفاعية في اوروبا وخاصة في بلاده كما يقف وراء تحريض الاوروبيين ضد روسيا اذ يعتقد بأن موسكو تعد العدة لمهاجمة بولندا ودول بحر البلطيق الثلاثة / ليتوانيا وليتلاند واستونيا / التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي الى الحظيرة الروسية من جديد . عدا عن ذلك فان توسك يحمل حقدا بطينا على الاسلام فقد ساهم بمقالات نشرها ومحاضرات القاها بمناسبات متعددة ضرورة وقف زحف الاسلام على اوروبا  بوقف الهجرة مؤيدا رئيس الحزب الجمهوري الهولندي جيرت فيلدريز والاحزاب القومية الاخرى في اوروبا ولا سيما حزب بولندا الحر الذي كان وراء التحريض على مسلمي بولندا . ومنذ استلامه لرئاسة وزراء بلاده عام 2007 تعرض المسلمون لمضايقات كثيرة  منها محاولة إغلاق دار الوقف الاسلامي وهي مؤسسة حكومية تشرف على تخريج الدعاة والائمة وتقوم بتعيينهم بالمناطق الاهلة بهم في بولندا اضافة الى انه صديق حميم للكيان الصهيوني مخالفا بذلك جده يوسف توسك الذي كان احد زعماء النازية في بولندا . ولما احتل الالمان بولندا أثناء الحرب العالمية الثانية أسند اليه الزعيم النازي أدولف هتلر إدارة المناطق التي كانت سيطرة الالمان .
أما رئيسة شئون السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي الجديدة وزيرة خارجية ايطاليا موجوريني فهي تختلف عن توسك اذ تعتبر هذه السياسية الاشتراكية التي لا تملك خبرة قوية  بالسياسة الخارجية من المعادين للولايات المتحدة الامريكية فهي ترى بواشنطن  وراء الازمات في اوروبا وخاصة الازمة الاوكرانية حاليا . وترى موجوريني ابنة المخرج السينمائي فلافيو موجوريني  بالدين الاسلامي دين الوسطية والاعتدال ففي رسالتها / الدكتوراه / التي حصلت عليها من جامعة روما / الاسلام دين وسياسة – علاقة الاسلام بالسياسة / بأنه من المستحيل ان يصبح الاسلام دينا كنسيا لا علاقة له بالسياسة كما أن الغرب لا يمكن ان يكون مستقرا بدون ان تكون له علاقة قوية مع المسلمين الذي تركوا آثارهم النيرة في اوروبا .